الافتتاحية – كلمة صحيفة صدى الاحداث : ليس المهم ان تطرح مشروعا ما او فكرة ما ولكن الاهم من كل ذلك ان يكون للمشروع خطط واليات ووسائل عملية لانجازه , فلا يكفي ان نقدم للناس فكرة مهما كانت اهمية وحاجة المجتمع للفكرة بل يبقى نجاح المشروع رهين بطرق الانجاز ووسائله وادواته.
الحوار الذي طرحه الرئيس البشير في ظاهره مشروعا مهما والشعب السوداني في امس الحاجة لان يتحاور , ليس للمرحلة التي نمر بها فحسب ولكن اعتقد ان الشعب السوداني ومنذ الحراك الوطني الذي سبق وصاحب الاستقلال لم يتح له فرصة لاجراء حوار وطني شامل لكل القضايا التي تهم الوطن .
لم يكن خطاب الازهري في الاستقلال مجمع عليه بين مكونات الوطن وقتها ربما فقط في جزئية ضرورة خروج المستعمر وهو حدث احدث اجماعا كبيرا ولكن النقطة الجدلية والتي ربما ساهم في ما نحن فيه اليوم ومضى عليه من اتوا بعد جيل الاستقلال هي مسألة الهوية والتي هي نفطة مهمة في جهة تكوين دولة المواطنة التي لا وصاية لاحد بل كل المواطنون سواسية من حيث الحقوق والواجبات , ولا فرض لثقافة ولا اقصاء لاخرى بل تتاح الفرصة للجميع للتعبير عن انفسهم ولتكن بعد ذلك التنافس فيما يقدم كل شخص وقدراته.
الحوار يجب ان يشمل الجميع ,ليس مقبولا ان ندعو القوى المسلحة للحوار بعد ان تلقي سلاحها !! لماذا لا يكون سلاح المقاومة جزء من الحوار ؟؟ اذا استجابت الجبهة الثورية للدعوة والقت السلاح واتت للحوار اذن لا معنى للحوار لان الجبهة الثورية حملت السلاح نتيجة للنقاط التي طرحت الان للحوار وهي عمليات الاقصاء وخلل تقاسم السلطة والثروة واهمال قوى الريف والفساد والهو ية والتنمية المتوازنة, فالمطلوب دعوة الجميع دون فوقية او تعالي ليس هناك احد افضل من الاخرين ولا يملك احد فيتو وطني من دون الاخرين , فان اراد البشير حوارا جادا ان يكون قدر التحدي ويعامل قوى التحرر بذات المستوى الذي يعامل بها كل القوى, وواهم من يظن ان وجود الجبهة الثورية خارج اطار الحوار سينعدل الامر في وطننا , لكنني اجزم ان بالجميع سنسير بالاتجاه الصحيح.
لا اجد مبررا للمنابر التي تجري الان والافضل للجميع عوضا عن عملية العلاقات العامة التي يديرها حكومة المؤتمر الوطني ان يسرع بعملية الحوار وان يكون حوار الجبهة الثورية مجتمعة هي الوسيلة الانجع لحل الازمة.
اذن الحوار الذي يريده الشعب السوداني هو حوار الند بالند وليس حوار الاحتواء , بمعنى ان يكون المؤتمر الوطني وصيا على الاخرين .ولكن المطلوب اولا من البشير ان يحرر الدولة السودانية من المؤتمر الوطني ووصايته على كل مفاصل الدولة وان نفرق بين الدولة والحزب , وان تسلم وسائل الاعلام للشعب بمعنى ان يكون التلفزيون القومي والاذاعة ملكا لجميع القوى , ويؤتى بخبراء يديرون دفة وسائل الاعلام القومية ليعود اليها قوميتها وكذا كل المؤسسات التي سلبت بل جيرت باسم المؤتمر الوطني , عندها فقط نكون قد حددنا نقطة البداية.
ومن ثم تحديد بشكل دقيق محاور الحوار من كل القوى وبلا وصاية كما زكرت انفا.
فالمطلوب من البشير خطوات وخطوات وان يتجرد وينزل الى مستوى رجل دولة وليس رجل حزب وكيان وجهة ويثبت للشعب السوداني انه رئيس لكل السودانيين يسهر من اجل مصالحهم عندها فقط يمكن ان ينطلق الحوار الذي يريده الشعب وليس ما يريده المؤتمر الوطني.