لم تستبين النُصح إلا ضحى الغد
هل تكون (هجليج) الصخرة الكؤود أمام العُصبة الحاكمة..؟!!.
خالد ابواحمد [email protected]
وقفت متأملاً وحائراً اثر نهيق وزهيق أجهزة اعلام الحزب الحاكم في السودان وأبواقها في المواقع الاسفيرية ومناداتها للحرب لاسترداد هجليج، ومكّمن الحيرة ان الحاكمين في الخرطوم لا يسمعوا ولا يعوا الدروس و التجارب المريرة التي تكبدها الشعب السوداني جرا الحروب التي يشعلها وفي كل مرة لا يستفيد من أخطاءه، وفي هذا الصعيد أطلع القاري العزيز على هذا المقال الذي نشرته مرتان وبعناوين مختلفة الأول بعنوان- من وحي حديث الرئيس السوداني عن استعداد حكومته للحرب..!!- (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=116230) في المرة الأولى العام 2007م، والمرة الثانية بعنوان – التكرار عندما لا يعلم الحمار..لماذا يموت شباب السودان في الحروب (http://www.hurriyatsudan.com/?p=55604) وفي المرتين كانت العُصبة الحاكمة تدخل بنا في حروب يدفع ثمنها الشعب السوداني المغلوب على أمره، هذه العُصبة برغم إدعاءها الكاذب بتمسكها بالاسلام وشريعته السمحاء إلا أنها تقع في المحظور مرات ومرات.
ظللنا نمارس التذكير بشكل دائم بأن الحروب أبداً لم تحقق لبلادنا إلا الكوارث ما ظهر منها وما بطن، لكن هذه المرة تختلف عن كل المرات لأن ثمن الفداحة كبير بكل المقاييس، وأهم ما فيه أنه قد كشف حجم الرفض الداخلي للتحشيد بل والرفض الصريح من القيادات العسكرية وبعض الوحدات من الذهاب لمناطق القتال، وقد بان حجم الضعف والهزال في المنظومة العسكرية الداخلية سواء كان داخل القوات المسلحة أو الدفاع الشعبي، وهو ما جعل البرلمان السوداني يخضع آلياته للاختبار بإقالة وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين.
والأمر الثاني أن العُصبة فقدت أهم مورد لها وهو النفط في ظل تضخم وانتفاخ بطن المؤتمر (الوطني) الحاكم، وترهُل غير مسبوق في الحكومة الإتحادية مما يضطرها لتخفيض اجباري في عدد الوزراء والمستشارين والدستوريين عموماً، وقد تشمل هذه التخفيضات حكومة ولاية الخرطوم أيضا أكبر حكومة ولائية في السودان فاقت المعقول.
الهزيمة الاعلامية..!!.
قد بدأ واضحاً لكل الناس مدى الهزيمة الاعلامية التي مُني بها النظام، وقد استهل معركته الاعلامية بالكذب كالعادة وقد ظهر ذلك جلياً في بيت الدكتور رياك مشار في أكبر فضيحة إعلامية سودانية على الاطلاق أرادوا أن نصدق بأن منزل نائب رئيس دولة جنوب السودان كان مُنطلقاً للهجوم على هجليج في مسرحية هزلية تؤكد بأن العُصبة الحاكمة نائمة في العسل ولم تعرف بأن هذا الأسلوب الذي اشتهر به جهاز أمن الدولة المصري في عهد الرئيس السابق حسني مبارك في صراعه مع (الاخوان المسلمون) قد انتهى بلا رجعة.
شخصياً أعرف د. رياك مشار جيداً وربطتني به علاقة قوية من الاحترام والتقدير مكنتني من معرفة قوة الرجل العقلية والسياسية وما يمتاز به من حنكة ومستوى الفهم والإدراك للتحديات، أكثر فترة عرفته عن قرب عندما مكثت معه حوالي 72 ساعة في بيته بمنطقة اسمها (بلقوك) شمالي أعالي النيل كان ذلك في يوم السابع من مارس 1997م قبل التوقيع على اتفاقية الخرطوم للسلام التي وقعت في شهر أبريل 1997م ورياك مشار رجل استراتيجي بحق ويتسم بالنظرة البعيدة للأمور، وأذكر أن علاقة محبة شديدة قد ربطت بين د. رياك مشار و المرحوم الفقيد شيخنا الجليل مبارك قسم الله زايد عليه رحمة الله الواسعة.. وقد كلفني الأول بإبلاغ الثاني محبته وتقديره له، وكان ذات الشعور لمسته من الفقيد، استمرت علاقتي برياك مشار قبل التوقيع على اتفاقية الالسلام وبعدها وحتى مغاردته السودان نهائياً بعد أن يأس من عدم مصداقية العُصبة لوضع اتفاقية السلام على أرض الواقع، وكانت مغادرته البلاد تؤكد المبادئ الرفيعة التي يمتاز بها عن غيره ولم يكن رخيصاً ولم يبع مواقفه وإلا كان الآن موجوداً في أعلى قمم المسؤولية والعُصبة جميعها تعرف جيداً ما يتحلى به مشار من صفات.
