هيئة علماء الواتساب في الزمن المتبقي

حسن اسحق 
الحرية هي ان لا يتعرض المرء للتقييد والعنف من الاخرين، جون لوك فيلسوف ومفكر انجليزي.غريب امر هذه البلد،وغريبة سلوك علماءه،يتعرض الوطن لحروب قاسية،ونزوح مؤلم،وقتل يومي صار كالثقافة العادية،لا تهز الضمير البشري،يقتل المواطنون في العاصمة والولايات،وتشتعل الصراعات القبلية المدعومة من قبل الحكومة لاحد الاطراف،وينتج عنها  الحروب المضادة،وصراع الكل ضد الكل،تعتقل الفتيات من الداخليات،وحادثة اعتقال طالبات داخلية (البركس)،وما تعرضت له من انتهاكات واساءات واستفزازات من السلطات الامنية،وايضا اوضاع معيشية قاتلة،وهروب الشباب من الوطن الام،كأنه بات وحشا قاتلا ومصاص دماء لهم،فضلوا عنه الصحراء والبحار والمحيطات،وان يكونوا وجبة للسمك البحري،بدلا من ان تأكلهم الحكومة،وتمص الدم الذي بقي في اجسادهم،ويظهر فساد السلطة علي وزراءها،ويكشف عن الفساد،ويجيزوا فقه التحلل من المال المسروق،بعرق المواطن السوداني الكادح تحت لهيب الشمس الحارقة،من يسرق تسكت عنه الهيئة،او سمها عقلية السلطان وعلماءه،وهم القوة الخاصة الضاربة،هم اليد التي تحمل المصحف في جيبها وعمتها،وتبحث له مبر ومخرج،وتجتهد بعقلها المريض ليسلب السلطان الحرية،ويجعل من المواطنين غنيمة له،تحت الشعار السماوي هي لله لله لا للسلطة ولا الجاه،المنتهي الصلاحية،وصار جيفة نتنة يكرهها الجميع.
وكل هذه الازمات بعيدة عن عيون الهيئة الرئاسية وهيئة علماء الامير،ومهدي المشروع الحضاري المثقوب بعلة الممارسة اليومية،عندما يفسد ويسرق ويقتل،تتظاهر الهئية بالنوم العميق،وتراودها كوابيس العلمانية والفسق والفجور،هذا كل عملها في توجيه اللوم الي الفساد والانحلال،سببه الابتعاد عن شرع الله فقط،وكأن السلطة التي ترعي من كنفها،عسكروا علي حدود مكة والمدينة يبتهلوا لله،انهم يبتهلون للقتل وممارسة الفساد،وكل هذا باسم المشروع.
خرجت هيئة علماء السودان بتقليعة جديدة،كتقليعات لاعبي كرة القدم المحترفين في الدوريات العالمية،وهذه الهيئة محترفة في شئ واحد،هو التغاضي عن سوءات الحكومة ،وانتهاكاتها وتسلطها،والعلماء ينتقدون سياسات الدول الغربية تجاه السودانيين في بلدهم،هذه السياسة الغربية،واضحة،لكن الهيئة لا تري الا بعين السلطان،صاحب العرش والدار الحضاري.
وجهت الهيئة السودانية لعماء الرئاسة التابعة لحزب المؤتمر الوطني انتقادات تجاه مايعرف بمواقع التواصل والصحافة الجامحة التي تسعي الي الاثارة والكسب المادي الرخيص،وحملتها مسؤولية المفاسد في المظهر والمخبر،وفي السابق اعلنت الهيئة السودانية للاتصالات عن محاولة جدية للسيطرة علي مواقع التواصل الاجتماعي( فيسبوك وواتس اب)،وشكت من اثار سالبة تخلفها المواد المخلة بالاداب،وقال رئيس هيئة علماء السودان محمد عثمان صالح طبقا لوكالة السودان للانباء ان مواقع التواصل الاجتماعي تحمل السم اكثر مما تحمل الدسم.مواقع التواصل الاجتماعي التي يذمها محمد عثمان صالح،هي اكثر المواقع التي كشفت حقائق ضحايا سبتمبر ،عندما صمت عن الدم المهدور في شوارع الخرطوم ومدنه وبعض الولايات،ووثقت عن العنف ضد المتظاهرين،في تلك الفترة منعت الصحف من تناول اخبار الضحايا،اين كانت الهيئة من كل هذا؟،والسلطة في محاولة دائمة لايقاف هذه المواقع،وهي الاوسع انتشارا وتداولا للمعلومات الان،والحديث عن انها تحمل السم اكثر من الدسم،وتصريح رئيس الهيئة هو في خانة السم،وليس به شئ دسم،وكل ما هو دسم ،لا يتفوه به علماء القصر.وهي مواقع اصبحت لتداول المعرفة السريعة،وليست محصورة في اساءة الاستخدام،فاساءة الاستخدام هي عند السلطة التي توفر للهيئة الاموال والرحلات الي الحج،حتي يسكتوا عن اساءات الحكومة،بل عليها ان تنظر الي اساءة استخدام السلطة  والموالين له،والهيئة السودانية للاتصالات باعتبارها مؤسسة حكومية مع هيئة علماء المؤتمر الوطني يعدان الجولة القادمة عبر فقه الضرورة لايقاف هذه المواقع ،واتهامها بالاثارة والكسب الرخيص،ووحملها مسؤولية المفاسد،ورئيس الهيئة يحمل هذه المواقع،ولا يحمل امير مؤمنيه مسؤولية فساده الذي يبحث له عن تبرير لاهوتي،وهي خطوة تريدها الحكومة عبر وسطاء هيئة الاتصالات،والعلماء كاملي السم ،ويخلقوا ارضية جديدة لاغلاق المواقع او الابطاء من حراكها،باتت المواقع كشفت سلوك افراد الشرطة النظاميين يرقصون ،والفتاة التي جلدت بقانون النظام العام امام جمع من المتشمتين.ان المحافظة علي الروح الايمانية تبدأ من محاربة الفساد الحكومي،وانتقاده من قبل الهيئة السلطانية،اذا كانت جريئة في طرحها، التي تتغافل عن فسادها،وتظهر في العلن،وتأمر باغلاق المواقع.
الهيئة بعيدة عن موت الجميع،وقتلهم وتشريدهم واعتقالهم وتعذيبهم،وطردهم ،ومنع دخول الاغاثة الي مناطقهم،تستلذ من كنف الزعيم،وتضرب له الطبل عندما يريد ان يسمع نغمة المشروع الحضاري المثقوب..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *