وقائع المؤتمر الصحفى للسيد مبارك الفاضل
(تقرير اخباري – محمد- حريات)..
السبت في تمام الثانية ظهرا إتجهت كل أنظار السودانيين الحادبين على توحد الساحة السياسية الوطنية إلى منزل السيد مبارك الفاضل الواقع بشارع البلدية بالخرطوم وسط توقعات بان هنالك حدثا كبيرا سيحدث ، عدد كبير من الحضور،ووجوه باسمة تعلوها العمائم الأنصارية بشكلها المييز حيث لم يقتصر الحضور علي تيار الاصلاح والتجديد بل كان حضورا لافتا لكل اطياف حزب الامة القومي ، مع ممثلين عديدين لمختلف القوى السياسية ، ليظهر فجأة وسط الحضور السيد مبارك الفاضل بابتسامته المعهودة وليتم إستقباله بالهتافات الانصارية”الله اكبر ولله الحمد” محياً ممثلي الاحزاب السياسية والصحفيين وجميع الحضور..
لم يكن يحتاج القيادي عبد الجليل الباشا أن يذكر في بداية المؤتمر الصحفي أن هذا اللقاء يعتبر تاريخيا بإعتبار أن وحدة حزب الامة كانت هدفاً لكافة الانصار في الحزب وأن التوحد يمثل لهم إنتصارا داخلياً كبيراَ مشيراَ إلي انه ستعلن قرارات صعبة خلال المؤتمر..
بدوره إبتدر السيد مبارك الفاضل حديثه قائلاً” أن القرارات التي توصلنا إليها تعتبرُ “جرعة سكر” لجماهير الشعب السوداني خاصة وأنه يواجه اياما مصيرية مع اقتراب موعد اجراء الاستفتاء علي حق تقرير مصير الجنوب وان المؤشرات تشير الي ذهاب البلاد فى طريق الانفصال، مذكرا “ان الوطن بات مهدداَ بفقدان 30% من مساحته و شعبه وموارده .
بملامح حازمة واصل السيد مبارك الفاضل حديثه بقوله “أن المرحلة التي تمر بها البلاد تفرض ان تتسامي فيها الاحزاب عن الخلافات التي تعترض طريقها وان هذا الامر فرض علي حزب الامة الاصلاح والتجديد التوصل لقرار بحل كافة أجهزته الحزبية وإدماجها داخل حزب الامة القومي في خطوة لإكمال القرارات التي صدرت عقب المؤتمر العام الثالث عام 2009م الرامية إلى توحيد الحزب بجانب التصديق علي وحدة الاجهزة السياسية والتنفيذية في فبراير 2010م القادم إلا انه اشار الي ان قطاع الجنوب بالحزب سيستمر في عمل السكرتارية للحوار الجنوبي الجنوبي إلي حين اكمال حل الحزب.
الدعوة للتوحد شملت أيضا التيار العام الذي يواصل التمسك بموقفه إلا ان الفاضل دعاه لضرورة العودة لأجهزة الحزب بجانب القيادات التي إبتعدت عن العمل السياسي والتي جمدت عضويتها باعتبار أن الاوضاع التي تمربها البلاد لاتسمح بإستمرار مثل هذة المواقف.
بعد أن أكمل الفاضل حديثه عاد وتحدث عن الوضع السياسي الراهن مشيراَ إلي إن المؤتمر الوطني يدفع البلاد للانفصال بخلقه عدد من التوترات بجانب عدم حسم قضايا ما بعد الإستفتاء وإستمراره فى المساومة بالقضايا الاستراتيجية التي تتعلق بمصير الشعب خاصة في قضية الجنسية التي وبحسب الدستورـ يتيح ان يحمل المواطن أكثر من جنسية بلد فكيف يحرم منها مواطنون سودانيون ساهموا في بناء السودان.وأشار إلي أن حشد المؤتمر الوطني للقوات علي حدود الجنوب يشير لإحتمال حرب على وشك الإندلاع بجانب دفعه لطعون للمحكمة الدستورية حتي يتمكن من التشكيك في نتائج الإستفتاء ، وفي ظل الركود الإقتصادي الذى تشهده البلاد (عمل المؤتمر الوطني على إصدار قرار منذ 48 ساعة يمنع وصول الحبوب الغذائية للجنوب في خطوة هى مزيد من توتير الاوضاع بصورة اكبر) .
وحمل الفاضل مسؤولية إنفصال الجنوب للحركة الاسلامية التي إعتبرها أجهضت التحول الديمقراطي التي جاءت به إتفاقية نيفاشا وعملت علي دفع قرار الانفصال برفض حل الدولة المدنية الديمقراطية .
وأضاف بانه يرسل نداءً للحكومة بان تتراجع عن سياسة توتير الأجواء مع الجنوب والعمل علي عقد مؤتمر دستوري عاجل يعمل علي وضع نقاط للإتفاق حولها في قضية تقرير المصير والعلاقة مع الجنوب حال الانفصال بجانب وقف الإساءات التي يطلقها قادة الإنقاذ تجاه القوي السياسية .
وفي تعليقه علي دعوة الرئيس عمر البشير لتكوين حكومة ذات قاعد عريضة أن لاجديد فيها مشيرا إلي أن خطب البشير ليست ذات مصداقية ، وأن التجارب التي سبقت في دخول الحركة الشعبية وحركة مناوي في الحكومة تثبت ذلك ، فقد كانوا عبارة عن “ضيوف” في ظل سيطرة المؤتمر الوطني علي أجهزة الدولة الرسمية ،مطالبا بضرورة أن يتم التوصل لإتفاق خارج أجهزة الدولة الحالية وأن يتم إعادة ترتيب الشأن السياسي الذي سيحفظ البلاد من التمزق مضيفاً “أي حزب يدخل مع المؤتمر الوطني سيصبح جزءأ من الازمة.
وإعتبر السيد مبارك الفاضل أن الخط السياسي الذي سيتم تبنيه خلال المرحلة القادمة عقب التوحد هو ذات الخط الذي ينتهجه حزب الامة القومي وقوي الإجماع الوطني في السعي لقيام دولة مدنية ديمقراطية عبر الوسائل النضالية السلمية.