بقلم: زكريا بنقو
التعليم ضرورة من ضرورات الحياة، وهو
الركيزة الأساسية لتطور ونماء المجتمعات.
ويمثل الجسر الوحيد الضامن للمستقبل، كما يؤدي أيضاً الي توسعه المدارك والقدرة علي الفهم والإدراك والاستيعاب بتحليل القضايا والتعميمات بأكثر من زاوية.
بالإضافة الي أن التعليم يشكل وسيلة للتغلب علي المشاكل التي تواجه المجتمعات علي شتي الأصعدة.
وهو ترياق بالطبع ضد سيطرة أفكار وأكاذيب مضللة للمجتمع تبث عبر أفراد دخيلة تريد نشر الشر.
علي مدار سنين حكم النظام، وعبر مراحل وأحداث عدة، هناك إستهداف ممنهج ومنظم من قبل أجهزته القمعية الباطشة تجاه شريحة طلاب دارفور بالجامعات السودانية المختلفة.
درج النظام علي أتباع سياسة الاغتيالات وإلصاق التهم جزافاً علي طلاب دارفور.
بداية هذا الإستهداف كان في بواكير العام2003م مع انطلاقة شرارة بركان ثورة الهامش الذي أندلع بالإقليم، في تلك الأثناء كان أغتيال الطالب بكلية التجارة جامعة النيلين الشريف حسب الله شريف، الذي اغتيل بواسطة طلق ناري بعد مشاركته في تظاهرة طلابية.
ولم تمضي الحادثة طويلاً حتي فجع الحزن مجدداً باعتقال الطالب بكلية
التربية جامعة الخرطوم محمد موسي بحرالدين من أمام الكلية حتي عثر علي جثته بأحدي أزقة منطقة القمارير أمدرمان علي آثار تعذيب 2010م.
وبعد ذلك العام مباشرة أغتيل الطالب حافظ حسن انقابو الطالب بجامعة الدلنج بدم بارد.
في العام 2012م الحدث كان بجامعة زالنجي قتل ثلاث طلاب بينهم الطالبة إخلاص يوسف آدم اثناء زيارة رئيس البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور جِبْرِيل باسولي حينها لجامعة زالنجي للمشاركة في ندوة عن إتفاق الدوحة نظمت هناك.
وفي ذات العام أغتيل الطالب بجامعة أمدرمان الإسلامية كلية الزراعة ناشط بالجبهة الشعبية المتحدة الجناح الطلابي لحركة تحرير السودان/ عبدالواحد نور، خرج الشهيد من منزلهم إثر مكالمة ولم يعد حتي وجد جثة هامدة، ذكر التقرير بأن سبب الوفاة نزيف داخلي يرجح انه نتاج تعرضه لتعذيب شديد وضربه باله حادة.
كما قتل أربعة طلاب من دارفور في جامعة الجزيرة عقب اعتصامات بسبب الرسوم الدراسية 2013م.
وفي العام 2014م تم اختطاف الطالب بكلية الاقتصاد جامعة نيالا محمد سليمان وعثر علي جثته ملقية في نواحي المدينة.
وفي نفس العام أغتيل الطالب علي أبكر موسي، جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد بطلق ناري اصابه في الصدر.
هذه حصيلة الاغتيالات المدبرة والتي فقدت فيها أرواح بريئة كانت تبحث وتنشد لمستقبل زاهر وناضر للوطن.
عند إمعان النظر جيداً في الأحداث والمحطات البطوليةالتي تزلزل عرش النظام، نجد أن كبش الفداء هم ابناء دارفور خاصة شريحة الطلاب.
عندما دخلت قوات حركة العدل والمساواة السودانية مقر رأس الافعي في عملية الذراع الطويل.
ولجت أجهزة النظام علي اعتقال كل من ينتمي الي دارفور، وكان للطلاب نصيب الاسد في تلك المآسي.
مما عكس سلباً علي مسيرة العديد منهم.
والمؤسف حقاً بأن ظلال الثورة الشعبية التي بدأت جذوتها هذه الأيام من مدينة الحديد والنار (عطبرة)، وامتدت الي العديد من المدن الآخري بجانب العاصمة.
وإسقاط النظام هو مطلب الأساسي والشعار الطاغي في هذه المظاهرات.
دفعت الأجهزة الأمنية الي إعداد المسرحية القديمة بكامل فصولها، وإلصاق التهم تجاه طلاب دارفور زعماً بانهم خلايا مدعومة من الموساد الاسرائيلي، كل ذلك لحصد المزيد من الأرواح.
إذاً ما الذي يدفع النظام الي تنفيذ فصول هذه المسرحية؟
هناك قصد متعمد لنثر بذور الكراهية بين أبناء الوطن، وضرب اسفين الشقاق حتي تذهب دارفور كما ذهبت بالأمس الجنوب.
هذا النظام لا يعنيه وحدة تراب الوطن بقدر ما يهمه البقاء في سدةالحكم.
في ذات الصدد أن دعاة الانفصال من ابناء الإقليم، اصبح لديهم رؤية مختلفة من سابقتها.
خاصة بعد انبثاق الوعي الثوري والجماهيري، وتكذيب إدعاءات النظام.
والذي ظهر جلياً في مساندة طلاب دارفور الأبرياء، الذين جري إعتقالهم في الأيام الفائتة.
كل ذلك أدي الي توحيد رؤي الشعب، ومعرفة أن النظام هو السبب الحقيقي لكل الأزمات.
بذلك تكتمل دائرة الانتفاضة، ويذهب النظام الي مذبلة التاريخ.