بسم الله الرحمن الرحيم
حركة العدل والمساواة السودانية
Justice & Equality Movement Sudan (JEM)
www.sudanjem.com, [email protected]
نعي مربي الاجيال الاستاذ الجليل / محمد إبراهيم نقد
قال تعالى :
{(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157].
بمزيد من الحزن والأسى وقلوب ملئية بالإيمان بقدر الله، تنعي حركة العدل والمساواة السودانية للشعب السوداني مربي الأجيال السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني الاستاذ الجليل / محمد إبراهيم نقد الذي وافته المنية مساء اليوم الخميس الموافق 22/03/2012 في لندن.
حركة العدل والمساواة إذ تنعي السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني إنما تنعي بطلاً من ابطال السودان الذين عرفتهم حكومات العسكر بمعدنهم الصلب ومقاومتهم للحكومات الشمولية على مرَ التاريخ، إذ أن الاستاذ الجليل / محمد إبراهيم نقد ظل يقارع ويصارع من أجل إعادة الديمقراطية والحريات الاساسية وحقوق الإنسان، والمواطنة المتساوية لكل قطاعات المجتمع دونما تمييز بينهم، وعاش كفاحاً ودفاعاً عن الهامش السوداني وتوفاه الله وهو ممسك بقضية المهمشين في السودان.
ألا رحم الله المربي الجليل رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
جبريل أدم بلال
أمين الإعلام الناطق الرسمي
22/03/2012
محمد ابراهيم نقد ..السيرة والمسيرة
الوطنية كالمظاهرات المؤيدة لإضراب الجمعية التشريعية. ُبل الأستاذ محمد ابراهيم نقد بكلية الآداب – الخرطوم الجامعية، وفُصل منها في السنة الثانية على خلفية مشاركته في مظاهرة وإضراب الطلبة ضد الاستعمار في نوفمبر ١٩٥٢ ، وسجن لمدة شهر بسجن الخرطوم الذي كان يعرف بسجن المديرية (رئاسة السجون حالياً). وسافر في العام ١٩٥٣ إلى أوروبا في بعثة دراسية جامعية من اتحاد الطلاب العالمي، ملتحقاً بكلية الفلسفة والعلوم الاجتماعية بجامعة صوفيا ببلغاريا؛ وشارك خلال الأعوام ٥٣ و ١٩٥٤ في مؤتمرات ومهرجانات طلابية عديدة، كالمهرجان الثالث اتحاد الشباب و الطلاب العالمي ببوخارست ببولندا في يونيو ١٩٥٣ ، ومؤتمرات أخرى بوارسو ببولندا وبالاتحاد السوفيتي في موسكو. وعاد إلى السودان عقب تخرجه في ١٩٥٨ متفرغاً بالحزب الشيوعي السوداني. واختفى الأستاذ نقد لمباشرة مهام العمل السياسي السري بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي في ١٧ نوفمبر ١٩٦٨ ، وتم ١٩٦١ قضاها / اعتقاله لمدة عام في ١٩٦٠ بسجون كوبر وملكال. وعقب انتصار جماهير الشعب السوداني في ثورة أكتوبر اﻟﻤﺠيدة ١٩٦٤ فاز الاستاذ
نقد في الانتخابات التي أجريت في ١٩٦٥ مرشحاً عن الحزب الشيوعي بدوائر الخريجين، ودخل البرلمان غير أنَّه لم يكمل الدورة
نسبة لصدور قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان على الرغم من صدور حكم من المحكمة العليا بعدم دستورية حل الحزب الشيوعي، وبعدم قانونية طرد نوابه من البرلمان. وواصل الاستاذ نقد مساهمته في العمل السياسي . العام حتى انقلاب مايو ١٩٦٩ وعقب اﻟﻤﺠازر الدموية في يوليو ١٩٧١ عاد الاستاذ نقد للاختفاء ومباشرة مهام النضال السياسي السري حتى الانتفاضة في مارس/ أبريل ١٩٨٥ ، وتم انتخابه في انتخابات ١٩٨٦ نائباً عن دائرة الديوم والعمارات بالجمعية التأسيسية، وظل يباشر مهام العمل النيابي والسياسي
حتى انقلاب الجبهة الإسلامية على النظام الديمقراطي في يونيو ١٩٨٩ ، وتم اعتقاله بكوبر حتى ١٩٩١ حيث أطلق سراحه ليتم اعتقاله تحت التحفُّظ المنزلي [الإقامة الجبرية] لحين اختفائه في ١٩٩٣ والذي أمتد حتى العام ٢٠٠٥ . وبعد الظهور العلني للحزب الشيوعي واصل الاستاذ نقد المساهمة في العمل السياسي العام حتى انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في يناير ٢٠٠٩ حيث تم انتخابه سكرتيراً سياسياً للحزب
