روما (رويترز) – قالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان يوم الاثنين إن الاتحاد الاوروبي ينبغي أن يطالب ايطاليا بوقف الترحيل القسري لقوارب المهاجرين الافارقة الى ليبيا حيث يتم وضع طالبي اللجوء في معسكرات غير انسانية في شمال أفريقيا.
وبمقتضى اتفاق مع طرابلس تقوم ايطاليا منذ مايو ايار باعتراض قوارب المهاجرين في المياه الدولية وتجبرهم على العودة الى ليبيا دون فحص طلبات اللجوء. ولم توقع طرابلس على معاهدات دولية خاصة باللاجئين.
وتقول الامم المتحدة ان ثلاثة أرباع المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا الى ايطاليا عبر البحر في العام الماضي تقدموا بطلبات للجوء وقبلت نصف هذه الطلبات. وعدد كبير من هؤلاء المهاجرين كانوا من الصومال الذي تمزقه الحرب أو من دول قمعية مثل اريتريا.
وقال بيل فريليك مسؤول سياسة اللاجئين بهيومان رايتس ووتش وكاتب التقرير “تستهين ايطاليا بالتزاماتها القانونية عندما تعيد بسرعة قوارب المهاجرين الى ليبيا.
“ينبغي أن يطلب الاتحاد الاوروبي أن تفي ايطاليا بالتزاماتها بمنع عودة هذه القوارب الى ليبيا.”
وقالت هيومان رايتس ووتش في تقريرها الواقع في 92 صفحة ان المهاجرين ادلوا بشهادات تفيد بتعرضهم لضرب مبرح وتكدس وظروف غير صحية في المعسكرات الليبية. وقال أحد المهاجرين ان زميلا له قتل برصاص الليبيين عندما اعترضوا قاربا للمهاجرين وهو يغادر ساحل شمال أفريقيا.
وقال المهاجر الذي لم يعلن اسمه الحقيقي “كنا في قارب خشبي والليبيون في قارب مطاطي سريع وبدأوا في اطلاق النار علينا… واستمروا في اطلاق النار حتى اصابوا محرك قاربنا. وقتل شخص بالرصاص. وضربوا بعض الاولاد الذين كانوا معنا حتى انهم لم يعودوا يستطيعون السير على اقدامهم.
وقالت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك ان وكالة الحدود الاوروبية (فرونتكس) نسقت بعض عمليات العودة وحثت المنظمة دول الاتحاد الاوروبي على رفض المشاركة في أي عمليات لفرونتكس تسفر عن عودة المهاجرين الى ليبيا.
وبدأ الاتحاد الاوروبي محادثات مع طرابلس في العام الماضي بهدف التوصل الى اتفاق يتضمن اعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون اراضي دول الاتحاد قادمين من ليبيا.
لكن المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للامم المتحدة انطونيو جيتريس قال في اجتماع لوزراء الاتحاد الاوروبي في بروكسل لمناقشة سياسة اللجوء يوم الاثنين انه لا يوجد نظام قائم في ليبيا لحماية الساعين للجوء.
وقال “هناك ظروف مروعة للاحتجاز وهناك خطر فعال بان الاشخاص الذين يحتاجون الحماية ويستحقونها يعاد ارسالهم الى بلد المنشأ. وهذا هو السبب في اننا ابدينا تحفظاتنا القوية بشأن اعادة اشخاص الى ليبيا في ظل هذه الظروف.”
وأدت الاجراءات الصارمة التي تتخذها الحكومة الايطالية المحافظة برئاسة سيلفيو برلسكوني ضد الهجرة غير الشرعية الى تصدع داخل الائتلاف الحاكم.
كما أثارت نزاعا الشهر الماضي مع المفوضية الاوروبية التي تطالب باجراء تحقيق في الترحيل الى ليبيا بعد وفاة 73 مهاجرا على متن قارب ظل يسير على غير هدى في البحر المتوسط لمدة ثلاثة اسابيع.
وهدد برلسكوني بتعطيل أنشطة الاتحاد الاوروبي اذا لم يصمت المتحدثون باسم المفوضية الاوروبية.
وقال مفوض العدل بالاتحاد الاوروبي جاك بارو يوم الاثنين ان الاتحاد الاوروبي يعمل مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة من اجل تعزيز الحماية للساعين الى اللجوء في شمال افريقيا.
وقال “لا يمكن لليبيا ان توفر حماية كافية للاجئين او طالبي اللجوء في السياق الحالي.”
من دانييل فلين
المصدر: رويترز