رجل بهذه المواصفات لا يمكن أن يكون ساذجاً لهذه الدرجة، لكن العصبة دائماً تستخف بعقول الناس ولا ترى في ذلك حرجاً لأنها تعودت على الكذب والتلفيق، ولا تستحي وزيرة الدولة بالاعلام سناء حمد العوض أن تحث حكومة الجنوب بالحفاظ على أرواح الأسرى، وهي تعلم تمام العلم بأن حكومتها قد قامت بتصفية أسرى الحركة الشعبية في سنوات التسعينات بينما احتفظت الحركة الشعبية المتمردة بأسرانا وهي التي لا ترفع شعار الإسلام ولم تشرط به آذاننا صباحاً ومساء..!.
وزوج الست الوزيرة كان مُعداً لبرنامج في ساحات الفداء بل كان ولا زال في منصب أمني رفيع ويعرف جيداً بأن مكتبة (مؤسسة الفداء للانتاج الاعلامي) تكتظ بالأشرطة التي تحتوي على مشاهد قتل الأسرى الجنوبيين، وهي تكذب إذا قالت أنها لا تعرف ذلك، وبطبيعة النفس البشرية أن الرجل يُخبر زوجته بكل ما يعايشه يومياً من أحداث وزوجها كان مُعداً للبرنامج العسكري (الجهادي) المعروف مثلي تمامًا، كان يشاهد الأشرطة الخام التي تأتي من مناطق العمليات والمُعد والمُخرج هما الوحيدان اللذان يحق لهما مشاهدة كل ما تحتويه الأشرطة التي تأتي من مناطق القتال وهي مليئة بالمشاهد المقززة والمنفرة..!!.
زوج الست وزيرة الدولة وعلاقته بجيش الرب اليوغندي المسيحي..!!.
وللقراء الكرام أحكي لكم هذه القصة التي تكشف مدى كذب العُصبة الحاكمة والذي كرّسته في أدبياتها ورسخته في عقول الكثير من منسوبيها، في العام 1997م غادرت الخرطوم لمدينة جوبا وبرفقتي الفقيدين العزيزين جعفر محمد جعفر المصور والمراسل الحربي وموسى ابراهيم المصور البارع الحازق، وفي جوبا قابلنا العقيد ابراهيم شمس الدين وطلب منا الذهاب معه لمدينة توريت لتصوير الواقع هناك على الأرض وبالفعل غادرنا جوبا على متن مروحية عسكرية كبيرة وقمنا بتصوير شامل للحياة والأستقرار الأمني والاقتصادي في توريت العريقة، دخلنا السوق ووجدناه عامراً بالزبائن وكان عدد كبير من الشماليين هناك لهم محلات تجارية كبيرة ويعيشون مع أخوانهم الجنوبيون في أمن وأمان، وفوجئنا بإقامة الصلاة في السوق وانتشر المُصلون في مكان كبير للصلاة، ووثقنا تلك اللحظات، ثم دلفنا لمكتب المحافظ وأتذكر كان واحداً من أخوتنا الجنوبيين من الحركة الاسلامية وجلسنا معه وأجرينا معه حديثاً تلفزيونياً حول الأوضاع في توريت، المهم انتهت المهمة وعندما جئنا للخرطوم فكرنا بعد اجتماع مطول في عمل حلقة تلفزيونية مدتها 40 دقيقة بعنوان (من توريت) وكانت من إعدادي وإخراجي وتصوير الزميليين العزيز تغمدهما بواسع رحمته.
وبدأنا فعلياً في الإعداد وسجلنا الصوت وبدأنا في المونتاج وفي النهاية إحتجنا لبعض المشاهد من الجنوب وفيها زراعة وشجر وبيئة جنوبية لنكمل بها عملنا، وأثناء بحثي في الأشرطة الأخرى داخل مكتبة (ساحات الفداء) وجدت شريطاً تلفزيونياً في مكان قصي وفي إحدى الأرفف العلوية فشاهدته فوجدت فيه ضالتي المنشودة، ومن بينها مشهد لرجل يلبس قميص ملون ويضع في رأسه طاقية من القش ويبدو سعيداً، فقمنا بإدخال هذا المشهد في الحلقة التلفزيونية، وبعد الفراغ من العمل وموافقة المدير التنفيذي طلب مني تسليمها للتلفزيون وقد كان، وبعد يومين أو ثلاثة تم بثها، جاء للمؤسسة الزميل هيثم بابكر زوج الست وزيرة الدولة بالاعلام سناء حمد قال ليّ بالحرف الواحد وقد بدأ عليه الضيق “ماذا فعلت يا ابواحمد”..؟؟.
