أحمد تقد لسان في حوار للشروق يكشف فيه عما وراء الستار: لن نسمح للحكومة باستخدامنا لتطبيع علاقاتها مع واشنطن وإننا علي استعداد لاقتحام الخرطوم مرة أخري..!

(أحمد تقد لسان) في حوار للشروق يكشف فيه عما وراء الستار:

لن نسمح للحكومة باستخدامنا لتطبيع علاقاتها مع واشنطن

وإننا علي استعداد لاقتحام الخرطوم مرة أخري…!  

لم تقدم دعوة لغير “العدل والمساواة”و”حركات الإنترنت”تتباكي وراء الوسطاء لدعوتها!  

القبائل العربية انضمت علينا ومن يتحدث عن الاقصاء هم “الجنجويد” !  

ويكشف حقيقة المنصب الوزاري الذي عُرِض عليه    

تتعدد السيناريوهات في محاولةٍ لتوقعِ المَشهد السياسي لمُستقبل أزمة دارفور ، خاصةً بعد أن قررت حركة العدل والمساواة استئناف المفاوضات التي كانت تجري بينها وبين الحكومة السودانية في العاصمة القطرية الدوحة لحل أزمة الإقليم المضطرب غرب السودان، علي الرغم من إعلانها مؤخراً لتعليقِ هذه المباحثات  نتيجة خلافات بين الطرفين المتفاوضين حالت دون التوصل إلي اتفاق بينهما للمُضي قدُماً في تنفيذ اتفاق (حسن النوايا) الذي وَقعا عليه في فبراير الماضي.

وفي ظل هذه المتغيرات يَبقي مُؤشِّر ترمومتر نجاح هذه المباحثات عالقاً بين المواقف المُتأرجحة للطرفين المتفاوضين بشأن استكمال المفاوضات أو تعليقها مرَّةً اُخري وكلاً منهما يُلقي بِجُملة من الاتهامات علي الآخر…..

( أحمد تقد لسان )كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة تحدث في حوار ل(الشروق) عمَّا يدور وراء ستار مفاوضات الدوحة وأسباب استئنافها مرَّة أخري ، كاشفاً عن “التكتيكات” التي تمارسها الحكومة السودانية تجاه حركة العدل والمساواة في محاولة لاستخدامها كورقةٍ لتطبيع العلاقات مع واشنطن ، إلي جانب رغبتها في الاستغناء عن الوسطاء،وشدد(لسان) علي عدم اعتراف حركة العدل والمساواة  بأي من فصائل دارفور الأخري واصفاً إياها “بحركات الإنترنت” ، كما أكد أن حركته لديها رؤية لحل الخلافات بين شريكي الحكم في السودان (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) فإلي تفاصيل الحوار…

 

حوار : رفيدة ياسين

[email protected]  

_بدايةً نريد تفسيراً للمواقف المتباينة فيما يخص تعليق مفاوضات الدوحة ثم إعلان استئنافها مرة أخري؟

إن الحركة قررت استئناف التفاوض مرة أخري للنقاش مع حكومة الخرطوم حول عودة المنظمات الإنسانية المطرودة ،وكذلك لتنفيذ بنود اتفاق “حسن النوايا” وبناء الثقة.

 

_وما هو الغرض من استئناف التفاوض للنقاش حول قضايا ليست بجديدة؟

الغرض هو اختبار مدي جدية وصدق الحكومة السودانية في الالتزام بما وقعته معنا في الدوحة مسبقاً،بالإضافة إلي التاكد من اتخاذها لقرار سياسي استراتيجي لمعاودة التفاوض مرة اخري من أجل إحلال السلام في دارفور،وكذلك لإثبات حسن نوايانا نحن تجاه هذه المفاوضات حتي آخر لحظة.

 

 

— وما هي الاُطر التي تم الاتفاق عليها مع الوسطاء لاستئناف المفاوضات مرة أخري؟

تم الاتفاق مع الوسطاء ومع الحكومة السودانية علي العودة لاستئناف المفاوضات خلال شهرين لمواصلة الحوار، وقد اُتيحت لنا الفرصة في الرجوع لقواعدنا في ذلك ،ولا زال هناك حوار قائم بين الأطراف المتفاوضة والوسطاء حتي الآن.

