أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء أن 50% من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر، وهو ما يعادل 15 مليون سوداني، وتحتضن العاصمة الخرطوم أكثر من رُبع فقراء البلاد في ظل ظروف معيشية توصف بالصعبة جراء ارتفاع الأسعار وتراجع الدعم الحكومي والمساعدات.
وذكر مراسل الجزيرة بالسودان الطاهر المرضي أن 70% من السودانيين يعانون من صعوبات في الحصول على حاجياتهم الأساسية مثل الماء والغذاء والتعليم والعلاج، وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن الخدمات الصحية لا تغطي سوى 40% من السودانيين.
وقال خبراء إن دائرة الفقر اتسعت بشكل كبير بالآونة الأخيرة بسبب تدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار مع انخفاض القدرة الشرائية للجنيه السوداني، وقد بلغ عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية ملحة بالسودان سبعة ملايين شخص، وقالت الأمم المتحدة إن قيمة ما تحتاجه المنظمات الإغاثية بالسودان تبلغ 982 مليون دولار توجه بصفة عاجلة إلى 6.9 ملايين نسمة، أي خُمس إجمالي السكان.
الحروب والغذاء
وتعود أسباب ارتفاع عدد المحتاجين إلى تفاقم الصراع في إقليم دارفور، وتدفق اللاجئين من دولة جنوب السودان التي تعيش اضطرابات، فضلا عن أزمة غذاء حادة يشهدها السودان.
وقد بلغت أعمال العنف ذروتها هذا العام في إقليم دارفور ما أدى إلى نزوح قرابة ثلاثمائة ألف شخص بين آخر فبراير/شباط ومنتصف أبريل/نيسان الماضي، ويضاف هؤلاء إلى وجود 2.2 مليون شخص يعيشون في مخيمات النزوح منذ بدء الأزمة قبل 11 سنة.
وأدى النزاع المسلح المستمر في الجارة جنوب السودان بين القوات الحكومية والمتمردين التابعين لرياك مشار النائب السابق لرئيس البلاد إلى تدفق 85 ألف شخص إلى الحدود بين البلدين.
تعديل الخطة
ويقول منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان علي الزعتري في بيان له إن “خطة السودان الإنسانية تم تعديلها لتواجه الوضع المتدهور في دارفور وتدفق اللاجئين الجدد من جنوب السودان، وأزمة سوء التغذية الحادة في السودان”.
وتشير حكومة الخرطوم إلى ضعف مساهمة صناديق الدعم الاجتماعي، وقد كشفت عن خطة للحد من الفقر، من خلال مواجهة العقبات التي تعيق تلك الصناديق عن أداء مهمتها في مجال الضمان الاجتماعي.