واشنطن تتعهد بدعم دولتي الشمال والجنوب.. والخرطوم تدعو المعارضين لبرنامج وطني
رؤساء الأحزاب الجنوبية يوقعون وثيقة عهد يؤكدون فيها وقوفهم التام مع إجراء استفتاء حر ونزيه
الخرطوم: فايز الشيخ
كشفت الولايات المتحدة الأميركية عن أنها بدأت فعليا عملية دعم دولة جنوب السودان وتعهدت بدعم الدولتين بعد الانفصال في وقت أعلنت فيه الخرطوم عن اعتزامها لعلاقات استراتيجية وأمنية واقتصادية مع جوبا.
ودعت الحكومة المعارضة والأحزاب السياسية إلى الاتفاق على برنامج وطني مع «المؤتمر الوطني» الحاكم، لكنها حذرت من إشارات خاطئة لزعزعة الاستقرار والأمن.
وواصل مبعوثو الولايات المتحدة مباحثاتهم المكوكية قبيل ساعات من إجراء استفتاء تقرير المصير الذي سيجري بعد غد (الأحد) ليقرر الجنوبيون مصيرهم بين الوحدة والانفصال. وأجرى مسؤول العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي جون كيري مباحثات مع مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع، ومع زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي، فيما ابتدر السفير برينستون ليمان مسؤول ملف السلام واستفتاء جنوب السودان بالخارجية الأميركية مباحثاته في الخرطوم بلقاء عدد من المسؤولين ورئيس مفوضية استفتاء تقرير مصير الجنوب محمد إبراهيم خليل. وأكد ليمان حرص بلاده على وصول السودان إلى استقرار دائم من خلال الاستفتاء. ووعد ليمان في تصريحات صحافية بدعم السودان في مجالات التنمية في حالتي الوحدة أو الانفصال، مشيرا إلى أنه في حال الانفصال ينبغي للبلدين أن يتعاونا حفاظا على مصالحهما المشتركة، منوها بوجود أشياء مشتركة بين الشمال والجنوب لا يمكن فصلها، لكن المسؤول الأميركي كشف بطريقة مبطنة عن دعم واشنطن لدولة جنوب السودان المستقلة قبل قيامها، وقال: «إن الولايات المتحدة بدأت فعليا دعم الجنوب»، مناديا بأن تدعم الدولتين في الشمال أو الجنوب في حال الانفصال، بعضهما البعض اقتصاديا، مشيرا إلى «أن الستة أشهر التي تعقب إعلان النتيجة ستوفر الوقت للدولتين لتوفيق أوضاعهما وإشاعة أجواء من التعايش السلمي والتعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية»، مؤكدا دعم بلاده والمجتمع الدولي للدولتين في حال اختيار شعب الجنوب الانفصال. ودعا الشريكين إلى «الإسراع بتسوية القضايا العالقة تمهيدا لبداية صفحة جديدة». إلى ذلك، أكد المسؤول السياسي في «المؤتمر الوطني» الحاكم، إبراهيم غندور قبول الحزب بنتائج الاستفتاء أيا كانت وحدة أو انفصالا، وقال في ندوة سياسية جماهيرية بولاية النيل الأبيض إن الحكومة ترحب بقرار حكومة الجنوب بطرد قيادات الحركات الدارفورية المتمردة من الجنوب، ووصف الخطوة «بالإيجابية لاستدامة السلام بين الشمال والجنوب»، وقال: «إن (المؤتمر الوطني) وضع كافة الترتيبات لما بعد الاستفتاء لتأسيس علاقة أمنية واقتصادية بين الشمال والجنوب وجوار آمن». وفيما يتعلق بقضية دارفور، أكد غندور مواصلة الحكومة مساعيها لحل قضية دارفور وتحقيق السلام عبر الحوار الداخلي. وشدد غندور على أنه لا مجال لحل قضية أبيي. وأكد غندور أنه لا نكوص عن منهج الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى إغلاق الباب للمشاركة في الوزارات عن طريق السلاح في إشارة إلى المتمردين، وقال: «إننا دعاة سلام ولكننا لا نتهاون ولا نفرط في أي شبر من أرضنا ولا نقبل بالتدخل الخارجي في شأننا الداخلي». ودعا القوى السياسية إلى الاتفاق مع الحزب الحاكم على برنامج وطني من أجل بناء السودان، لكنها أرسلت تحذيرات لها من إرسال إشارات خاطئة لمحاولة زعزعة الأمن والاستقرار. من جانب آخر وقع رؤساء الأحزاب السياسية الجنوبية وثيقة عهد وميثاق أعلنوا فيها وقوفهم التام مع إجراء استفتاء حر ونزيه وآمن من أجل استدامة السلام بين الشمال والجنوب وتعاهدوا على دعم الخطوات المبذولة لتحقيق ذلك الهدف واحترام نتيجة الاستفتاء. وأكد رؤساء الأحزاب الجنوبية في ملتقى سياسي دعمهم لبناء علاقات قوية بين الشمال والجنوب حفاظا على المصالح والقواسم المشتركة واستدامة السلام.