عزيزي السفير ليمان، المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان:
الحركة الشعبية-شمال وغالبية الشعب السوداني مثلت لهم الانتخابات الأميركية مصدر إلهام وإستمدوا طاقاتهم منها عبر القيم الأساسية والتمرين الديمقراطي السلمي الذي إنطوى على تلك الإنتخابات التي تؤدي إلى احترام إرادة الشعب والإعتراف بالتنوع كمسألة تشكل مصدر قوة بالنسبة للولايات المتحدة.
جاءت الانتخاب الأميركية على النقيض من الوضع المأساوي للشعب السوداني الآن، حيث يجري حكم البلاد لمدة 23 عاما من قبل رئيس متهم بإرتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبه، مستخدماً موارد البلاد، أموال دافعي الضرائب والجيش السوداني لإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.. يا لها من مفارقة! وكأننا لا نعيش في عالم واحد!.
اسمحوا لي نيابة عن قيادة الحركة الشعبية -شمال، وبالأصالة عن نفسي، أن أهنئ الرئيس باراك أوباما، السيدة الأولى ميشيل أوباما وبنتيهما، الذين يكتبون فصلا جديدا في التاريخ الأميركي الذي أثبتت عظمته عبر احترام المواطنة والتنوع وتكافؤ الفرص للجميع على الرغم من التحديات الهائلة التي تواجه الولايات المتحدة والعالم بأسره .
السودان وأفريقيا لديهما أملا كبيرا في الإدارة الجديدة للرئيس باراك أوباما بإعطاء أولوية لبلدنا والقارة الأفريقية التي خضعت لتاريخ طويل من المعاناة على أيام الاستعمار إلي أن أصبحت على هامش أقل البلدان نموا.
السفير ليمان، ظللت تقوم بعمل كبير كمبعوث خاص لإحلال السلام والاستقرار في السودان، نود منك أن تنقل إلى الرئيس أوباما إن السودان هو أفريقيا مصغرة عبر تنوعه العظيم على مدى أكثر من 7000 سنة من التاريخ كجزء من حضارة وادي النيل، و لديه- السودان- امكانات كبيرة لمستقبل مشرق، وبإمكانه أن يكون نموذجاً للتعاون بين أفريقيا والولايات المتحدة لتحقيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية التي تنهي المعاناة الإنسانية. ولذلك، نحن نتطلع قدما إلى الإدارة الجديدة للرئيس أوباما لمعالجة الأزمات الإنسانية في جبال النوبة، النيل الأزرق ودارفور كمسألة مستعجلة لإنهاء مأساة السكان المدنيين. على الإدارة الجديدة اعتماد نهج شامل سيما وإنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والديمقراطية والاستقرار. وقد ثبت بالدليل القاطع أنه لن يكون هناك استقرار بدون ديمقراطية.