قلت له: في أي موضوع..؟؟.
رد عليّ بخنق شديد من الذي قال لك استخدم المادة التي وجدتها في ذلك الشريط..؟؟.. ويقصد الشريط الذي أدخلت منه بعض المشاهد وكمّلنا به الحلقة.
قلت له: الشريط موجود في المكتب مثله وأي شريط ولم أجد عليه عبارة (غير مسموح) كما الكثير من الأشرطة الموضوعة في أماكن بعيدة ومكتوب عليها بخط كبير وواضح فاستخدمته باعتباره جزءاً من المكتبة.
سالني: ألا تعرف هذا الرجل الذي يلبس طاقية القش الذي أدخلته في الحلقة التلفزيونية..؟.
كان ردي نعم لم أعرفه..!!.
المهم ..ذهب مني مُغاضباً..وسريعاً دخلت المكتبة ورأيت النسخة الإضافية التي نسخناها من الحلقة التلفزيونية التي بثها التلفزيون ونظرت في الرجل ملياً، وبعد فترة اكتشفت أن الرجل هو قائد جيش الرب اليوغندي جوزيف كوني، ولاسيما وأن مشاركتي في العمليات العسكرية قد عرفتني ببعض اليوغنديين من ضباط جيش الرب الذين كانوا يعملون معنا كأدلاء ومُرشدين للطرق الواصلة لمعسكرات حركة التمرد السودانية الجنوبية، وأتذكر بذهن متقد انه في يوم الإثنين 11 ديسمبر 1995م كنا في مهمة استطلاعية لمواقع الحركة الشعبية وكنت مسؤول مجموعة الاستطلاع وكان يرافقنا الفقيد الراحل النقيب استخبارات مصطفى المهدي عليه رحمة الله أحد أبطال القوات المسلحة الحقيقيين (شقيق تاج الدين المهدي الرئيس الأسبق لجهاز شئون المغتربين)، كما كان معنا ضابط يوغندي من جيش الرب طلب مني مناداته بكلمة (كابتن) وانتهينا من مهمتنا اليوم الثاني وقد صافحني بيده مودعاً، وبعد ساعات فقط بدأت المعارك بقوة ورأيت ما لم أكنه أتوقعه ألبتة.. (ذكرت ذلك في مقال سابق) حوالي ألف طفل يوغندي شاركوا معنا في هذه المعارك التي فقدنا فيها الكثير من الشباب الخض النضير وجلهم من طلبة الجامعات وفي كل المجالات الأكاديمية، ولا أدري إن كان هؤلاء الأطفال أُبيدوا على بكرة أبيهم أم أحياء يرزقون..!!.
لذا لم أفاجأ بوجود زعيم جيش الرب اليوغندي (المسيحي) بالسودان بينما كانت العُصبة الحاكمة تُقسم بالله لكل الذين طلبوا منها محاكمته أو القبض عليه لقتله الأبرياء في الشمال الأوغندي في صراعه مع الحُكم، وظلت تنفي وتنفي حتى، غادر جوزيف كوني السودان بعد أن اختلفت المصالح مع الحكومة السودانية التي تصالحت مع النظام اليوغندي، فإن دنيا العمل مع العُصبة الحاكمة في السودان كلها كذب وتلفيق وغش وحلف بالله وضياع حقوق وانتهاك حرمات، ولذا يستغرب الكثير من رفقتي القُدامى وأصحابي وزملائي في العمل الاعلامي المنتشرين على نطاق العالم من قناعاتي الراسخة والتي لا يمكن أن تتحول يوم من الأيام حول فساد حُكام (الانقاذ)، وهذه القناعات يسندها الواقع المتردي وقبل سنوات دخلت في تحدي مع أحد الاخوة وذكرت له بأن النفرة الزراعية والنهضة الزراعية التي أعلنت عنها الحكومة ما هي إلا ذر رماد في العيون وقلت له ستفشل أيما فشل بالفعل فشلت بعد أضاعت مئات الملايين في الاعلام والترويج الكاذب، وكان الاخ يستغرب من صدق حدسي، وذكرت له بأن المسألة ليس حدس ولا سحر لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم وفي أكثر من موضع وهو أصدق القائلين.
