أعلنت جامعة الدول العربية أمس أن وفد الوساطة القطرية والأممي الخاص بدارفور والذي يضم كلاً من سعادة أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية، والسيد جابريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الخاص بدارفور سيزوران الجامعة العربية بالقاهرة اليوم الأحد، لإجراء مشاورات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول مستجدات الأوضاع في دارفور.
وأكد المستشار زيد الصبان مسؤول العلاقات الإفريقية بمكتب الأمين العام للجامعة العربية لـ”العرب” على تواصل التنسيق بين الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل سرعة التوصل لاتفاق سلام في إقليم دارفور من خلال محادثات سلام الدوحة التي تجرى بوساطة نشيطة وحثيثة من قبل دولة قطر تنفيذاً لقرارات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.
على صعيد متصل، قال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إن مباحثات آل محمود وباسولي تستهدف استشراف آفاق مستقبل العملية السياسية في دارفور على خلفية ما وصلت إليه مفاوضات الدوحة التي ترعاها الوساطة القطرية، خاصة بعد مرور الاستفتاء على تقرير المصير لأبناء جنوب السودان في هدوء، وهو الأمر الذي سينعكس إيجاباً على فرص التوصل لاتفاق سلام مرتقب في دارفور.
وأضاف المصدر أن هذه المباحثات تكتسب أهمية خاصة في ظل التنسيق والتشاور المستمرين بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والراعي القطري فيما يتعلق بمفاوضات دارفور التي استضافت جولاتها المتعددة العاصمة القطرية الدوحة.
وفي نيويورك ، اجتمع سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة مساء أمس الأول مع معالي السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقدم سعادتهما خلال الاجتماع شرحا للمرحلة المتقدمة التي وصلت إليها عملية سلام دارفور في الدوحة، والمساعي التي تقوم بها الوساطة للمقاربة بين مواقف الأطراف وخطط الوساطة المستقبلية لإكمال العملية.. كما قدما تنويرا حول موقف الأطراف من المشاركة في العملية والجهود التي تبذلها الوساطة لإلحاق الأطراف غير المشاركة للانخراط في العملية.
ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن ارتياحه للجهود التي تقوم بها دولة قطر والوسيط المشترك من أجل الوصول إلى حل عادل وشامل للنزاع في دارفور.. وأعرب عن استمرار دعمه للوساطة، ووعد بتسخير كل الإمكانات المتاحة، حتى تستطيع الوساطة أن تصل إلى غاياتها المنشودة المتمثلة في الوصول إلى سلام نهائي وشامل للنزاع.
وكان آل محمود وباسولي، اجتمعا أمس الأول مع المندوبين الدائمين للدول التالية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي: الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والصين والبرازيل وكولومبيا ولبنان والهند والبرتغال وألمانيا، كل على حدة.. كما قابل سعادتهما السيد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام.
وقدم سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية وسعادة الوسيط المشترك شرحا تفصيليا لمرحلة استكمال عملية السلام في الدوحة، والمفاوضات التي جرت بين الأطراف، والمشاورات المكثفة التي أجرتها الوساطة مع كافة أصحاب المصلحة داخل وخارج السودان، كما قدما شرحاً حول وثيقة السلام المقترحة وجهود الوساطة من أجل استكمال الوثيقة في القريب العاجل.
وقد أكد الجميع دعمهم لعملية السلام في الدوحة، وعبروا عن ارتياحهم للتقدم الذي تم إحرازه من أجل الوصول إلى تسوية نهائية للنزاع في دارفور.