لماذا لم تقبض الكويت على الرئيس البشير وتسلمه لمحكمة الجنايات الدولية ؟ ( مع فيديو ) ؟
1- الكويت تهاجم والسودان يدعم اسرائيل في سان بطرسبرغ ؟
المهندس الميكانيكي مرزوق علي الغانم ( 49 سنة ) هو رئيس مجلس الامة (البرلمان) في الكويت.
في يوم الاربعاء 18 اكتوبر 2017 ، دخل الغانم التاريخ من اوسع ابوابه . في ذلك اليوم التاريخي ، وفي الجلسة الختامية للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي ، في مؤتمرها الـ 137 الذي انعقد في مدينة سان بطرسبرغ (ليننغراد سابقا) في روسيا، صرخ الغانم في الوفد الاسرائيلي مطالباً بطردهم من قاعة الاجتماعات ، للجرائم التي ترتكبها إسرائيل في فلسط
ين .
ختم الغانم مرافعته ، صارخاً في رئيس الوفد الاسرائيلي :
« ان لم تستح فاصنع ما شئت ».
تجد صرخة الغانم المدوية على الفيديو في الرابط ادناه :
http://elaph.com/Web/News/2017/10/1172695.html?entry=Kuwait
تلقى المؤتمرون صرخة الضمير هذه بالتصفيق المدوي، وهتف بعضهم لفلسطين، مما اضطر المندوب الاسرائيلي بأن يخرج مدحوراً، بينما المؤتمرون يواصلون التصفيق ويهتفون بالحرية لفلسطين.
إلا بعض الوفود العربية ، ومنها الوفد السوداني ، التي إستعصمت بالصمت .
2- البرفسور ابراهيم احمد عمر ؟
في مساء الخميس 19 اكتوبر 2017 ، إستشهد مُعلّق البرنامج المسائي على شاشة ( السعودية 24 ) ، بحديث جانبي وخاص إدعى إنه صادر من رئيس وفد السودان البرفسور ابراهيم احمد عمر ( 79 سنة ) . وصف المعلق البروفسور ابراهيم احمد عمر بالموضوعية والعقلانية والدبلوماسية الهادئة . هدؤ الشيوخ في مقابل فورة الشباب لدى الغانم .
حسب إدعاء المعلق التلفزيوني :
+ تحفظ البروفسور ابراهيم على صرخة الغانم غير الدبلوماسية ، في إجتماع لا محل فيه للصراخ من الإعراب ، بل للمجادلة بالتي هي احسن .
+ إتهم البروفسور ابراهيم زميله الشاب الغانم بالبحث عن البطولات الوهميّة، واعتبر أن هُجومه على الوفد الإسرائيلي، وطَرده له “مُؤقّتاً” من القاعة، ليس إلا استعراض عضلات كلامي، لا يخدم القضيّة الفِلسطينيّة.
+ طلب البروفسور ابراهيم من زميله الشاب الغانم أن يطرد إُسرائيل من فلسطين كلها، إن كان بالفعل يُؤمن أن إسرائيل، مُحتلّة وقَتلة أطفال.
يمكنك متابعة التعليق التلفزيوني المذكور اعلاه على موقع أخبار
24 akhbaar24.com
بواسطة أخبار 24 أندرويد.
بعدها ، شنت مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت هجوماً مقذعاً ضد البروفسور ابراهيم احمد عمر ، وإتهمته ورئيسه الرئيس البشير بالفساد وسرقة المال العام من افواه الجوعى في السودان .
اشارت هذه المواقع لتسريبات الويكيليكس التي كشفت ان ابن البروفسور ابراهيم احمد عمر واسمه اسماعيل ( 45 سنة ) توفاه الله في لندن عام 2004 ، تاركاً في حسابه في بنك لويدز 25 مليون دولار من اموال جوعى السودان ، التي حولها والده له . كما اشارت الويكيليكس لحساب الرئيس البشير في نفس البنك ، ويحتوي على 9 مليار دولار … الكترابة .
