صرح المبعوث الاميركي الى السودان سكوت غراتيون الاربعاء ان الولايات المتحدة ترغب في احياء الاهتمام بارساء السلام في جنوب السودان المهدد بتجدد العنف.ولتقييم التزام المجتمع الدولي تجاه اتفاق السلام الشامل الذي ابرم في 2005 في نيفاشا (كينيا) بين الحكومة والجيش الشعبي لتحرير السودان (المتمردون الجنوبيون سابقا) ستستضيف واشنطن الثلاثاء المقبل “منتدى داعمي اتفاق السلام الشامل” الذي سيضم ثلاثين بلدا كما اوضح غراتيون في مؤتمر صحافي.وقال المبعوث الاميركي ان هذا الاجتماع يرمي الى “تنشيط الالتزام الدولي واعادة احياء الاهتمام الشديد الذي كان لدينا في نيفاشا في 2005” مذكرا بضرورة تحقيق تقدم قبل الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان المقرر في كانون الثاني/يناير 2011.
واضاف الجنرال السابق في سلاح الجو الاميركي الذي عين مبعوثا خاصا للسودان في اذار/مارس الماضي “يجب التوصل الى اتفاقات على ترسيم الحدود وتقاسم الثروات وتقاسم السلطة”.
ولفت المبعوث الاميركي الى ان اعمال العنف تكثفت في الاشهر الاخيرة بين القبائل التي تسعى الى السيطرة على الثروات الطبيعية المتوافرة في المنطقة الحدودية بين شمال السودان وجنوبه، لكنه تجنب ربط هذه الموجة الجديدة للعنف بالرغبة التي تبديها حكومة الخرطوم بزيادة صادراتها من النفط بشكل ملحوظ في الاشهر المقبلة.
واضاف “بوسعي القول ان مستوى العنف ارتفع كما لاحظنا ازديادا للعنف في الجنوب” مؤكدا انه “من الصعب جدا في هذه المرحلة نسب ذلك الى الثروات الطبيعية في المنطقة، لكن هذا الامر يقلقنا جدا”.
وبين المشاركين في اجتماع واشنطن في 23 حزيران/يونيو اشار غراتيون الى موفد الصين الخاص الى دارفور ليو غيجين.
وتعد الصين من كبار المستثمرين واول زبون للنفط السوداني، وتتهم بانتظام بتزويد السودان بالسلاح وعدم التدخل بشكل كاف لدى الخرطوم لوضع حد للعنف.
وقال غريشون خلال مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية: “إننا بحاجة إلى مشاركة جميع الأطراف في حوار يهدف إلى إنقاذ الأرواح في السودان وتحقيق السلام الدائم، وذلك لأنه من غير المقبول استمرار المزيد من المعاناة في تلك البلاد. إننا بحاجة إلى الحوار لإحداث تغيير إيجابي في دارفور، ونحتاج إلى الحوار لتنفيذ اتفاقية السلام الشاملة تنفيذا كاملا”.
وقال غريشون إن جهوده المبدئية أسفرت عن تحقيق بعض النتائج الإيجابية، وأضاف:
“تمكنا من العمل مع الحكومة السودانية والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة لاستعادة قدرتنا على توفير المساعدات الإنسانية في دارفور. وقد انضمت ثلاث منظمات جديدة إلى فريق المساعدات الدولية في المنطقة. وفضلا عن ذلك، تمكنت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتبقية من زيادة قدرتها على توفير المساعدات”.
وأكد غريشون أن تلك المنظمات تمكنت من سد العجز في المساعدات الإنسانية الذي شهدته دارفور بعد أن طردت الحكومة السودانية 13 منظمة من المنظمات الإنسانية الدولية، غير أنه أكد أن الوضع في المنطقة ما زال هشا.
يذكر أن غريشون والسناتور الأميركي جون كيري كانا قد بحثا في ابريل/ نيسان الماضي مع السلطات السودانية عودة المنظمات الإنسانية غير الحكومية إلى السودان بصيغة جديدة.