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) يونس 17
(إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُون)..النحل 116
ألا ترى يا هداك الله أن تلفزيون (السودان) يكذب صباحاً ومساءً..كذباً يقع من طوله أبليس.. على شاكلة أن “حكومة السودان كالعهد بها تلتزم بالمواثيق الدولية”..(كذب السيح والريح) كما يقول عمنا العزيز عطية مختار أسأل الله تعالى أن ينعم عليه بالصحة والعافية وهو رجل صاحب فكاهة، وهو والد الأخ العزيز عادل عطية زوج الزميلة الكاتبة الصحفية استيلا قاتيانو التحية لها وهي تخوض معركة البقاء وقد فعلت معها العُصبة ما قاله الله سبحانه وتعالى (…..يقرفون به بين المرء زوجه..)إلخ الآية.
إن الهزيمة الإعلامية لها أكثر من جانب لكن أهم ما فيها العامل النفسي والمعنوي المرتبط بمعنويات الجيش من جانب ومؤيدي العصبة من جانب آخر لأن كل جلسات (التنوير) الخاص بالعضوية العسكرية والسياسية كانت تؤكد لهم بأن تحرير هجليج قاب قوسين أو أدنى والآن قاربت المدة على الاسبوع..ألم أقل لكم بأن هذه المرة تختلف عن سابقاتها..!!.
زنقة..زنقة..!!
في الزنقات (زنقة) العسكرية السابقة كانت تتجه الحكومة لطلب الدعم من دول الخليج العربي، ومرات من العراق وقبلها ايران، وكانت تجد ضالتها سواء من الخليجيين الذين انتقدهم د. مصطفى عثمان اسماعيل في مرة سابقة أو من العراق، لكن الآن الكل مشغول بتحدياته الداخلية والإقليمية وقد انتهى زمن التدفقات المالية الخليجية لأن منطق الأشياء يقول أن المصالح هي التي تدوم..بأي مصلحة يترجاها الآخرون من العصبة عدا رجل المال والاعمال الوليد بن طلال الذي لم يتعلم من دروس الآخرين في الاستثمار في هذا البلد المنكوب، والآن تتجه الإستثمارات الخليجية لأثيوبيا وكينيا..ياعجبي..!!!..فعلاً رأس المال جبان، في هذه الدول لا ضرائب ولا أتاوات ولا احتيال ولا غش لأن سلطان الدولة يضبط الأشياء لكن في السودان عندما تنهار الدولة من الذي يسندها..!!.
القوات المسلحة السودانية إذا تبقى منها ما يمكن أن يقود معارك كبيرة وبنفس طويل حسب معرفتي بالإستراتيجية العسكرية للجيش الجنوبي ليس في وسعها مُواصلة القتال لضعف قوتها البرية واعتمادها الكلي على الطيران الحربي إذاً يتبقى لها خيار الضرب من الجو، وهناك حديث عن استخدام اسلحة كيماوية وذخائر ممنوعة دولياً تفكر العصبة في استخدامها إذا ما فشلت تحقيق رغبة القاعدة التي وعدوها بالانتصار، ورئيس الجمهورية الذي وعدوه بصلاة الجمعة في هجليج، إذا ما استخدمت العصبة السلاح الكيماوي ستدخل في مشاكل مع المجتمع الدولي الذي وقف موقفاً محايداً بالفعل عندما طالب دولة الجنوب مؤخراً بالإنسحاب من هجليج.
الآن أكبر زنقة تواجه النظام المتمثلة في استيراد البترول من الخارج وهذا أمر مكلف للغاية وهم يعلمون جيداً بأن انتهاج السياسات الخاطئة أدت لهذا التطور السلبي، لأن العصبة على اصرار غريب وفريد من نوعه أن تساس البلاد بالعقلية الأمنية وحتى هذه فشلت فيها، وهذا الأمر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن البلاد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار الكامل، والكثير من العصبة الحاكمة أصبحت تتحسب لذلك، وقد جاء في موقع سودانيزأونلاين بقلم الأخ كوستاوي بأن مصدراً موثوقاً به وهو لواء في الجيش السوداني قوله أن “معظم قادة الإنقاذ لا ينامون في منازلهم“، وأضاف “بعض منهم قام بتسفير عائلاته إلى خارج الخرطوم و بعض آخر يقضي ليلته في مُدن قريبة للخرطوم و الرجوع إليها صباحاً”..!!.