 

 

— هل نستطيع أن نعتبر إعلان تعليقكم للمفاوضات مسبقاً كان بمثابة كارت ضغط علي الحكومة السودانية ؟

نحن لم نضغط علي الحكومة في شئ لكننا شعرنا أن الوفد السوداني الذي حضر إلي الدوحة في الجولة الأخيرة بقيادة أمين حسن عمر لم يستطع أن ياخذ قراراً سياسياً، لذا رأينا ان الوضع بحاجة لمساحة من الوقت من أجل العودة للتشاور حول القضايا الرئيسية مثل عودة المنظمات المطرودة،ومسألة تبادل الأسري لتنفيذ اتفاق حسن النوايا.

 

هل قبلت الحكومة السودانية بتقديم بعض التنازلات في مقابل استئناف المفاوضات؟وهل مارس الوسطاء ضغوطا عليها كما طالبتوهم من قبل؟

نحن لم نشعر بنتائج ملموسة فيما يختص بان الحكومة السودانية قد استجابت لضغوط من أي طرف بدليل أنها لم تتخذ أي خطوات عملية في اتجاه تنفيذ اتفاق حسن النوايا،كما أنها لم تقدم أيه تنازلات.

 

_ألا تتوقعون أن مطالبتكم بعودة المنظمات المطرودة ستقابله الحكومة بالرفض في ظل إصرارها مراراًعلي عدم عودتها؟

هذا ليس تنازل ليتم رفضه كما أن الحكومة لم تقدم أي تنازلات بهذا الصدد ، فحتي الآن لم تعُد أي واحدة من المنظمات المطرودة إلي دارفور.

 

_صرحت الأمم المتحدة بقبول حكومة الخرطوم لعودة هذه المنظمات بأسماء بديلة وهو ما نفته السودان ..فهل تعتقدون انه حلا وسطيا؟

الخرطوم وقعت اتفاق مع الأمم المتحدة ووافقت علي مجئ منظمات جديدة ،وليس المنظمات التي طردت من قبل لكن ذلك سيتغرق حوالي ستة شهورأو ربما أكثر لتكون هذه المنظمات في حالة جاهزية للعمل الإنساني في دارفور، ونحن لا نتوقع قبول الحكومة السودانية بعودة المنظمات المطرودة لذلك نحن في الحركة نري ان الحكومة تتعنت ولم تتراجع عن موقفها.

 

_هل يمكن اعتبار توقيع الحكومة السودانية لاتفاق مع الأمم المتحدة وقبول منظمات أجنبية جديدة بادرة إيجابية؟

الاتفاق الموقع هو مجرد محاولة لتغطية الهوة في مجال العمل الإنساني في دارفور جراء طرد المنظمات ،ولاقناع الأطراف المتفاوضة بأن هناك إجراءات مستمرة لعودة المنظمات ونحن لا نعتبرذلك حلاً بأي حال من الأحوال.  

_عند استئناف المفاوضات خلال المرحلة المقبلة هل سترهنون استكمالها بعودة المنظمات المطرودة كما اشترطتم من قبل؟

هو ليس اشتراط …لكن نحن لدينا موقف ثابت ،وخطة عمل متكاملة تم استيعابها في اتفاق حسن النوايا،كما أننا نريد أن نستكمل حل قضية دارفور عبر مراحل بحيث ننتقل من مرحلة إلي أخري ولانقفز فوق المراحل كما تريد الحكومة السودانية،لتهيئة الاجواء لدخول مفاوضات سياسية جادة ُتفضي إلي حل سياسي للقضية لذلك شددنا علي عودة المنظمات الطرودة واطلاق سراح الأسري.

 

_ما هي مآخذكم علي مواقف الحكومة السودانية بهذا الخصوص؟

أنها تماطل في تنفيذ ما وقعت عليه في اتفاق حسن النوايا كما أنها تركز فقط علي مسألة وقف إطلاق النار رغم أنها لم تطلق سراح أسري العدل والمساواة كما فعلنا نحن عندما اطلقنا سراح عدد كبير من أسراهم.

 

_في رايك ما   الذي سيساعد علي نجاح الجولة القادمة من المفاوضات ؟

نجاح الجولة المقبلة مرهوناً بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه أولا في اتفاق حسن النوايا الذي وقعناه مع الحكومة السودانية في فبراير الماضي.

