بقلم جمال دور حامد
[email protected]
الهوية :
ذهب العديد من المؤرخين بأن الهوية تعنى خصائص مادية وروحية ووجدانية تميز قوماً عن غيرهم . ولكون مجتمعنا متعدد الخصائص ولم يحسن ادارته طيلة عمر الوطن المثقل بالمواجع . ولغرض تحديد عوامل الخلل لابد من التطرق الى الجزر الاعمق للمشاكل فى السودان.
لعبت الهوية دوراً اساسياً فى تحريك الصراعات المتعددة ، مشكلاً الجزر الاعمق للمشاكل المزمنة . ولم ترد كجزء من الحل مما ظلت ماثلا فى تعميق حدة الخلافات رغم كثرة المبادرات والحلول المسكنة للألام المزروعة ببرنامج ممنهجة من قبل الممسكين بزمام أمر السودان و حكمه.
بنيت مؤسسات الدولة وفقاً لتحيزات عنصرية لتعطى تلك التحيزات طابعاً مؤسسياً. ( راجع اختلال السلطة والثروة فى السودان الكتاب الاسود ) وطفقت توظف الدولة ومؤسساتها لحماية الامتيازات الناشئة عن تلك التحيزات ، وان البنية المختلة هى الوميض الذى ظل يشتعل فى الهامش ، وما لم نجد البلسم المعالج للجرح النازف ، وفكر مدرك بمهام المرحلة ومعايش التجارب التى ادت الى إنهيار بنيان الدولة ، ووضع البرنامج العلمية لادارة التنوع وتفعيل القواسم المشتركة لكافة المكونات الاجتماعية المختلفة عرقياً وثقافياً ، وذلك لضمان التعايش السلمى ونبذ الاسباب التى ادت الى واقعنا الأليم والممزق عرقياً وثقافياُ .وفق التالى
1 / العمل لتغيير ذهنية الممسكين بزمام الامر بحتمية التعايش مع كافة المكونات الاجتماعية ، وان لا تكون السلام الذى ننشده تكتيكاً لشراء الزمن او لتخفيف الضغط.
2 / تحليل اسباب الصراع وجزوره بمنهجية علمية ثقافية واجتماعية صادقة لأنه الجزر الاعمق
3 / اهمية الاصلاح الثقافى والاجتماعى وجعله الاساس الحقيقى للحل السلمى والسلام المستدام
لعبت الانظمة المتعاقبة دورا اساسيا فى تعميق حدة التهميش ، بل تم انتهاجه كسياسة معتمدة منذ يناير 1956م ،وبذلك حولت الدولة الى مؤسسة عنصرية وسجلات التنمية توضح اختلال السلطة والثروة والتنمية فى السودان . وإن سياسة العنف الممنهج اصبحت من الوسائل المتبعة وسمة لكافة الانظمة التى توالت على الحكم ، واستهداف انسان الهامش فى دارفور وكردفان والنيل الازرق تؤكد تلك السياسة التى ادت الى انفصال جزء عزيز من الوطن . غابت هوية وطنية تسع الجميع وتشمل كل الاعراق بل ظلت الدولة تحت هيمنة هوية واحدة ضيقة تخص المجموعات النيلية والنوبة المستعربين ، وهى التى صاغت الثقافة والتعليم ليستلب بذلك الثقافات الاخرى لاسباب ترتبط بأستراتيجيات المجموعات النيلية التى تبنت الهوية العربية لطمس الجانب الحضارى والثقافى والتاريخى للمجموعات الاثنية الغير عربية .
أن تغمص دور العرب حولت الدولة الى ألة تصنع الحرب لا سلام ، مما أقعدتها فى قائمة الدول الأكثر بطشاً فى تاريخ الانسانية مما تبؤ مقعدها الاول بأستحقاق عن جدارة الفشل من بين كافة الدول الفاشلة فى الدنيا
للمقال بقية