نشرت مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت تسريبات الويكيليكس ، التي تجدها على الرابط ادناه :
https://www.theguardian.com/world/2010/dec/17/wikileaks-sudanese-president-cash-london
خلصت مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت بان اسلام البروفسور ابراهيم احمد عمر هو اسلام العبادات وليس المعاملات … إسلام الغسيل اليومي للآثام والسرقات في الصلاة ، والغسيل الشهري في الصوم ، والغسيل السنوي في الحج … وبعدها تبدأ السرقات ويبدأ التدليس والكذب والجرائم ضد الآخر حتى الغسيل المقبل .
ثمنت مواقع التواصل الاجتماعي عالياً مَوقف الغانم ، ووصفته بالمشرّف والبطولي ، وإستهجنت تصرفات وكلامات البروفسور ابراهيم احمد عمر .
ولا نجزم من جانبنا بان التصرفات والكلامات المنسوبة للبروفسور ابراهيم احمد عمر صحيحة ، وليست مفبركة ، في زمن الحقيقة البديلة ، التي يملك ترامب ملكيتها الفكرية .
ولكن ردّات الفعل العربيّة والإسلاميّة الفخورة بالغانم، سواء كانت رسميّة أو على مواقع التواصل الاجتماعي، تمثل الرد المُناسب على كل من يُشكّك بحقيقة موقف العرب من إسرائيل وعدوانها الغاشم ، وعدم التطبيع معها ، بل عزلها وتعريتها وفضحها في المحافل الدولية .
3- ISRAEL NEWS 24
أشار موقع
ISRAEL NEWS 24
إلى وجود تنسيق وكلامات تحت الطاولة بين إسرائيل وعدة دول عربية من بينها السودان ، بسبب أنّ ما يجمع بين الطرفين هو العداء المشترك لإيران.
تعرف ، يا حبيب ، إن أيوب قرا وزير الاتصالات في حكومة نتنياهو، والنائب في الكنيست عن حزب الليكود ، مقرب من نتنياهو ويُعتبر ناطقًا غير رسميّ بلسانه في الأمور السياسيّة. دعا السيد ايوب السيد مبارك المهدي ، نائب رئيس الوزراء ووزير الاستثمار لزيارته في القدس لفتح حوار بينهما حول افق التنسيق والتعاون بين السودان واسرائيل ، وصولاً إلى التطبيع بين البلدين . وكما تعرف ، يا حبيب ، فإن السيد مبارك ، في يوم الأحد 20 أغسطس 2017 ، قد صرح عن تأييده ( الشخصي ) لإقامة علاقات مع إسرائيل ، وتطبيع العلاقات معها. وقال إنه لا يرى أي مانع في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، خصوصاً وأن الفلسطينيين ، أصحاب اللحم والرأس ، قد قاموا بتطبيع العلاقات معها . كما ادعى السيد مبارك أن حركة حماس أيضا تجري حوارا مع إسرائيل ، مضيفا أن الأمر قد يكون مفيدا لمصالح السودان .
والأهم في تصريحات السيد مبارك إنه لم يصدر بيان من نظام الإنقاذ يتبرأ من تصريحات السيد مبارك ، والسكوت في هذه الحالة ، كما في حالة العروس ، علامة الرضا ؟
4- صحيفة هارتس الاسرائيلية ؟
في يوم الخميس 19 اكتوبر 2017 ، ارسل امير الكويت رسالة إلى الغانم يشيد فيها ( بهذا الموقف المشرف الذي كان محل تقدير ممثلي الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة المحبة للسلام في هذا البرلمان الدولي والذي يجسد جليا موقف دولة الكويت الداعم للأشقاء الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة ونصرة قضيتهم العادلة) .
حسب صحيفة هارتس الاسرائيلية ، وبطلب من ادارة ترامب والامير محمد بن سلمان ، بدأ الرئيس البشير زيارة للكويت يوم الاحد 22 اكتوبر 2017 ، لمراجعة امير الكويت في رسالته المؤيدة لصراخ الغانم وطرده للوفد الاسرائيلي من قاعة الاجتماعات ، وموقف الأمير العدائي ضد إسرائيل ، التي صار الرئيس البشير ربيبها وابنها المدلل … ولكن من وراء جدر .
