الخرطوم – النور أحمد النور
سادت المحادثات بين دولتي السودان وجنوب السودان الجارية في أديس أبابا للاتفاق على خطوات لتنفيذ ترتيبات أمنية على حدودهما، أجواء إيجابية. وفيما تصاعدت الأوضاع الأمنية في ولاية جنوب كردفان وزعم المتمردون إسقاط طائرة عسكرية، قرر تحالف المعارضة المضي نحو إطاحة حكم الرئيس عمر البشير.
وطرح فريق الوساطة الأفريقية برئاسة ثابو مبيكي مقترحات جديدة على وفدي دولتي السودان وجنوب السودان لمساعدتهما على تطبيق اتفاق الترتيبات الأمنية الموقع بينهما في أيلول (سبتمبر) بعد عجزهما في الفترة السابقة عن ذلك بسبب تمسك السودان بنزع سلاح متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» قبل تنفيذها.
وشملت مقترحات الوسطاء خطة لبناء الثقة والشروع في إنشاء منطقة عازلة بين حدود البلدين وضمان عدم إيواء المعارضات المسلحة على الجانبين ومراقبتها عبر فريق يضم خبراء أفارقة ودوليين ومسؤولين من الطرفين. وأبدى الجانب السوداني ملاحظات على الخطة وتمسك بفك ارتباط جيش جنوب السودان مع المتمردين الشماليين وإنشاء منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات وتمتد 50 كيلومتراً وتشمل ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان لضمان وقف الدعم عن متمردي الشمال الذين يقاتلون الخرطوم منذ حزيران (يونيو) 2011.
لكن مفاوضي جنوب السودان رفضوا موقف السودان ورأوا أن الاتفاق الأمني لا يشمل فك ارتباط بين الجنوب ومتمردي الشمال وإنما وقف دعم المعارضة المسلحة على جانبي الحدود. وأجرى مبيكي مشاورات مع وزيري دفاع البلدين عبدالرحيم محمد حسين وجون كونغ من اجل تقريب مواقفهما والتوصل إلى حلول وفاقية ترضي الطرفين.
وقال وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود إن أجواء إيجابية سادت أروقة المحادثات. وتوقع ديبلوماسيون أفارقة أن تشهد الجولة انفراجاً على صعيد الاتفاق الأمني الذي يعرقل بقية الملفات وبخاصة تصدير نفط الجنوب عبر الشمال ويمهد لبناء الثقة بين الدولتين الجارتين.
إلى ذلك، تصاعدت الأوضاع الأمنية في ولاية جنوب كردفان المتاخمة للجنوب بعدما عزز الجيش السوداني قواته هناك وقرر قيادة حملة للقضاء على المتمردين خلال فصل الصيف الحالي. وزعم متمردو «الحركة الشعبية – الشمال» في بيان امس انهم أسقطوا طائرة من طراز انتونوف روسية الصنع تابعة للجيش أثناء عمليات قصف كانت تقوم بها هناك. وقال الناطق باسم متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» أرنو نقوتلو لودي إن مقاتلي حركته أسقطوا الطائرة في منطقة أم كريشة في محافظة السنوط. وأضاف أن الرشاشات المضادة للطائرات اسقطت الطائرة أثناء قصفها منطقة أم دورين بعد يوم من مواجهات بين الطرفين في بلدة دلدكو شمال شرقي مدينة كادقلي عاصمة الولاية. لكن مسؤولاً سودانياً في الخرطوم نفى ذلك وقال لـ «الحياة» إنها «فرقعة إعلامية» من المتمردين.
من جهة أخرى، قرر تحالف أحزاب المعارضة السودانية توقيع «إعلان سياسي لإسقاط النظام الحاكم» بعد «الانهيار المحتمل للدولة». وقال رئيس الهيئة العامة لتحالف المعارضة فاروق أبو عيسى عقب اجتماع زعماء الأحزاب ليل الأحد «إن بقاء النظام يوماً واحداً يعني انهيار الدولة بسبب حربه العنصرية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتفشي الفساد وانهيار الاقتصاد السوداني والعزلة الدولية التي تعانيها البلاد».
ورأى أبو عيسى «أن النظام تعرّض لأكثر من محاولة انقلابية دبرتها قيادات من داخله لم يعلن عنها»، معتبراً ذلك «دلالة على حدة الانقسامات وعدم الثقة بين قيادات النظام وإدراك بعضهم الأزمات التي تحيط بالبلاد».
وقال المسؤول السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر إن رؤساء الأحزاب شكلوا لجنة لصياغة الإعلان السياسي بصورته النهائية تمهيداً لطرحه في مؤتمر صحافي خلال أيام.