مع أخبار وتصريحات بأن الحرب في دارفور انخفضت أو انتهت، وتوقع صدور تقرير بهذا المعنى قريبا من الجنرال المتقاعد سكوت غرايشن، مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى السودان، شدد معارضو هذا الاتجاه حملتهم. لا تنتقد الحملة الرئيس أوباما أو الجنرال غرايشن مباشرة، لكنها تركز على «تنفيذ الوعود»، إشارة إلى تصريحات كان قالها أوباما في السنة الماضية عن «الإبادة» في دارفور. يخطط للحملة وينفذها تحالف تقوده منظمة «إنقاذ دارفور» في واشنطن، التي ظلت منذ خمس سنوات، رأس الرمح في الهجوم على حكومة السودان بسبب دارفور.
وهذه مقابلة مع جيري فاولر، رئيس المنظمة:
* في مقابلة مؤخرا مع مجلة «تايم»، قال الرئيس السوداني عمر البشير: «توجد في واشنطن جماعات ضغط أقوى من الحكومة الأميركية». وأشار إلى منظمات منها منظمتكم؟
– بقدر ما أتمنى لو أن لنا القوة التي وصفنا بها البشير، أود أن أقول إن المؤثر الأول على السياسة الأميركية نحو السودان هو سلوك حكومة البشير. شرد ملايين في دارفور، وقبل ذلك ملايين في جنوب السودان. وسبب موت مئات الآلاف في دارفور، وقبل ذلك مئات الآلاف في جنوب السودان. هذه الأفعال هي التي تؤثر على السياسة الأميركية نحو السودان، لا نحن.
* قال البشير إن تحميله مسؤولية القتلى في دارفور مثل تحميل الرئيس السابق بوش مسؤولية قتل الطائرات العسكرية الأميركية لمائة وخمسين شخصا في حفل عرس في أفغانستان في السنة الماضية؟
– خطط البشير ونفذ، ولمدة ثلاث سنوات على الأقل، حملة قتل ودمار في دارفور. واشرف على حملة منسقة ومنظمة قامت بها القوات المسلحة ومليشيات متحالفة معها، ذبحت عشرات الآلاف، ودمرت القرى، وهجرت ملايين الناس. كانت هذه حملة متعمدة.
* تصرون على تقديم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، رغم أن جامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي ومجموعة عدم الانحياز عارضت قرار المحكمة؟
– نحن نضغط على إدارة الرئيس أوباما لاتخاذ إجراءات لتحقيق السلام والاستقرار في السودان. في نفس الوقت، نحن نتعاون مع منظمات المجتمع المدني في أوروبا وأفريقيا والدول العربية للضغط على حكومات تلك الدول لتحقيق نفس الشيء.
نحن نتعاون مع «التحالف العربي من أجل دارفور» الذي يضم أربعين منظمة مدنية في الدول العربية. ومع «مجموعة دارفور» التي تضم خمسين منظمة مدنية أفريقية.
* هل تتفقون مع الجنرال المتقاعد سكوت غرايشن، عندما قال إن الإبادة انتهت في دارفور؟
– قال الجنرال غرايشن إن همه هو «بقايا ونتائج الإبادة». وفي وقت لاحق، قال: «لا أقول إن الإبادة انتهت». على أي حال، نحن نرى خطأ التركيز، في الوقت الحاضر، على هذه الكلمة. ونرى أهمية التركيز على خروقات حقوق الإنسان المستمرة اليوم في دارفور.
* ماذا تقصدون من شعار «إنقاذ السودان»، بعد أن كنتم ترفعون شعار «إنقاذ دارفور»؟
– ليقدر المجتمع الدولي على وضع خطة لإنهاء مشكلة دارفور، يجب أن يعرف أن مشكلة دارفور متصلة بمشاكل سياسية وأمنية في بقية السودان. لهذا نريد من الرئيس أوباما وضع استراتيجية لكل السودان: لإنقاذ دارفور، ولتنفيذ اتفاقية السلام مع الجنوب، ولإجراء إصلاحات سياسية، ولتغيير النظام السياسي الحالي القمعي.
* هل تؤيدون شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب؟
– يجب اتخاذ هذا القرار حسب القوانين التي تضع شروطا ومتطلبات له. وتعتبر أغلبية المعلومات عن هذا الموضوع سرية. لكن، تقول تقارير علنية إن حكومة السودان تساعد جيش الرب في جنوب السودان وأوغندا، الذي تضعه الحكومة الأميركية في قائمة الإرهاب.
* تنتقد منظمتكم بأنها «لا تستعمل ميزانيتها لمساعدة سكان دارفور، ولكن في حملات إعلامية»؟
– نحن منظمة دعوة. ولا ندعي أننا نقدم مساعدات مباشرة في السودان. لكن، تدعو حملتنا الحكومة الأميركية تقديم مساعدات إنسانية، بالإضافة إلى خطوات حل المشكلة.
* أيضا، تنتقد منظمتكم بأنها «تركز على التدخل العسكري الأميركي بدلا عن التركيز على حلول سياسية»؟
– نحن نؤيد عملية السلام الحالية في دارفور بقيادة القوات الدولية والأفريقية. ونحن نؤيد مفاوضات الدوحة. ونحن نريد من المجتمع الدولي الوصول إلى حلول لمشاكل دارفور وبقية السودان بدون اللجوء إلى العنف.
* أيضا، تنتقد منظمتكم بأن «اليهود نظموها»؟
– نحن تحالف يضم 190 منظمة من كل الأديان. والذين يعملون في مكتبنا دليل على ذلك.
محمد علي صالح
«الشرق الاوسط»