 

_هل تم تحديد تاريخ محدد لاستئناف المفاوضات ؟

لم يتم تحديد تاريخ معين لكن ما تم الاتفاق عليه هو العودة خلال شهرين للدوحة،وفي هذه الفترة يقوم الطرفين بتنفيذ اتفاق حسن النوايا والالتزام ببنوده لتكون الأجواء مُهئية لنجاح الجولة المقبلة.

 

_الحكومة السودانية قالت أنكم تصرون علي بند إطلاق سراح الأسري في حين أنكم تتهمونها بالتركيزعلي وقف اطلاق النار..وسط هذه الاتهامات هل تتوقع نجاح الجولة المقبلة؟

من جانبنا فإن مسألة إطلاق سراح الأسري وتحسين الوضع الإنساني هو ضمن اتفاق حسن النوايا ولا يمكن تجاوز هذه البنود والانتقال لمرحلة أخري قبل تنفيذها وستظل هذه القضايا مهمة وفي حال عدم تنفيذها فلن نمضي لمرحلة بعدها.

 

_جاءت تصريحات علي لسان د مصطفي عثمان مستشار الرئيس السوداني بوصف حكومته بالغبية إذا اطلقت سراح أسراكم دون التوصل لاتفاق..ما تعليقك علي ذلك؟

رد ساخراً : هذا بالطبع يؤكد عدم جدية الحكومة وعدم احترامها لاتفاق حسن النوايا بل ولكل ما تُوقعه من اتفاقات وإن هذا حديث منافي لما جاء في اتفاق حسن النوايا.

 

_إذا كانت لديكم هذه القناعة بعدم جدية الحكومة وعدم الالتزام باتفاقاتها فلماذا قبلتم استئناف المفاوضات معها مرة أخري؟

نحن في الحركة اتخذنا قراراً بدخول مفاوضات سياسية من أجل إحلال السلام لكن في المقابل الحركة وحدها لن تستطيع أن تحقق ذلك، لذا لابد من شريك جاد وراغب في السلام وإلا لن يكون لدينا أي خيار سوي المواصلة في النضال.

 

_هناك حديث عن اضطراركم لاستئناف المفاوضات مرة أخري فقط من أجل اطلاق سراح “عبد العزيز عشر” الأخ غير الشقيق لرئيس الحركة د خليل ابراهيم …ما تعليقك علي ذلك؟

رد غاضبا: هذا كلام سخيف ،وتفكير ساذج ولا يمت للحقيقة بصلة فعُشر واحد من آلاف مقاتلي الحركة وأنا أري أن مسألة ربط اطلاق سراح الأسري بفرد يعد استخفافا بالحركة وبامكانياتها واستخفاف ايضا باتفاق حسن النوايا

 

_الطرف الآخر يؤكد ذلك مستنداً إلي إصراركم علي بند إطلاق سراح الأسري تحديداً؟

الإصرار علي الموقف هو لاختبار جدية الحكومة ، فهي وقعت والتزمت باتفاق حسن النوايا الذي يشمل اطلاق سراح الأسري ونحن نتحدث عن بنود اتفاق لا عن أفراد.

 

_هذا يعني أنك تنفي ذلك؟

نعم انفي ذلك جملةً وتفصيلاً.. لأنه حديث غير صحيح ولأن حركتنا لا تُقيدها أفراد بقدر ما تتقيد ببرامج واستراتيجيات كلية.

 

_جاء هذه التصريحات علي لسان مسئول ملف دارفور د غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني؟

قال ساخراً: إذا كان ذلك ما يعتقده “غازي” فإن تفكيره هذا لن يجعله يسير إلي الأمام.

 

_تحدثتم عن أسباب فشل الجولة الماضية بأن وفد الحكومة السودانية كان في انتظار تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن…أريد شرحا لذلك؟

وفد الحكومة السودانية المفاوض في الدوحة كان حريصاً للتحصل علي ورقة تخدمه في الحوار السوداني الأمريكي لأن قضية دارفور هي واحدة من الأجندة المطروحة في مسالة تطبيع العلاقة بين الخرطوم وواشنطن ،والحكومة السودانية كانت تريد استخدامنا لطمأنة الإدارة الأمريكية بتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار أو وقف العدائيات بيننا وبينهم ليثبتوا مدي جديتهم في حل الأزمة.

