الخرطوم : الدوحة: فيصل حضرة : مي علي: طلبت الوساطة المشتركة لسلام دارفور برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري احمد بن عبدالله آل محمود، والوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي، من الرئيس عمر البشير دعم المفاوضات للتوصل الى السلام والعدالة بالاقليم، قبل ان تستمع الى توجيهات من البشير رفضت مصادر حكومية الافصاح عنها.
وطالبت «حركة العدل والمساواة»، وساطة سلام دارفور بـ»منهج واضح» و»خارطة طريق» لتفعيل منبر الدوحة، وحددت في مذكرة الى الوساطة «أ0» نقاط ابرزها ضرورة توسيع التفويض وتحديد أطراف التفاوض والفصل بين دور الدولة المضيفة ومهمة الوساطة، ورفض المشاركة في مفاوضات متوازية ومتزامنة.
وطالبت الحركة حسب رسالة تحصلت عليها «الصحافة،» بضمان ممر آمن لقيادات الحركة الى دارفور بجانب مشاركة دول الجوار الإقليمي التي يعنيها سلام دارفور وعلى رأسها مصر وتشاد وليبيا وإرتيريا.
من جانبه، قال نائب رئيس «حركة العدل والمساواة» محمد بحر الذي يرأس وفد الحركة في زيارة لقطر حالياً، إن الحركة تنتظر رد الوساطة على ورقة كانت قدمتها إليها بشأن إصلاح منبر الدوحة التفاوضي.
وقال بحر لـ»الحياة» اللندنية: «قدّمنا ورقة مكتوبة ونريد رداً مكتوباً». وأكد أن الحركة قامت بعملية اعادة انتشار واسعة لقواتها في كل غرب السودان.
وقاد وفد الوساطة بالخرطوم يوم امس سلسلة لقاأت منفصلة بالرئيس، والامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي ورئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي، ورئيس حزب الامة الاصلاح والتجديد مبارك الفاضل ،بجانب سياسيين اخرين، وينتظر ان يبتدر اليوم جولة في ولايات دارفور الثلاث تبدأ بشمال دارفور، قبل ان يختتم برنامجه بزيارة الى تشاد.
وقدمت الوساطة امس للحكومة ما سمتها بـ»المرئيات والأفكار» لدفع مسار السلام بدارفور وصولا لحل نهائي.
واكد رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات الدوحة أمين حسن عمر للصحفيين عقب لقاء الوفد بالرئيس البشير حرص الحكومة على الوصول لسلام بدارفور في اقرب وقت ممكن، ودعم الرئيس لعملية السلام، لافتاً إلى أن وفد الوساطة استمع لشرح مطول من البشير عن الاوضاع بدارفور وجهود الحكومة لتحقيق السلام عبر إستراتيجية حل ازمة دارفور، ونوه أمين إلى أن الوساطة أحاطت الرئيس برؤى وأفكار لمقاربة المرحلة النهائية للعملية التفاوضية والجهود المبذولة من قبلها لحث الحركات الرافضة على المشاركة في العملية السلمية، مؤكداً أن كافة الافكار تصب في دفع مسار سلام دارفور. وأكد أمين لـ»الصحافة» استماع الوساطة المشتركة لتوجيهات من البشير ءلم يفصح عنهاء نافياً خوض الوساطة في محادثات مع الرئيس بشأن إصلاح منبر الدوحة التفاوضي وفق رغبة «حركة العدل والمساواة».
من جانبه، وصف آل محمود اللقاء مع الرئيس بالايجابي، وقال للصحفيين «كان اللقاء مطولا وتحدثنا فيه بصراحة، ورأينا حرص الرئيس على تحقيق السلام وشرحنا له ما تم من خطوات ملموسة في سلام دارفور،وتحدثنا معه حول رؤيتنا للحل والخطوة المقبلة»، مؤكداً مناشدتهم للرئيس بتقديم الدعم اللازم لتحقيق السلام والعدالة المنشودة لاهل دارفور.
وأوضح باسولي، أنهم سيلتقون اليوم بأهل دارفور لطرح رؤى للحل لم يفصح عنها، وأضاف»سنلتقي بالنازحين والرحل والمهتمين بأمر سلام دارفور للتحدث معهم حول رؤيتنا للحل والاستماع الى آرائهم وتصوراتهم». في ذات السياق، دعا رئيس حزب الأمه القومي، الصادق المهدي، لدى لقائه ال محمود وباسولي، إلى لقاء قمة سوداني يشمل كل القوى السياسيه بما فيها شريكا الحكم، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، دون أن تستثنى الحركات المسلحة للحيلولة دون وقوع الحرب. ونوه إلى أن نُذر الحرب قائمة في دارفور والجنوب، لافتاً إلى وجود حرب بالوكالة ستقع إن لم تُزل أسبابها، وافاد بأن الخطوة القادمة ستكون حماية سلام وأمن المواطنين في الشمال والجنوب، داعياً شريكي الحكم لإشراك كافة القوى السياسية في قضاياهما الثنائية ذات الطابع القومي التي لن تحل إلاّ في إطار قومي، -على حد تعبيره-. وأوضح المهدي، تقديمهم رؤيه شاملة وإعلان مبادئ لازمة دارفور مؤثة على كل الخطوات التي تمت في الماضي شملت مسألة الإقليم الواحد أو الولايات الثلاث بالإضافة لمشاركة في السلطة والحواكير. وأبدى وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، تقديره لمساهمة حزب الأمة في طرح رؤى لحل قضية دارفور، مؤكداً اهتمام الوساطة بالاستماع لوجهة نظر الأحزاب وأصحاب المصلحة في تحقيق السلام، واكد اعتماد الوساطة على مبدأين أساسيين للحل، الأول أن يكون السلام شاملا لا يستثني أحدا، والثاني أن يحظى اتفاق السلام بسند شعبي حتى تتحقق العدالة، منوهاً إلى أن جهود الوساطة تنطلق بتوجيهات من اللجنة الوزارية العربية الأفريقية والأمم المتحدة. وكانت الوساطة استهلت لقاأتها بالخرطوم ليل امس الاول بلقاء الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في السودان، هايلي منكريوس. وبحث آل محمود وباسولي مع منكريوس الجهود المبذولة للوصول الى حل عادل ودائم وشامل للنزاع في دارفور.
الصحافة