لماذا تصر الحكومة علي استفتاء اهل دارفور بشان الاقليم الواحد وهي التي قسمتها من قبل الي ثلاث بدون استفتاء؟؟!!
لم يكن التاريخ ليسجل حكومة لا اخلاقية ولا حياء لها كحكومة المؤتمر الوطني هذه التي ليست فقط تكيل بمكاييل كثيرة للسلعة الواحدة , بل تفعل ذلك بلا حياء ولا استحيا ء ولا خجل او وجل. فهاهي في محادثات ومفاوضات سلام دارفور في الدوحة تتعنت وتصر علي الا تعيد ولايات دارفور الثلاث الي اقليم واحد حسب طلب المفاوضين من ابناء دارفور باسم اهلها , وحجتها انها لن تفعل ذلك الا بعد ان تستشير اهل دارفور وتعرف رايهم في استفتاء عما اذا كانوا يريدون الاقليم الواحد ام لا ؟! , وكانها , أي الحكومة , قد اخذت رايهم من قبل عندما قسمت الاقليم الواحد الي ما هي عليه الان من ولايات ثلاث, متفرقين ايدي سبا ,عند مجيئها المشؤوم الي السلطة فجر الثلاثين من يونيو قبل اكثر من عشرين سنة كبيسة.
وحكومة الانقاذيين التي جاءت باسم الاسلام وفعلت ما لايقره الاسلام من ويلات ومحرمات , ما قسمت اقليم دارفور حينئذ الا انتقاما من اهلها الذين لم يعطوها الا نائبين فقط في انتخابات ما بعد انتفاضة ابريل وكان نصيب حزب الامة انذاك ثمانية وثلاثين نائبا , فاضمرت الجبهة القومية وقتها كل الحقد علي اهل دارفور وما ان سنحت لها الفرصة للسيطرة علي البلاد حتي بدات تنفس عن غضبتها وتصب حقدها علي اهل الاقليم المساكين فقسمتها بطريقة لن تكون دوائرها التي افرزت نواب الامة قائمة ابدا وامعنت في سياسة فرق تسد فالغت الادارة الاهلية وابتدعت ما اسمته بالامراء فجعلت في كل قبيلة اكثر من “امير” فتقاتل ابناء القبيلة الواحدة من الامراء الجدد نزاعا علي زعامة القبيلة وتقاتلت القبائل فيما بينها علي الحواكير المبتدعة حتي عمت الفوضي الاقليم ولا زالت.
وبرفضها الغير مقنع هذا وسحبها وفدها من الدوحة اثبتت المؤتمر الوطني بانها لا تريد السلام والخير البتة لاهل دارفور ولا لدارفور , وانها ما كانت لتظن ان محادثات الدوحة يمكن ان تذهب بعيدا الي هذا الحد في القرب والاقتراب من حل المشكلة التي بداتها وابتدعتها حكومات المركز التي يسيطر عليها الضالون والحاقدون من الفئة المعروفة بالحقد العنصري البغيض وزادت عليها حكومة المؤتمر الوطني باشتطاطها والمبالغة والغلو في ما تحمله من حقد وحسد لاهل دارفور. وما جلب شياطين الانس من الجنجويد ليفعلوا المنكرات باهل دارفورويهلكوا الحرث والنسل ويدنسوا المساجد ويقتلوا ائمتها وينجسوا مصاحفها , وما قصف طائرات الحكومة وبطيارين سودانيين يسمون انفسهم بالمسلمين لقري وبلدات اهل دارفور , الا ابلغ دليل علي عدم مراعاة هؤلاء الا ولا ذمة في كل ما هو دارفوري. حتي انهم طالوا الاطفال في ذلكم الشريط الفاضح الذي تناقلته وسائل الاعلام واليوتيوب وشاهد العالم اجمع كيف يعذبون الاطفال بعد غزو حركة العدل والمساواة امدرما في يباير قبل ثلاث اعوام, لا لشيئ الا لانهم من دارفور القت بهم الاقدار في لب العاصمة القومية وقتئذ.
فيا من تفاوضون هذه العصابة في الدوحة وغيرها , انصحكم بالا تضيعوا وقتكم معهم لانهم اصلا لايريدون سلاما وتقدما وازدهارا لدارفور وهم الذين منذ مجيئهم عطلوا واغلقوا المشاريع الانمائية التي كانت قائمة من قبل مجيئهم مثل مشروع السافنا وساق النعام ومشروع جبل مرة , وهم الذين سحبوا اليات تحديث وتطوير مطارات الفاشر ونيالا الي دنقلا وبامر النائب الاول الذي قضي نحبه في حادث طائرة بالناصر , وهم الذين اكلوا مال طريق الانقاذ الغربي ولايزالون يستزيدون من استثماراتها مليارات من الدولارات في بنوك سويسرا وماليزيا وبها اخرجوا البترول فازدادوا انتفاخا بعائداتها, وهلم جرا.
ولا يمكن لعاقل ان يقتنع بان مسالة الاقليم الواحد هي التي اوصلت محادثات الدوحة الي طريق مسدود امام امام اصرار حكومة المؤتمر الوطني علي استفتاء وهي التي قسمتها بلا استفتاء من قبل. ولكنها العزة بالاثم والاستعلاء غير المبرر والحقد والعناد , هذه هي التي ظلت تدفع هذه الثلة الي ما اتخذت من قرارات ظالمة من قبل ولا زالت الي ان توردها مورد الهلاك الذي هو قادم لا محالة.
محمد احمد معاذ