الشيوعي. وتقلد الأستاذ نقد طوال حياته عدداً كبيراً من المهام الحزبية اﻟﻤﺨتلفة داخل وخارج السودان، وصولاً لانتخابه باللجنة المركزية للحزب الشيوعي في المؤتمر العام الرابع ١٩٦٧ ، وعمل بمديرية الجزيرة وبالعاصمة وبالبرلمان القومي والجمعية التأسيسية وبلجنة العلاقات الخارجية، كما عمل بالجبهة الثقافية ومتعاوناً مع صحيفة (الميدان)، وله عدد من المؤلفات: (قضايا الديمقراطية في السودان: المتغيرات والتحديات) دار الثقافة . الجديدة، القاهرة، ١٩٩٢ (حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية) تقديم: محمود أمين . العالم، دار الفارابي، بيروت، ١٩٩٢ (علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض) تقديم البروفيسور محمد ابراهيم أبو سليم، دار الثقافة . الجديدة، القاهرة، ١٩٩٣ (علاقات الرق في اﻟﻤﺠتمع السوداني) دار
. الثقافة الجديدة، القاهرة، ١٩٩٥ (حوار حول الدولة المدنية) دار عزة للنشر . والتوزيع، الخرطوم، ٢٠٠٣
ولد محمد إبراهيم نقد بمدينة القطينة في وسط السودان عام 1930 وتلقى تعليمه الأولي والوسطي بعدد من مدن السودان حيث ظل متنقلاً مع عمه، ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة حنتوب (وسط)، وكان من زملائه الرئيس السوداني الأسبق جعفر محمد نميري، وزعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن عبد الله الترابي.
بدأ نقد العمل السياسي باكرا، حيث شارك في مكافحة الاستعمار الإنجليزي في العام 1946، إبان مرحلة الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين.
انضم نقد لكلية الآداب بجامعة الخرطوم، لكنه ما لبث أن فصل منها بسبب عمله السياسي، ليتجه للدراسة خارج السودان في العام 1953م حيث أكمل دراسته الجامعية في براغ -تشيكوسلوفاكيا سابقا- وتخرج من كلية الاقتصاد.
عاد للسودان وتفرغ للعمل السياسي في سكرتارية الحزب الشيوعي ثم اختفى لمباشرة مهام العمل السياسي السري بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1958.
انتخب عضواً بالبرلمان عن دوائر الخريجين فى العام 1965م مرشحاً عن الحزب الشيوعي الذي لم يكمل دورته نسبة لصدور قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.
اختير نقد أمينا عاما للحزب الشيوعي السوداني في فترة عصيبة من تاريخ الحزب بعد فترة قصيرة من إعدام زعيم الحزب السابق عبد الخالق محجوب عام 1971 في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري في إطار حملة تصفية شملت قيادة الحزب إثر محاولة انقلاب فاشلة في ذات العام.
”
عرف نقد بشخصيته المرحة والساخرة أحيانا وأدبه الجم وحسن تعامله، واستطاع أن يقدم بشخصيته السودانية الواضحة “سودنة” للفكر الشيوعي، وامتاز بوسطيته رغم انتمائه لمدرسة تعتبر راديكالية.
”
وأثناء ما تبقى من حكم نميري (1969-1985) ظل نقد متواريا عن الأنظار، وبعد انتفاضة أبريل/نيسان 1985 التي أطاحت بالنميري انتخب عضواً بالبرلمان عن الحزب الشيوعي في العام 1986 وظل يباشر مهام العمل النيابي والسياسي حتى يونيو/حزيران 1989 تاريخ الانقلاب الذي قاده الرئيس الحالي عمر البشير.
أطلق سراح نقد بعد سنتين من انقلاب العام 1989 لكنه وضع تحت الإقامة الجبرية، ليختفي اختيارا في العام 1993 حتى العام 2005 لممارسة العمل السري بعد التضييق الذي مارسته حكومة الإنقاذ على حزبه مما اضطر الزعيم الشيوعي للعودة إلى ذلك العمل السري.
وبعد الانفراج السياسي في البلاد ظهر نقد مجددا وواصل قيادة الحزب والعمل السياسي العام في العلن، وفي يناير/كانون الثاني 2009 تم التجديد لقيادته عبر المؤتمر العام الخامس للحزب الذي انعقد بعد أربعين عاما من المؤتمر السابق.
له العديد من المؤلفات مثل: قضايا الديمقراطية في السودان، وحوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية، وعلاقات الأرض في السودان، هوامش على وثائق تمليك الأرض، وعلاقات الرق في اﻟﻤﺠتمع السوداني، وحوار حول الدولة المدنية.