بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات في حياة شهيد الأمة السودانية
الدكتور خليل إبراهيم محمد.
يعقوب عبدالنبي عبدالكريم.
[email protected]
الشهيد دكتور/ خليل ابراهيم محمد رئيس ومؤسس حركة العدل والمساواة السودانية كما يحلو للبعض بتسميته زعيم المهمشين وسيد شهداء الهامش كان ملاكا يمشي علي علي قدميه في الأرض تعرفت على الشهيد وهو وزيراً للصحة ومن ثم وزيرًا للشؤون الاجتماعية في ولاية النيل الأزرق في العام ١٩٩٧ وكان حديث المدينة آنذاك،ظل يدعم الىشرائح الفقيرة في مجتمع الولاية، واصحاب أعمال الهامشية خصوصا النساء من بائعات الشاي والمأكولات الشعبية، وأئمة المساجد والمؤذنين. أسس مشروعاً سماه مشروع إزالة الفقر لأجل دعم الشرائح الضعيفة.
كان هنالك فقر مدقع في الولاية وكأنه ممنهج الشوارع تمتلئ بالشحاذين والغريبة انه اغلب أعمار الشحادين (الشحاذين) كانوا في مقتبل العمر، اذا وجدوا هؤلاء قليل من الدعم بإمكانهم يتحولوا الي أناس منتجين في المجتمع ويساهموا في دفع عجلة الاقتصاد. وكذلك نفذ مشروع آخر سماه ( مشروع النبتة)،قام بتمويله، بمبالغ وأدوات زراعية لصغار المزارعين بعد تمليكهم مشاريع صغيرة بمساحات اربع الف متر مربع تقريبًا لكل مزارع وحارب الاستغلاليين من التجار الذين يشترون المحاصيل قبل إنتاجه بأثمان زهيدة جدا مستغلين حاجة المزارع البسيط، منعًا للإستغلال يقوم بشراع المحصول قبل حصاده، بإمكان المزارع أن يستلف مبلغ ويدفع محصول بسعر السوق بعد الحصاد، وجد المشروع نجاح باهر ورواج كبير في النيل الأزرق وشهد المشروع إقبال كبير من قبل صغار المزارعين. مئات المحتاجين كانوا يصتفون أمام منزله كل صباح.
في رمضان العام ١٩٩٧ وقتها كنت انشط في تجارة الملابس كنت في المتجر ،بسوق (الدمازين) أتت اليّ مجموعة من الصحفين من تلفزيون النيل الأزرق طالبين مني اجراء حوار في برنامج رمضاني عن العادات والتقاليد في الرمضان والأعياد وأن اتحدث بلغتي (لغة الأم) والسيد وزير شؤون الاجتماعية الدكتور/ خليل ابراهيم محمد في استوديوهات التلفزيون يستمع ويشاهد على الكاميرا ومن ثم يقوم الوزير بالتعليق والتحليل ومقارنة الثقافات بين مناطق السودان المختلفة.
في بداية الأمر تملكني الخوف لأني لأول مرة اقف أمام الكاميرا وقولهم اني اتكلم بلغتي اي لغة الأم وهذا الكلام ما كان مالوفاً في ذلك الوقت، المهم همهمت قليلًا وقلت ليهم لغتي دا يفهموا كيف الناس قالوا لي ما عندك مشكلة عندنا مترجمين قالوا يلا أبدأ السيد الوزير منتظر في الاستوديوهات، على العموم اتوكلت وعملت مشاركتي وكان شعوري لا يوصف وإحساس صادق اول مرة ان يشعر الإنسان بانه في بلده. بعده بأيام قليلة كان متجري بقي من اشهر المتاجر في الولاية وموسم الرمضان كان موسم لا يوصف اغلب ناس الولاية كان اصبحوا يعتمدوا على شراء ملبوساتهم من دكان التلفزيون (دكان الذي ظهر في التلفزيون).
في عيد الاضحي من نفس العام هناك ضابط من مكافحة التهريب ،كان قد عمل في أمدرمان أفلس بالتجار في سوق ليبيا شخص اتصف بالخساسة لابعد الحدود ويستمتع بإفقار التجار، المهم كان شكله عنده مشكلة مع التجار.
تجيب بضاعة من الخرطوم تمر بدشليون راكوبه حتى تصل البضاعة الي الدمازين والدنيا موسم مع ذلك يأخذ التجار الى مكافحة التهريب ويقرش السيارة ببضاعته ويقول ليك تعال بعد أسبوع، للذين يحترفون التجارة ان للموسم حالة خاصة في السنة والتجار يحسبوها بالساعة موسم لجني الأرباح بالنسبة للتجار ونصفهم في ديون وإفلاس ومشاكل تشيب الرأس.
بعدما ضاقت بنا الحال وبلغت الأمور ذروتها تجمهرنا عدد كبير من التجار ما يفوق الثلاثين تاجر امام مكاتب مكافحة التهريب باحثين عن حلول لهذه المشكلة العويصة .
فجًا واحد من التجار صرخ بصوت عالي قال بس لقيت الحل يأخوانا أنا لقيت الحل، تجمهر التجار حوله أخذ نفس عميق وقال الحل والتجار كلهم بصوت واحد شنوووووووو؟ قال الوزير بس نمشوا للوزير البركة والجماعة بركة دا منو؟ وهو قال الوزير الجديد اخذنا سيارته والي بيت الوزير والتجار من خلفه وصلنا منزل الوزير الشهيد عليه رحمة الله. كان اول مقابلة لي معه وجها لوجه ساقني الصدفة له، استقبلنا بحفاوة شديدة من اول وهلة كانك تعرفه من زمن بعيد خفيف الظل وابتسامة براقة، وقف الوزير واستمع إلينا باهتمام شديد محاولة منه لفهم المشكلة بطريقة عميقة من ثم فضلنا علي ديوان الضيافة قمنا بتشكيل لجنة مصغرة فند المشكلة الي سيادة الوزير بعد سماعه الشكوى قال الوزير بكل إيجاز ان مشكلتكم محلولة .
نط الرجل صاحب الفكرة وقال ما قلت ليكم زول دا بركة.
للقصة بقية نواصل في حلقة القادمة