 

 

_هل شعرتم بفارق في تناول ملف دارفور من قبل الحكومة بعد أن تسلمه د .غازي صلاح الدين مستشار الرئيس من نافع علي نافع مساعد الرئيس فيما يختص بدفع عملية السلام؟

 الموضوع لا يتم تقييمه بالأفراد سواء كان “غازي أو نافع” لأن كلهم في مركب واحدة ، لذلك التقييم يرجع للقرار الحكومي نفسه بغض النظر عن الأفراد ، أما عن هؤلاء فيتبدل الأفراد والأسلوب  واحد لا يتغير.

 

_فيما وراء ستار الجولة السابقة من مفاوضات الدوحة هل حاولت الحكومة السودانية ممارسة بعض الضغوط عليكم أو تقديم بعض الإغراءات ؟

هي ليست ضغوط أو إغراءات وإنما “تكتيكات” في التفاوض ومنهجيته فالحكومة تري أن الحوار يجب أن يكون مباشراًً، ولمسنا منهم اتجاها في الاستغناء عن الوسطاء،فالحكومة تريد أن تعبر القضايا الجوهرية والوصول إلي النهايات دون مخاطبة جذور المشكلة.

 

_قال البعض أنه تم عرض منصب وزاري عليك في الجولة السابقة من المفاوضات ما ردك علي ذلك؟

رد متسائلا.. وهل هذا حلا …؟حقيقة أنا لأول مرة استمع لذلك،

وأؤكد أن قيادات الحركة لا تبحث عن مصالح فردية فنحن نحمل هموم وقضايا شعب بأكمله ،وإذا كنا نبحث عن وظائف فقط  لانتهت القضية منذ فترة طويلة لكن حركة العدل والمساواة راشدة وواعية وتريد أن تساهم في حل القضايا الكلية للبلاد.

 

_هل عُرض عليك ذلك ورفضته؟

هذا لم يحدث علي الإطلاق.  

_تتهمكم بقية الحركات بالتفاوض من أجل كسب وظائف..ما ردك عليهم؟

هؤلاء مجرد أفراد وليس حركات ،وردي عليهم أن العدل والمساواة هي الحركة الوحيدة التي لها وجود سواء كان سياسياً أو عسكرياً علي الساحة بل هي الوحيدة التي ظلت تقاتل الحكومة السودانية خلال السنتين الأخيرتين.

 

_اتحدث عن حركات وليس أفراد فحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد اتهمتكم بذلك من قبل؟

رد مستنكراً: هي بالنسبة لكي حركات لكنهم بالنسبة لنا أفراد لأنهم ليس لهم وجود عسكري أو سياسي في دارفور ونحن لا نعترف بوجود حركة غير العدل المساواة.

 

_هناك انتقادات توجه إليكم نتيجة عدم اعترافكم ببقية الحركات؟

لأنه لا توجد حركة سوانا الآن موجودة علي الأرض أما البقية فهم أفراد نحن ُنطلق عليهم اسم حركات “الانترنت” لأنهم يدعون أنهم حركات من خلال بيانات يكتبونها علي الإنترنت من الخارج ،إن هناك فرق بين الإدعاء والواقع الميداني فكل المجتمع الدولي الآن يدرك تماماً أننا الحركة الوحيدة التي لها وجوداً عسكرياً لذا كنا نحن الحركة الوحيدة التي وُجهت إليها دعوة للتفاوض وكذلك الحكومة السودانية تعلم ذلك وإلا لما كانت تفاوضت معنا في جولات ثنائية.

