وزير خارجية تشاد: اتفقنا مع السودان على خريطة طريق جديدة لإصلاح العلاقات
موسى فقيهة لـ «الشرق الأوسط»: وقعنا 6 اتفاقيات مع الخرطوم
سوسن أبو حسين
أكد وزير الخارجية التشادي، موسى محمد فقيهة، أن بلاده اتفقت مع السودان على خريطة طريق لإصلاح العلاقات بين البلدين الجارين، وقال في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن بلاده مستعدة تماما للتجاوب مع خطة العمل الجديدة مع السودان، لفتح صفحة جديدة في العلاقات والمساهمة في حل قضية دارفور، وأكد أن زيارات متبادلة ستتم خلال الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى التزام تشاد بما اتفق وسيتفق عليه لاحقا لإصلاح العلاقات بعد السيطرة على تدفق المعارضين من الجانبين على الحدود.
* هل يمكن تطويع العلاقات السودانية التشادية لخدمة الأمن والاستقرار في دارفور ومن ثم الالتزام بمبادئ الاتحاد الأفريقي لحل الصراعات والنزاعات؟
ـ نعمل مع الإخوة في السودان وقد بحثنا يومي 10 و11 من الشهر الماضي مع الدكتور غازي صلاح الدين، (مستشار الرئيس السوداني عمر البشير) في تشاد سبل فتح صفحة جديدة في العلاقات تخدم مصالح البلدين، وتحاورنا بصراحة وبروح أخوية وطرح علينا خطة ونحن وافقنا عليها، وهي أن يقوم البلدان بإجراءات لإبعاد المعارضين والمتمردين من الطرفين، وبعد ذلك سوف أقوم بزيارة إلى الخرطوم ومعي وفد كبير رفيع المستوى لاستكمال صيغ التعاون المختلفة.
*هل تم تحديد موعد لزيارتكم إلى السودان؟
ـ لم نحدد بعد تواريخ هذه الزيارة وننتظر، أن تبعد الخرطوم المتمردين أولا عن الحدود وتجمعهم في معسكرات، وبعد ذلك سيزورنا وفد من السودان ليبحث في تشاد عن وجود معسكرات لمتمردي دارفور كي يتأكد بنفسه. وبعد أسبوع من هذه الخطوات سوف نذهب إلى السودان لنتحدث عن مشكلة تأمين الحدود وبعدها نعيد العلاقات، وربما تفتح في ما بعد القنصليات في المدن الحدودية بحيث ننطلق معا إلى عودة طبيعية لعلاقات طبيعية ومتميزة مع الشعب السوداني.
* السودان وتشاد وقّعا الكثير من الاتفاقات في عدة عواصم على مستوى القمة ولكن كلها لم تصمد أمام العنف المتبادل على الحدود، هل تصمد هذه الخريطة ونشهد علاقات تساهم في حل قضية دارفور؟
ـ الاتفاقيات موجودة وقد وقعنا عليها ونحاول العمل من خلالها إضافة إلى رغبتنا الأكيدة في تحسين العلاقات ولدينا ست اتفاقيات، ولن نحتاج إلى توقيع اتفاقيات جديدة ولنعمل وننفذ ما اتفقنا عليه.
* هل كل الاتفاقيات مماثلة وتصلح للمرحلة؟
ـ كل الاتفاقيات تصب في إطار واحد وهو دعم الأمن والاستقرار بين البلدين، السودان وتشاد، مثل اتفاق داكار، واتفاق الرياض، واتفاق طرابلس، وما نرجوه هو أن نطبق ما اتفقنا عليه.
* دائما تبذل الجهود وعلى مستوى القمم الأفريقية للجمع بين الرئيسين السوداني والتشادي، ولكن الموقف في مكانه بعدم الرغبة من الطرفين في اللقاء، ما هو السبب؟
ـ هذا ما حصل.. عقدنا قمما ثنائية عدة ولم تستقم العلاقات، ولذلك نفكر في حل القضايا على مستوى فني وأقل حتى نصل إلى القمة، وأقصد التدرج في الحل وفي النهاية سوف نخيط العلاقة بالحرير، كما يقال في ما بيننا، وليس المهم هو عقد القمم، وإنما الاتفاق وحسن النية بيننا.
* هل أنتم متفائلون بذلك بعد هذا الميراث الجبلي من الخلافات؟
ـ نعم لأننا نعرف ولدينا ثقة أن العلاقة مع السودان قديمة وأزلية ولا يمكن الفصل بيننا، وما يجمعنا أكثر مما يفسد العلاقات بيننا، ونحن من واجبنا كمسؤولين في تشاد وفي السودان أن نحسن علاقاتنا لأنها مبنية على التاريخ والدم والمصير المشترك.
* هل تشارك تشاد في مؤتمر الفصائل الدارفورية؟
ـ سمعنا عن انعقاد مؤتمر للفصائل ولكن لم نُدْعَ بعد.
* ما هو الدور الذي يمكن أن تساهم به تشاد للحل في دارفور؟
ـ نحن جيران وإخوة ونعرف المنطقة والمشكلة.. حدث خلاف بين تشاد والسودان نتيجة الخلاف في دارفور، ونتمنى أن تتحسن العلاقات مع السودان. ونحن يمكن أن نشترك مع الآخرين لحل مشكلة دارفور نحن مستعدون.
* شاركت في منتدى التعاون الوزاري الرابع للصين ـ أفريقيا هل يساهم ما توصلتم إليه في دعم لأفريقيا ولتشاد بلدكم بالفعل؟
ـ نفذنا بعض المشاريع مع الصين وحاليا تقوم الصين ببناء مصفاة للبترول في تشاد بقيمة نحو 150 مليون دولار واتفقنا على تنفيذ عدة مشاريع في البنية التحتية وفي الزراعة. إذن علاقاتنا مع الصين متميزة جدا وما طرحته الصين في هذا المؤتمر يعطى الفرصة لأن نطور علاقتنا ونرى أن الكل يربح فيها.