الاغلبية من الحكومات الأفريقية تخلت عن مسؤوليتها الأخلاقية تجاه شعوبها و لم تهتم إلا بالسرقة و الفساد و القبلية و الرشاوى و التسول من الخارج ! الشعوب عانت من مظاهر الجوع و الفقر الشديد و إنعدام أقل معينات الحياة في القرن الواحد والعشرين في الوقت الذي يرون فيه حكام بلدانهم و عائلاتهم وأفراد قبائلهم يرفلون في نعيم ويعيشون في عالم مخملي آخر لا علاقة له بعالمهم الذي يدعو إلى الشفقة ،، الكثيرون منسيون و مضطهدون و مهمشون للغاية علي أيدي حكومات بلدانهم،،
وهذه المبوقات اتاحت الفرصة لنشر الإيديولوجيات المعادية
للسلام و لتقاليد القارة الإفريقية والتي هي أيديولوجيات عنيفة للغاية لا تقبل التفاوض علي شروط الحياة بل هي تعمل جاهدة علي مسخ الإنسان الأفريقي أولا و من ثم جعله عنيفا و متعصبا عدوانيا إرهابيا مخيفا و غير مباليا بحاضره أو مستقبل ، بل يركز جل اهتمامه الي عوالم أخري بعيدة ،،
لم يفكر أحد ذات مرة في شروط دخول رجال الدين من دول الخليج النفطية و مصر الي العمق الأفريقي لنشر أفكارهم تلك ولكن لطالما هم يخففون عنا غضب المهمشين المنسيون وطالما هو يبعدون عنا الحياري أولئك الي عوالم أخري بعيدة عن واقعهم لما لا نتركهم مع الوهابين و الجهاديين و المعممين الشيعة هكذا يقول لسان حال الحكام الأفارقة في دول الغرب أفريقية خصوصا ،،
وتركت هذه الحكومات مساحات واسعة لمهندسي أفكار التطرف و الإرهاب والحروب الطائفية يتوغلون في قلب القارة و المحصلة كانت جماعة عنيفة للغاية اسمها بوكو حرام جل قادتها من خريجي المدارس الوهابية الخاصة
و لم يكن الأمر صعبا علي دولة إيران لزرع جماعة عنيفة أخري موالية لها في نيجيريا حيث جماعة الشيخ ذكي ذكي الذي يعلن صراحة بعدم اعترافه لا بالدستور النيجيري ولا بالسلطة الاعتبارية لدولة نيجيريا ! وهو يريد أن يجعل من نيجيريا ولاية أخري من ولايات تابعة لأيه الله الخميني ليحكم نيجيريا من إيران مثل ضواحي بيروت الجنوبية !
لم يكن من المستغرب أن نري عمليات إرهاب وقتل و خطف السياح في الفنادق والأماكن السياحية ففي دول مثل الكمرون ومالي و نيجيريا و النيجر تكثر عمليات الإرهاب و حتي التفجيرات تحدث مرات عديدة في الشهر ،، أما أخطر ما في الأمر هو الهجوم الذي وقع قبل أيام في دولة بوركينافاسو والذي قتل فيه عدد من المدنيين و رجال دين خليجيون !
اذا كانت الحكومات الأفريقية قد غضت بصرها عن ما يجري أمامهم و اعتبروه أمرا جيدا يأتي الآخرين لتصبير المهمشين و الأميون من مسؤوليتهم ،، لقد أخطأت هذه الحكومات بظنها هذا ،، بحيث المحصلة كانت جماعات متطرفة تسعي الي الإطاحة بأنظمة و الحكومات في تلك الدول و تبدليها بأنظمة اخري ،، و باتت أغلب هذه الجماعات يشهرون سيف الجهاد في سبيل الحق و ما من هولاء المهمشين إلا الانضمام إليهم ، والأمر الثاني ،، بوجود هذه الجماعات سوف لن تكون هنالك أي مداخيل من السياحة لأن من الغباء أن يأتي الناس للرقص في حقل الألغام و هذه واحدة من أخطر ما ينتظر العديد من بلدان التي تعتمد على السياحة و الاستثمار الأجنبي ،
لن يحل هذه المشكلات من خلال تأسيس كتائب مكافحة الإرهاب لأن الأمر قد تجاوز ذلك حسب تقديري ، و العديد من الشباب الضائعون علي استعداد تام للانخراط في الجماعات العنيفة و التي حتما ستقودونا الي حروب طائفية من جانب و حروب دينية من جانب آخر ،،
في ليبيا خلال الأشهر القليلة التي سيطرت فيها جماعة داعش علي مدينة سرت كانت الأغلبية من مقاتلي التنظيم هم من السنغال و مالي و نيجيريا و النيجر بحيث نال بعضهم ألقاب مثل القاضي الشرعي و المجاهد أبو فاطمة السنغالي و أبو درداء المالي ،، وقد فر أغلب هولاء الشباب الي العمق الأفريقي وعادوا الي بلدانهم الاصلية حاملين معهم الفكرة !
لهذه الأسباب و أسباب أخري عديدة يمكن القول بأننا أمام تحديات كبيرة ولا أعتقد بأن هناك استعداد لمواجهة هذه التحديات في وقتنا الحاضر !
التحذير من كون أن القارة الإفريقية قد تتعرض لموجة من العنف و الحروب المخلفة باختام الدين و الطائفية أمرا ليس تشاؤميا وكثيرا ما حذر العديد من المثقفين و الكتاب الشرقيين مما يحدث الآن في مختلف الدول في منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات ولكن دائما يواجهون بكم هائل من الهجمات المضادة من قبل الجماعات التي تنتظر مثل هذه الحروب و الماسي لتمرير أجندتها !
ليس هنالك مثقف واحد حر الإرادة و صافي الضمير يحذر من حروب محتملة لولا حبه لوطنه أو لأوطان شعوب أخري يتقاسم معهم التاريخ و الهوية و العادات والتقاليد و المصير المشترك !
الذي يكتب عن مثل هذه القضايا اذا لم يري أمرا يدعو الي الصراخ بالتأكيد لن يصرخ بل سيتفرغ للكتابة و الحديث عن الفن و التنظير في كل ما هو جديد و ليس فقط إطلاق التحذيرات من بالونات الحروب المحتملة !
وأنا علي يقين أننا لم ولن نتعلم أي درس من الدروس
والذي يجري الآن في تلك البقاع الشرق اوسطية بعد أن ينتهي هناك سيتم نقلها الي أفريقيا للأسف الشديد و هنا مع ضعف الامكانيات و هشاشة الدول و الحكومات سوف نقضي كامل هذا القرن تحت وطأة الحروب الدينية التي ذات مرة في أوروبا استمرت ل50 سنة كاملة رغم الامكانيات هناك