بالضبط هذا هو حال قيادات العُصبة في السودان..ألم يفكر د. نافع علي نافع عملياً في الهروب من البلاد عندما دخلت قوات حركة العدل والمساواة مدينة أمدرمان في العاشر من مايو العام 2008م وقد شوهد في مطار الخرطوم في حالة ارتباك شديد متأهب للزوغة والهروب من القصاص..!!.
هذا هو شعور الظالم فالإنسان العادل في عمله وحُكمه ولم يتلوث بدماء الأبرياء ولم يسرق أموال الشعب لا يشعر بالخوف، بالتالي لا يشعر بالحاجة للهروب من البلاد
معارضة الأنترنيت البعبع المخيف..!!.
وفي الجانب الآخر من المعادلة إن معارضة الأنترنيت التي تمثل البعبع المخيف لقيادات الحزب الحاكم وبشكل خاص د. نافع على نافع كانت أصيلة في موقفها، إنسانية في طرحها موضوعية في تناولها للأحداث المؤسفة في هجليج وغيرها، تحّلت بالأدب الرصين في مقابل سلاح الشتائم وتنصيف الآخرين الرافضين لعقلية التحشيد والتقتيل والدمار بالعمالة والخيانة الوطنية، وأخص منهم بالتقدير الأخت المناضلة نجلاء سيداحمد الماكينة الاعلامية القوية حفظها الله ورعاها التي نالت نصيبها من ضرب وتنكيل أشباه الرجال، والأخت المناضلة أماني العجب ثورة إعلامية في إنسان، والاخ معاوية الصائم العقبة الكؤود والجبل الأشم في مواجهة أرزقية العصبة الذين قال فيهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه “يا علي لا يبغضك إلا من خبث أصله” صدق رسول الله (ص)، كما أخص الاخوة والاخوات في حركة قرفنا الذين تعجز الكلمات عن التعبير عما يجيش في القلب عن تقديرهم لعظيم الأعمال التي قاموا ويقوموا بها..حفظهم الله وجعلهم زخراً للسودان، كما أخص بالتقدير أخي العزيز عبدالمنعم سليمان مدير تحرير موقع (حريات) الذي أصبح الصخرة الاعلامية التي تكسرت عليها كل مؤامرات الأرزقية، (حريات) هذا الموقع الذي أقنع جميع السودانيين بأهميته من خلال نشره وثائق الفساد الاسلاموي حتى أصبح الشرفاء من أبناء بلادي العاملين داخل دوواين الحكومة يبعثون بصُور المستندات التي تحوي الفساد المالي والاداري، فإن ما نشره موقع حريات أقنع الكثير من الناس بحقيقة العصبة التي تحكم بلادنا وتسوقها إلى الجحيم.
إن تلاحم الوطنيين الشرفاء في معارضة الانترنيت التي زرعت الخوف والهلع في نافع وصحبه تؤشر بشكل واضح إلى أن إمكان السودانيين التوحد من جديد بعد زوال هذه الطغمة بإذن الله تعالى، إن معارضة الانترنيت لا يجمع بين أفرادها إلا حب الوطن السودان ولا غير ذلك، وهم في مناطق شتى من الكرة الأرضية ومن مذاهب سياسية مختلفة لكن حب الوطن يجري في دمائهم، وفي قناعاتي يجب أن ندرس ظاهرة المعارضة التي سماها د. نافع (معارضة الأنترنيت) ونستفيد من ايجابياتها ونعالج سلبياتها، باعتبارها عامل جديد من عوامل الوحدة التي تصب في خانة الحفاظ على ما تبقى من السودان.
وخلاصة القول لا بد من التأكيد على أن هذا السودان الوطن الجميل الرائع سأدافع عنه بكل ما لدي من قوة ضد عصبة (الانقاذ) ولا ترهبني المؤامرات، فليس لدي سلاح غير قلمي وفكري وتجربتي التي استفدت منها، ومعي ربي سيحميني ومع جهود اعلامية متضامنة لأخوة أشاوس وأخوات حرائر مصادمات، نزود عنه بكل ما لدينا من أقلام وكاميرات، ومن فكر، وندافع عنه بالأدب الذي تشربناه من تقاليد ديننا الحنيف ومن أُسرنا وأهلنا المتوشحين بحب الأرض، ونجاهد من أجله دون أن نسب أحداً أو نتشم أحداً أو نُقلل من مكان اي مكون في السودان، كل شعوب السودان هم أهلنا وأسرتنا الكبيرة، بكل رطاناتهم وسحناتهم، هذا الوطن أبداً لا نبيعه،،،، جميعاً تشربنا حبه، ومهما بعدت بيننا وبينه المسافات إلا أنه في سويداء قلوبنا كعود صندل زاده الإحراق طيبا.
.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
17 ابريل 2012م