مؤتمر مانحي إعمار دارفور في القاهرة يجمع نحو 850 مليون دولار
القاهرة – «الحياة»
لم يتمكن المؤتمر الدولي للمانحين لتنمية وإعمار دارفور الذي عقد في القاهرة أمس، من جمع أكثر من 850 مليون دولار لإقامة مشاريع تنموية في الإقليم، في وقت كان يسعى إلى جمع بليوني دولار. وعُلم أن دولاً ومنظمات شاركت في المؤتمر رهنت تقديم مساعدات بحدوث تقدم في العملية السياسية في دارفور وإحلال السلام في الإقليم، فيما امتنع آخرون عن تقديم مساعدات بسبب «عدم اليقين في ما يخص طريقة صرفها».
وكان وزيرا خارجية مصر أحمد أبو الغيط وتركيا أحمد داود أوغلو والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري عبدالله آل محمود ومسؤولون دوليون وإقليميون دعوا في كلماتهم أمام المؤتمر، إلى تأمين دعم مادي للسودان من أجل تنمية دارفور. وشددوا على أن التنمية ضرورة لحل مشكلة الإقليم.
واختتم أمس المؤتمر الدولي للمانحين لتنمية وإعمار دارفور الذي عقد تحت شعار «التنمية من أجل السلام» برئاسة مصرية – تركية وبرعاية منظمة المؤتمر الإسلامي ومشاركة مئة دولة إضافة إلى كثير من المنظمات الدولية والإقليمية والحكومية ومنظمات المجتمع المدني وكثير من الدول المانحة والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وتلا أبو الغيط البيان الختامي للمؤتمر في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مشيراً إلى أن جملة التعهدات بلغت نحو 850 مليون دولار قدمها البنك الإسلامي للتنمية وقطر والبرازيل والمغرب وإستراليا والجزائر وبعض المنظمات غير الحكومية النشطة.
وأضاف أن «كثيرين قالوا إنهم ينوون تقديم الدعم المالي طبقاً للآليات القائمة لديهم، ومنها دول كثيرة بينها مصر التي لديها أسلوبها الخاص في تقديم المساعدات، وكذلك الولايات المتحدة التي قدمت 6 بلايين دولار في السنوات الماضية وستقدم نحو 528 مليون دولار في السنوات المقبلة، والنروج وكندا التي ستقدم 100 مليون دولار، فيما ستقدم فرنسا 75 مليوناً والسعودية 40 مليوناً». وأضاف أن وفوداً عدة «أعلنت استمرار تقديم برامج الدعم والمساعدة التنموية، مثل الكويت وإيران وماليزيا وهولندا».
وأشار إلى أن «الدعم المباشر وصل إلى 841 مليون دولار، إضافة إلى مساعدات غير مباشرة. وهناك الكثير الذي لم نعلن عنه… المؤتمر حقق الهدف منه». وأضاف: «اتفقنا على إقامة مصرف برأسمال بليوني دولار لإعادة إعمار دارفور، وهو الذي سيقوم باستلام كل المبالغ والأموال، كما اتفقنا على تكليف الدكتور إحسان أوغلو بالدعوة إلى اجتماع تشارك فيه منظمة المؤتمر الإسلامي ومصر وتركيا والسعودية وقطر والسودان، لأن هذا المصرف يجب أن يكون على أرض السودان، ولا يجب أن تكون لديه بيروقراطية تستهلك الأموال بدلاً من إنفاقها على شعب دارفور». وأعرب عن ثقته في أنه «عندما تستقر الأوضاع تماماً وفي شكل واضح سيأتي الكثير من الدعم».
من جانبه، قال داود أوغلو: «لن نتمكن من تحقيق تنمية حقيقية دون العملية السياسية والعكس، واليوم وضعت خطة عمل عملية من أجل تنمية دارفور… وتركيا ستستمر في دعم السودان»، مشيراً إلى أن بلاده قدمت منحة تصل إلى 150 مليون دولار خلال السنوات الأربع الماضية، وستقدم 70 مليون دولار خلال السنوات المقبلة.
من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إن «المبلغ الذي تم الإعلان عنه يعبر عن التزام الدول المانحة بمساعدة أهل دارفور، وهذه بداية موفقة وتعد خطوة جديدة في طريق تحقيق الفلسفة الجديدة للمؤتمر الإسلامي، وهي التضامن في العمل». وأضاف أن «الكثير من الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة وكندا والدول الأوروبية واستراليا واليابان قدمت إسهامات مهمة جداً وتعهدت استمرار الدعم لأهالي دارفور». وأضاف أن «هذه عملية مستمرة ومبلغ البليوني دولار الذي وضعته ليس هو النهاية، فنحن وصلنا إلى ما يقارب نصفه، وهذه العملية ستستمر وعندما ننتهي من دراسة المشاريع فإن هذا المبلغ سيصل إلى بليوني دولار».
وحضر المؤتمر رئيس «لجنة حكماء أفريقيا» ثابو مبيكي والمبعوث الخاص المشترك للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المفوضية الأفريقية في دارفور إبراهيم غمباري وكبير مساعدي الرئيس السوداني مني أركو مناوي ورئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد علي.
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن «التضامن والتكامل الهادف إلى إعادة إعمار وتنمية دارفور عمل مطلوب وعاجل». وقال إن هذا المؤتمر «يأتي في لحظة سياسية فارقة تجمع في ظلها العمل العربي والأفريقي والدولي في حركة جماعية من أجل دفع المحاور السياسية والأمنية والتنموية معاً بنجاح، بالتوافق مع حكومة السوادن».
وأضاف أن «الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي سيشهدها السوادن قبل منتصف الشهر المقبل وارتباطها الوثيق بالاستفتاء على حق تقرير المصير لجنوب السوادن في بداية 2011 تستوجب تكثيف الجهود وتنشيط التحركات لتسوية المشاكل العالقة ليتم تحقيق المطلوب بما يخلق ويؤسس مناخ السلام والاستقرار للسوادن وجيرانه».