أشاد بخطوات تحسين العلاقات مع أمريكا ووصف موقف فرنسا من السودان ب “العدائي”
مندور المهدي : حزب الأمة يستقوي بالحركات المسلحة لإزالة شرعية الحكومة
اتهم مصدر سوداني رسمي حزب الأمة بالاستقواء بالحركات المسلحة لإزالة شرعية النظام، لكنه أشار إلى أن اتفاقية التراضي بين الأمة والوطني لا تزال قائمة. ووصف المصدر توقيع الأمة لاتفاقية مع حركة العدل والمساواة والاتجاه إلى الحوار مع باقي الحركات المسلحة والدعوة للتعاطي مع الجنائية بأنه خرق لاتفاقية التراضي وتراجع في موقف حزب الأمة.
وأشاد مسؤول القطاع السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور مندور المهدي في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” بدور مصر في جمع الحركات المسلحة في دارفور لتوحيد موقفها التفاوضي، ونفى أن يكون من الوارد لدى الخرطوم استبدال منبر الدوحة بمنبر القاهرة.
على صعيد آخر؛ كشف المهدي عن تفاؤل حذر بالجهود المبذولة لإعادة النظر في العلاقات السودانية ـ الأمريكية، وأكد أن عدم رفع السودان من قائمة الدول الراعية “للإرهاب” ورفع العقوبات الاقتصادية عنه يشكل عقبة رئيسية أمام تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن.
وأعرب المهدي عن أسفه لموقف فرنسا من سلام دارفور، واتهم باريس بـ “معاداة” الخرطوم ومنع زعيم حركة نحرير السودان عبد الواحد نور من حضور مفاوضات الدوحة.
وفيما يلي النص الكامل للحوار:
س ـ لنبدأ من علاقة المؤتمر الوطني بحزب الأمة، هل انتهت اتفاقية التراضي بينكما؟
ـ لقد أدنا في حزب المؤتمر الوطني الاتفاق بين حزب الأمة وحركة العدل والمساواة، ليس لأننا ضد حوار الأحزاب مع الحركات المسلحة، وإنما لما احتواه الاتفاق من نقاط نعتقد أنها تمثل اختراقا لاتفاقية التراضي التي وقعناها مع حزب الأمة. وقد سجلنا موقفنا من الاتفاقية في عدة مسائل: أولها أن حزب الأمة وضع يده في يد حركة مسلحة تحدثت عن إزالة شرعية النظام بعد التاسع من تموز (يوليو) الجاري، وهذا دليل على أن حزب الأمة يريد الاستعانة بقوة مسلحة لإزالة شرعية الحكومة. والنقطة الثانية أنهم رفضوا الاحصاء السكاني، وهو الاحصاء الصادر عن هيئة متفق عليها. والنقطة الثالثة تراجع حزب الأمة عن موقفه الرافض لتسليم رأس الدولة إلى الجنائية الدولية.
وبالمناسبة نحن إلى حد الآن لم نقل بأن اتفاقية التراضي قد ماتت، بل هم الذين قالوا بأنها أعدمت، نحن نرى أن ما جرى يعتبر خرقاً لاتفاقية التراضي وندعو إلى الحوار من أجل استبيان الموقف، لكن من الواضح أن حزب الأمة غير مكترث وماض في التصعيد والمزيد من الحوار مع الحركات المسلحة.
س ـ كيف تنظر الحكومة السودانية للجهد المصري في حل أزمة دارفور؟ وهل هناك أي نية لاستبدال الدوحة بالقاهرة في الحوار مع الحركات المسلحة؟
ـ مصر تحدثت عن توحيد المواقف التفاوضية للحركات المتمردة، وهذا جهد مطلوب، بدأته ليبيا وأضافت له مصر، وهو جهد إيجابي، لأنه يصعب على الحكومة أن تحاور كل حركة منفردة، لكن ستظل الدوحة هي الموقع الرئيسي للحوار مع الحركات المسلحة بحكم أنها تمثل وساطة عربية وإفريقية. ونحن في الخرطوم نشكر جهد الإخوة في مصرونأمل أن تكلل جهودهم بالنجاح في جمع الحركات المسلحة، والأخبار القادمة من هناك إلى حد الآن إيجابية.
س ـ يزور المبعوث الأمريكي إلى السودان سكوت غرايشن الخرطوم هذه الأيام، هل حصل أي تطور في علاقاتكم بأمريكا؟
ـ كل الناس يعلمون أن الدور الأمريكي مهم في المنطقة، ومن الواضح جداً لدينا أن وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب وفرض عقوبات اقتصادية عليه أمور غير مبررة وهي من التركة الثقيلة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وقد بدأ توجه جديد لدى الحكومة الحالية لتغيير السياسة الأمريكية في المنطقة منه تعيين المبعوث الجديد للسودان سكوت غرايشن وهو شخصية جادة وجاءت للسودان بعقل مفتوح للحوار مع السودان. إلى الآن الحوار يدور في القضايا المرتبطة بالسلام، ومن المفترض أن يبدأ حوارا حول العلاقات الثنائية في اليومين المقبلين. نحن دخلنا الحوار بدون شروطمسبقة ومن موقع الندية الكاملة، ومن منطلق الثوابت القائمة على رفض التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة السودان. وقد بدأت بوادر لتحسين العلاقات السودانية ـ الأمريكية، منها زيارة الوفد السوداني الرسمي ولقاءاته مع عدد من المسؤولين الأمريكيين التي كانت لقاءات مثمرة، وهذه بدايات جيدة، لكن تظل هنالك قضايا رئيسية لا أعتقد أنه من دونها يمكن تطبيع العلاقات بين البلدين، وأعني هنا تحديدا رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان.
س ـ إلى أين وصلت جهود تحسين علاقاتكم بدولة تشاد؟
ـ نحن نعلم أن تشاد دولة ضعيفة، ونعلم أن من يقف خلفها هو فرنسا التي تدعمها وتحرض نظامها ضد السودان. وقد ظلت فرنسا تدعم الحركات المسلحة منها حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور، بل وتمنعه من الحوار مع الحكومة السودانية. وما دام النظام التشادي أسيراً لعلاقاته مع فرنسا فلا أظن أنه يمكن الحديث عن تحسن في علاقاته مع الخرطوم. نحن نرحب بخلق علاقات جوار مع دولة تشاد، على الرغم من أننا نعرف تأثيرها السلبي على الأوضاع في دارفور، ولكن من الواضح أن المعطيات السياسية الراهنة تقول إن تحسين العلاقات شيء في غاية الصعوبة، وهناك أحاديث عن لقاءات قد تجمع قيادات البلدين، لكن ذلك مرهون بموقف تشاد تحديدا من السودان.
س ـ هل تقصد أن الموقف التشادي هو بالنيابة عن فرنسا؟
ـ فرنسا تعادي السودان معاداة واضحة، وهي لا تحول فقط دون علاقات جوار عادية ومستقرة بين تشاد والسودان فقط، بل إنها تمنع زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد نور من الحوار مع الحكومة، فموقفها للأسف من السودان لا يزال مقفا عدائياً.
خدمة قدس برس – الخرطوم