 

_لكن هناك حركات أخري ذهبت إلي الدوحة رئيس الجبهة القومية للمقاومة بحر ابو قردة ،وحركة تحرير السودان قيادة الوحدة؟

ابدا.. الحكومة لا تقدم دعوات وانما تقدمها الوساطة والوساطة لا تستطيع ان تقدم دعوة لشخص غير موجود هؤلاء هم الذين يسعون لدعوتهم في التفاوض ويتباكون وراء ذلك .بحر جاء الدوحة باستضافة من قناة الجزيرة من اجل اجراء لقاء تليفزيوني وخلال وجوده بالدوحة تمكن بالاتصال بالوساطة وبالدولة الراعية لكن لم توجه اليه اي دعوة له او لحركة غيره اما فيما يسمي بقيادة الوحدة   فلا توجد الآن حركة بهذا الإسم ،فالقوة العسكرية التي كانت لها في الميدان انضمت مؤخراً إلينا ،وهناك افراد يتحدثون باسمها من الخارج لكنهم مجرد افراد ولن يغيروا من الواقع في شئ ولا صلة لهم بما يدور في دارفور.

 

_لماذا لم تتقدموا بمبادرة للم شمل فصائل دارفوروتوحيد الصف في كيان جامع لكل الاطراف؟

بالفعل حركة العدل والمساواة طرحت مبادرة ودعت لتكوين جبهة سياسية وعسكرية عريضة بعد هجوم ام درمان مباشرة وقد استجابت فصائل عديدة فقد انضم الينا بعد ذلك 18 فصيل في خلال الست شهور الأخيرة ، ونحن إلي الآن أيادينا ممتدة إلي   كل مكونات دارفور.

 

_ماذا قدمت حركة العدل والمساواة من أجل شعب دارفور؟

نحن الآن نعمل بشكل جاد في اتجاه استصحاب آراء الناس وكذلك انضماماتهم المستمرة للحركة لتكوين لواء جامع لكل مكونات القضية ليس فس دارفور فقط وإنما في الهامش السوداني.

  

_وما الذي تحقق لأهل دارفور من واجباتكم تجاههم علي الارض؟

نحن نحمل هموم شعب دارفور وتطلعاته وآماله ، لذلك نسعي لأمنه وسلامته ولتوفير الأمن ،كما نركز علي ضمان أكبر قدر من مكتسباته السياسية في الفترة القادمة لذلك نحن نعبر الآن عن شعب الهامش السوداني كله وليس دارفور فقط لنحقق له الرفاهية.

 

_أي رفاهية تتحدث عنها وهم لا يملكون ضرورات الحياة ألا تعتقد أن شعب دارفور يستحق تقديم بعض التنازلات من أجل إنهاء صراع دفعوا تمنه دون أن يشاركوا فيه؟

الحركة علي استعداد تام لتقديم كل التنازلات الموضوعية بشرط ألا تكون خصماً علي الحقوق المشروعة للشعب ، فنحن لن نستطيع أن نقدم تنازلات في الأساسيات ،لكننا من الممكن أن نقدم تنازلات في الاتجاه الذي يحقق الأمن والاستقرار ويخاطب جذور الأزمة ويعالجها بالشكل الحقيقي.

 

_ترددت أنباء حول زيارة دكتور خليل ابراهيم رئيس الحركة لإسرائيل ليتلقي دعما كبيرا منها.. .ماحقيقة هذه الأنباء؟

هذه ليست أول مرة يطلق فيها مثل هذه الشائعات لقيادات الحركة لكن الحركة ليست لها أي علاقة بإسرائيل ود خليل لم يزرها من قبل،ونحن لدينا علاقات واسعة مع كل المجتمع الدولي ولدينا حضور فاعل في الداخل وفي الخارج ولدينا من الإمكانيات ما يجعلنا قادرون علي تحريك الماكينة الدولية بالطرق التي نراها مناسبة لذا نحن لسنا في حاجة لإسرائيل لتلقي دعم منها.

 

–عبد الواحد من قبل زار اسرائيل و ……

رد مقاطعا : “عبد الواحد ليس د خليل” وهو يمثل حركة منفصلة وهو لم يزر اسرائيل بل ان هناك افراد من دارفور تسللوا الي هناك عبر الحدود المصرية واقاموا فيها كلاجئين وقاموا بتاسيس مكتب لحركة التحرير واتصلوا بعبد الواحد وهو ذهب اليهم بعد ذلك

 

_قلتم أن نظام الخرطوم الآن يرتب لهجمة عسكرية علي مواقعكم في دارفور نريد أن نعرف التفاصيل؟

هناك حشود عسكرية كبيرة وهي ليست الاولي ولا الأخيرة لأننا في معركة مستمرة مما يؤكد عدم أنها غير راغبة في الحلول السلمية السياسية بقدر ما تسعي للحلول العسكرية والأمنية وفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، وفي المقابل نحن لدينا خططنا في مواجهة هذه الحشود المتحركة لأن هذه هي طبيعة الحرب.

