(CNN) — تنطلق في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، الثلاثاء، مباحثات سلام بين السودان ودولة جنوب السودان، هي الأولى منذ المواجهات العسكرية بينهما حول منطقة “هجليج” النفطية الشهر الماضي، تزامناً مع إعلان الجيش السوداني قراره بالانسحاب من “أبيبي” المتنازع عليها كبادرة حسن نية.
ويتربع الوضع الأمني على رأس جدول أعمال اللقاء، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، العبيد مروح، إن التوصل إلى اتفاق حول القضايا الأمنية يعتبر المدخل لحل بقية القضايا الخلافية.
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان، هايلي منكيريوس، عن تفاؤله إزاء النتائج المتوقعة مؤكدا أن الصراع بين الدولتين يهدد السلم والأمن الدوليين.
وأضاف منكيريوس أن المحادثات ستركز على خطة “خريطة الطريق” التي وضعها الاتحاد الأفريقي ومن بنودها التي وافق عليها الطرفان، تشكيل آلية لمراقبة الحدود، ووضع أطر عمل لمعالجة قضايا الحدود.
ويشار إلى أن الرئيس السوداني، عمر البشير، كان قد أكد في وقت سابق من الشهر الجاري بأنه لا محادثات مع دولة جنوب السودان قبل حل الخلاف القائم حول قضايا الأمن، مشدداً على أن “الأمم المتحدة لا تستطيع أن تفرض على السودان ما لا يريده”.
ويعود الطرفان مجدداً إلى طاولة المفاوضات لمناقشة استحقاقات اتفاقية عام 2005 التي كان من المقرر عقدها في إبريل/نيسان، لولا اندلاع حرب بين الجانبين في منطقة “هجليج” النفطية.
وأنهت اتفاقية السلام عقوداً من الحرب الدموية بين السودان وجنوبه حينذاك، راح ضحيتها أكثر من مليوني قتيل، وفق تقديرات دولية، ونال بموجبها الجنوب استقلاله في يوليو/تموز الفائت، وظلت بعض القضايا الخلافية عالقة، كترسيم الحدود ووضع منطقة أبيي والمواطنة والنفط.
ويصر جنوب السودان على أن يسحب السودان قواته من منطقة أبيي المتنازع عليها، في حين تتهم الخرطوم جارتها الدولة الجارة بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال في النيل الأزرق وجنوب كردفان.
هذا وقد استبق السودان مباحثات أديس أبابا بالإعلان عن نيته سحب قواته من “أبيي.”
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد سعد، الاثنين، إن الجيش سيسحب جميع قواته من منطقة أبيي المتنازع عليها والتي تقع على الحدود مع جنوب السودان، تنفيذاً لطلب مجلس الأمن الدولي الأخير بالانسحاب.
وأوضح الصوارمي للصحفيين، أن الجيش السوداني قرر إعادة نشر قواته في مناطق خارج أبيي، مشيراً إلى أن سحب وحدات الجيش خارج المنطقة يأتي تعبيراً عن حسن نوايا السودان لإنجاح المفاوضات المرتقبة، طبقاً لما أوردت وكالة الأنباء السودانية، سونا.