بقلم :احمدعبدالرحمن ويتشي
تاتي ما يسمي بــ (ذكري استقلال السودان من داخل البرلمان) الذي اعلنت في صبيحة 1/1/1956بقيادة النخبة النيلية الشمالية التي كانت ربيبآ للاستعمار البريطاني طيلة فترة استعماره للسودان وبتالي استفادت النخبة هؤلا من تجارب الحكم الاستعمارية سياسيآ واقتصاديآ واجتماعيآ في وقت الذي يرزح فيه بقية المكون الاساسي للسودان تحت نير التهميش والفقر والمجاعات والامية نتيجة لسياسه الفرق تسد الذي صنعها الاستعمار ونفذها هؤلا النخبة ضد اخوتهم في الوطن وعندما غادر المستعمر (طوعآ)من السودان لا شي قد تغيير فقط الوجوه والسياسة هي نفسها فرق تسد حيث تم توزيع السلطة والثروة وفقآ لهذه السياسة بطرق عنصرية حاقدة تجاه ابناء الهامش الذي جاءت اسم الدولة (السودان)من خلالهم وبعد ان تم الكذبة الكبري الذي سمية بالاستقلال من داخل البرلمان نجد ان النخبة هؤلا تمادو اكثر فاكثر في سياستهم الموروثه من المستعمر بدلآ عن البحث لتنظيف مخلفات الاستعمار حيث جاءؤ باحد ابناء الهامش ليحملوه وزر الكارثه المستقبلية وهو الاستاذ الراحل عبدالرحمن دبكة النائب عن دائرة نيالا الجنوبية الذي لقبوه باسم اب الاستقلال (مقترح الاستقلال من داخل البرلمان)وهذه كانت مؤامرة تمت بين المستعمر والنخبة النيلية ضد الاستاذ دبكة وذلك للاظهار الاستقلال وكأنه اتي بمباركة من كل السودانيين وفي ذات الوقت نجد ان البرلمان الذي اعلن ما يمسي بالاستقلال كان 70%من نوابه من النخبة ذاتهم او اقربائهم (تصدير النواب الي الهامش) في تناقضآ واضح وفاضح حيث كان نواب الهامش يمثلون 10%فقط في الوقت الذي يشكل الهامش 89%من اجمالي سكان السودان اذن تبدلت المستعمر الخارجي بأخر داخلي سيطرة اقلية علي الاغلبية عن الطريق (القوادة الرسمية للاستعمار) بسبب هذه القوادة تنازل المستعمرالخارجي عن السودان لصالح حليف ممتاز (النخبة النيلية )ينفذ سياساته وإلا ماذا سنقول عندما نبحث في دهاليز الارشيف البريطاني ونطالع نص البرقيةالتي تحمل الرقم 388الصادرة عن رئاسة وزراء البريطانية وحمله وزير الخارجية البريطاني السيد هارولد مكميلان متجهآ بها الي مصر في شهر اغسطس من العام 1952ليسلمه الي السفير البريطاني في القاهرة السيد تيرلفيان ??? والمذكرة هذه كانت عقابآ لمصر وعبدالناصر الذي ابرم صفقة سلاح سرية مع يوغسلافيا الشوعية والصراع الغربي والشرقي في اوج فتراته :_ هنا نص البرقية التي تقول (نحن الان لسنا بحاجة لمراعاءة مشاعر المصريين كما كنا نفعل دومآ لقد كان لنا مع مصر اتفاقيات لبقاء السودان تحت ادارة الحكومة المصرية ولكن الحكومة المصرية خرق الكثير منها فمن الان وصاعدآ سوف نقوم بدعم عملية حصول السودانيين لحق تقرير مصيرهم ووجدنا ترحيبآ واسعآ من العديد منهم واخبرت رئيس وزراء السودان بذلك بان حكومة جلالة الملكة سوف تعترف باستقلالهم واخبرته ايضآ بان الاستقلال يجب ان يكون من داخل البرلمان حتي نتفادي اي احتجاج مصري قد يقع )انتهي الي هنا نص البرقية ! فهنا انا لست بصدد نقد البرقية او تفنيتها ولكن اريد ان يعرف الجميع بان الاستقلال من داخل البرلمان ماهو الا مؤامرة بريطانية قام بتنفيذها احد ازرع الاستعمار والوريث له لاننا في الهامش طالما طاردتنا كلمة انتم من اقترحتهم الاستقلال من الداخل بواسطة نائبكم عبدالرحمن دبكه والان مرت 58عامآ منذ ذلك التاريخ و الهامش تسعي لتفكيك الدولة العميقة التي اورثته الاستعمار لازياله من الشلة النيلية وقد دفع اهل الهامش بارواح الملايين من ابناءه حتي فضل البعض منهم الانفصال وما تزال الاخرين يقاتلون ذات النخبة وجربو الدخول الي وكر النخبة بالقوة من قبل وربما قد يعيدون الكرة مرةاخري من يدري? اذا ما استمر الحال هكذا والان السودان علي مفترق طرق لان وريث النخبة الحاكم الان يرفض لغة السياسة فقط يعرف لغة السلاح والسلاح هو الوسيلة الوحيدة ايضآ لابناء الهامش للاستقلال الحقيقي الذي ينتظره الملايين
[email protected]