 

_القبائل العربية في دارفور تشكو من إقصائها من طاولات المفاوضات رغم أنها تشكل رقماً لا يستهان به كيف تري ذلك؟

هذا كلام غير صحيح . إن هذا حديث أفراد من القبائل العربية استخدمتهم الحكومة في مواجهة شعب دارفور.

 

_أُريد تفسيراً لذلك؟

ان هؤلاء الآن يمثلون “جنجويد مؤسسة” الآن في داخل الحكومة وليسوا مجرد ميليشيات مسلحة فقط تتحرك هنا وهناك وعلاقتهم بالحكومة وثيقة لأن مستقبلهم مرتبط بها وهم يتحدثون باسم الحكومة وليس باسم القبائل العربية.

 

_هل تقصد أنه علي الجانب الآخر هناك من يمثل القبائل العربية ولم يتم إقصائه؟

إن القبائل العربية والمجموعات الراسخة ذات الحواكير التاريخية الموجودة في دارفور الآن هم عماد قوات جيش حركة العدل والمساواة السودانية و يشكلون القوي الأساسية داخل الحركة ويمثلون قيادات داخل حركة العدل والمساواة السودانية وهؤلاء هم الذين يعبرون عن حقوق ومواقف القبائل العربية الموجودة في دارفور الآن.

 

_رغم أن هناك اختلافات قبلية بين العرب والزرقة في دارفور؟

حركة العدل والمساواة جامعة لكل القبائل ولها قواعد جماهيرية كبيرة ليس في دارفور فقط وانما في كل ربوع السودان لذا عندما نرفع قضايا لتفاوض لا نرفعها باسم قبائل أو مناطق أوإقليم بعينه بقدر ما لدينا طرح ورؤية متكاملة لحل كل مشكلات السودان لإعادة ترتيب بنية الحكم لذا نحن نسعي إلي تغيير حقيقي في البلد ولا ننزلق إلي قضايا محلية وقبلية.

 

_في حال إصرار الحكومة السودانية علي عدم اطلاق سراح اسراكم ماذا سيكون السيناريو البديل للحركة آنذاك؟

رد دون تفكير: ” أم درمان ثانية” فنحن جاهزون للهجوم علي أم درمان مرة أخري ونستطيع أن نقتحم الخرطوم للمرة الثانية ، وإذا اضطرتنا الحكومة لذلك فنحن لدينا من القوة والمقدرة ما يمكنا للوصول إلي الخرطوم.

 

_إذا تم تطبيق العلاقات بين السودان وأمريكا كيف ستكون آثاره علي قضية دارفور؟

تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن مرهون بالحل الشامل لكل قضايا السودان وبالتالي الحكومة حتي هذه اللحظة غير مستعدة لذلك ونحن لا نعير ما يجري في واشنطن اهتمام كبير خاصة ونحن نعرف موقف الحكومة السودانية مسبقاً.

 

_كيف تري العاقة بين شريكي الحكم في السودان ؟ وماهي طبيعة علاقتكم بالحركة الشعبية؟

حركة العدل والمساواة تتمتع بعلاقات جيدة مع الحركة الشعبية ولدينا معها تواصل وحوارات ممتدة كما أننا نراقب التوتر القائم بين الشريكين ولدينا رؤية لحل الخلافات بين الشريكين إذا رغبوا في ذلك ونطالبهم أن يلتزموا بما جاء في اتفاق السلام الشامل قولا وعملا في اتجاه التنفيذ.

 

_إذا كنتم تقدمون حلاً لشركاء الحكم في السودان ما هو حلكم لقضيتكم وللازمة القائمة في دارفور؟

لحركة العدل والمساواة رؤية متكاملة لحل أزمة دارفور ولكل قضايا السودان الكلية ونري أن حل القضية يكمن في استجابة الحكومة السودانية لمطالب أهل دارفور المشروعة وذلك بالمشاركة الفاعلة في إدارة البلاد إلي جانب الاستفادة من ثرواتها.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *