بقلم:عبد العزيز التوم ابراهيم
علي الرغم من أن الطلاب يمثلون ذوات فاعلة في أي مجتمع من المجتمعات ،إلا أن دور طلابنا أصابته حالة من الفتور والإعياء، وبهذا الصدد بدت في الأفق عدد من الاستفهامات: من وراء هذه المعضلة ؟ هل الطلاب هم من يتحملون الوزر أم هناك آليات اشتغال أخري خارجة عن إرادتهم ؟،وهل الخلل الذي اعتري منظومة الطلاب يرتبط وجودا وعدما مع تدهور الشامل للمنظومة الاجتماعية السودانية سياسية واقتصادا وأخلاقا…..الخ ؟ أي اعلي مراخي الوصف للإنسان السوداني المهدور….وكثيرا ما يتحدثون أن الطلاب في الماضي كان لهم القدح المعلي في المسائل الاجتماعية والسياسية ،يشاركونهم في همومهم اليومية ويشاطرونهم في آلامهم ومراراتهم ، وتتجسد ذالك جليا في طبيعة الثورات والانتفاضات التي غيرت بعض الموازين السياسية ،كان الطلاب هم الفاعلون الاساسيون،إذن ما الذي الم بطالب اليوم؟!! هل أراد طالب اليوم بنفسه أن يكون انصرا فيا أم هنالك عوامل وراء هذا التراجع ؟ أنا لست من معسكر الذين ينكبون بالاتهامات للطلاب ويحملونهم كل مسئولية الفشل والجمود ،وابرر موقفي هذا ليس هنالك شيء في هذا الوجود يأتي من فراغ لابد من مسبب ،ولو أجرينا مقارنة ما بين طالب الماضي واليوم سوف نجد أن هناك شروط وعوامل وظروف، من مكتبة مكتملة وأستاذ مؤهل ومنهج دراسي والبيئة الجامعية وغيرها من الوسائل التعليمية لم تكن متاحة لطالب اليوم، وبالتالي كل هذه العوامل مجتمعة جعل من طالب اليوم إنسانا عاجزا عن وعيه للذاته وللتاريخ وعن رسالته في المجتمع ،ومع ذالك نحملهم المسئولية !!أما بعض الناس يسندون حجتهم هذا ،أن طالب اليوم توفرت له من الوسائل ما كانت متاحة لطالب الماضي ،لان طالب اليوم وجد في عصر تتدفق فيه المعلومات نتيجة للثورة المعلوماتية الهائلة والانترنت ،ولكن نقول لأصحاب هذه الحجة ما معني أن تبني مستشفي عالية جدا وفي كل المواصفات والمقاييس الحديثة في ظل أن المرضي لا يستطيعون أن يتحصلوا أو يتلقوا العلاج من تلك المستشفي !!! كحال طلابنا اليوم معظمهم لا يستطيعون التعامل مع الانترنت ،بل اغلب جامعتنا تخلو من الحواسيب حتى يتسنى للطلاب التعامل مع الكمبيوتر ،إذن أي حظ وأي تكنولوجيا يتحدثون عنها؟!!!.
إن الحقيقة التي يغفل عنها كثير من الناس هي : أن الإشكاليات والسياسات التعليمية كان محصلة الجدلية النهائية لإنتاج طالب عاجز عن دوره ووعيه لذاته وللتاريخ ،ولا يمكن انتشاله من هذه الوضعية ما لم يتم الركون حول جذور الحقيقية ومسببات وكوامن الأزمة بدلا من إلقاء التهم واللائمات علي الطالب المفعول به ،وقديما قال الشاعر :ألقاه في اليم مكتوفا…..وقال إياك أن تبتل بالماء .وبما أن طبيعة الأنظمة الشمولية التي تعتبر المعرفة والوعي عدوها الأول، إلا أن نظام الإنقاذ جاء بأدبيات لم تكن معروفة ،لان العملية التعليمية تم تكييفها بما يتماشي مع سياسات وايدولوجيا المؤتمر، الوطني والذي عمل تصفية المؤسسات التعليمية تحت دعاوي ومبررات ثورة التعليم العالي ،وما ثورة التعليم العالي إلا آلية لإنتاج طلاب عاجزين وانصرافيين ،وهذا ما يرمي إليه نظام الإنقاذ.