أمر لا يُصدق ، ولكننا نعيش في زمن العجائب … زمن ترامب الذي يدير العالم من خلال التويتر ؟
5- محنة الرئيس البشير ؟
ربما قال قائل بأن الرئيس البشير سافر للكويت لدعم المبادرة الكويتية لحلحلة الازمة القطرية ، او للشحدة ؛ وليس للتوسط لدى امير الكويت بترويق المنقة مع إسرائيل ، حامية النظم العربية من العدوان الايراني الغاشم القادم . إن كانت هذه أو تلك ، فقد ضحك الجميع من وساطة الرئيس البشير ، لعدة أسباب ، نختزل خمسة منها ادناه :
واحد :
كيف لمطلوب للعدالة الدولية ومتهم بالابادات الجماعية لبعض شعبه ان يكون وسيطاً ، وأدنى مقومات الوساطة توجب الاستقامة والنزاهة وسمو الاخلاق .
أتنين :
كيف لرئيس نظام موضوع على قائمة الدول الداعمة للإرهاب ، أن يكون وسيطاً ، ومتى صار الارهابيون او حتى المتهمون بالإرهاب وسطاء ؟
تلاتة :
يعاني السودان من حرب اهلية طاحنة في ثلاث من اقاليمه ، ويعيش السودانيون ضائقة معيشية خانقة . كان الاحرى بالرئيس البشير ان يركز على حلحلة مشاكل بلده الطاحنة بدلاً من الهروب إلى الأمام ، محاكياً الطهارة التي ترفع موسها وهي اول من يحتاج للطهور .
اربعة :
تكوين الوفد المصاحب للرئيس البشير يؤكد ان رحلة الرئيس البشير ليست للشحدة من الكويت بدليل غياب وزراء المالية والاقتصاد والتجارة ومحافظ بنك السودان من عضوية الوفد وتكوين الوفد من رئيس المخابرات والامن الوطني ووزير رئاسة الجمهورية ومدير مكتب الرئيس البشير ووزير الخارجية ، الامر الذي يؤكد ان الوفد في مهمة أمنية وسياسية ، وليست إقتصادية .
خمسة :
لم ينس الامير ان الرئيس البشير وقف مع صدام وضد الكويت في عدوان صدام على الكويت يوم الخميس 2 اغسطس 1990 ؟
في هذه الحالة ، هل يسمع الأمير كلام الرئيس ؟
مالكم يا قوم كيف تفكرون ؟
6- ﻫﺬﺍ ﺯﻣﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﻣﻬﺎﺯﻝ ﻓﺎﻣﺮﺣﻲ ..
كما هي العادة المتبعة في رحلات الرئيس البشير الخارجية ، طلب مكتب الرئيس البشير توكيدات فولاذية بأن الكويت لن تلقي القبض على الرئيس البشير وتسلمه لمحكمة الجنايات الدولية . جاء التوكيد من الامير شخصياً . إطمان الرئيس البشير لسلامته كون الكويت امارة تنفيذية ، يمثل الامير فيها السلطات الاربعة ، خصوصاً القضائية .
لهذا السبب ، لم يتم تفعيل الكويت لأمر القبض الصادر ضد الرئيس البشير من محكمة الجنايات الدولية !
في سياق مواز ، ردة فعل الشارع السوداني وترحيبه بموقف الغانم، لا شك ستجعل المخططين من جلاوزة الانقاذ للتقارب والتطبيع مع إسرائيل ، يعيدون حساباتهم، ويخططون من جديد لتجنب غضب الشارع السياسي ، وإن كان نظام الإنقاذ لا يقيم وزناً لراي الشارع السياسي ، مع جاهزية ميليشيات حميدتي لقمع الشارع السياسي .
يبقى السؤال قائماً :
هل وصل الإنبطاح أمام ترامب ومعشوقته إسرائيل بقادة نظام الانقاذ ان يقفوا في الخندق الإسرائيلي ضد فلسطين وقضيتها النبيلة ، في تكرار مكرور لمكيافلية غايتها البقاء في السلطة ، بأي وسيلة وضيعة كانت ؟
حقاً وصدقاً ﻫﺬﺍ ﺯﻣﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﻣﻬﺎﺯﻝ ﻓﺎﻣﺮﺣﻲ ..
وحقاً وصدقاً هذا زمان العار !