للواء حسب الله عمر: رسائل مباشرة.. والي الجميع

للواء حسب الله عمر: رسائل مباشرة.. والي الجميع 
مشاركات
 
هي مجموعة أولى من الرسائل المتنوعة في الشأن العام أردت بها تجاوز بعض صغائر النفس والنفوس، ولو مؤقتاً، مما يمكن أن يكون قد علق بها جراء ضجة أثيرت خلال الأيام الفائتة. مكتفياً بما أبنْتَه حولها من توضيحات أحسبها كافية لكل من ألقى السمع وهو بصير. وهي رسائل أردت بها أداء بعض دين على عاتقي، بحكم أنني قد توليت بعض شؤون الأمة، ولفترات ليست بالقصيرة. وفي مجالات من أخص خصائصها. اجتهدت قدر طاقتي لإنجازها على أفضل وجه. أصبت فيها وأخطأت، ولكنني تعلمت الكثير الذي آمل أن يجد فيه أهل السودان إسهاماً موجباً على طريق مسيرتهم الوطنية نحو آفاق أرحب. هي رسائل اخترت لها لغة سهلة ومباشرة. دون مقدمات، ولا شروح. ذلك أن الساحة السياسية السودانية قد بلغت قدراً من النضج يؤهلها لالتقاط المعاني مباشرة. قفزاً فوق المباني، فما حاجتنا من بعد ذلك للفزلكات البلهاء. • رسالة أولى إلى الذين يكتمون أنفاس الرئيس، يغبشون عليه الرؤية، ويِطَّوفون حوله دون أن تغيب عن ذواتهم أغراضهم الصغيرة. من جاهٍ أو منصبٍ أو مالٍ أو انتصارٍ لجهويةٍ أو عرقيةٍ. يتدافعون نحو تقديم المشورةِ الخاطئةِ والرأي التالفِ غير آبهين. لا يعصِمُهُم عن ذلك عاصمٌ. أقول لهم انْفَضُّوا إلى أهليكم يرحمكم الله. اتركوا المؤسساتِ الرسميةَ والحزبيةَ تعملُ عملَها. فشأنُ أهلِ السودانِ ارفعُ من قاماتِكم وأعظمُ مما تظنُّون. • رسالة ثانية : إلى إخوتي في التيّار الإسلامي العريض.رجالاً ونساءً. الذين افْنَوا العُمُرَ متجردين لخدمة الدين والوطن. وإلى الشباب منهم خاصة الذين نذروا أنفسهم يتأهبون لأخذ الراية واستكمال المسيرة.. أقول لهم تعالوا نُطهِّر ثوبنا مما لحق به من دنس. فلقد كان المسير شاقاً، والدرب طويلاً. فلنتخذها وقفة نراجع فيها الأنفس لا تعمى ونتلمس مواقع الخطى لا تزل، ونشحذ الهمم لا تقعد بنا. ولنتذكر أن ما أنجزناه ليس حجة.. لا على الدين ولا على الوطن. بل هو حجة على أنفسنا. واعلموا أن أهل السودان ما زالوا يحسنون بكم الظنَّ وينتظرون منكم المزيد، وانتم أهلٌ لذلك ما لزمتم الطريق. • ورسالة ثالثة :إلى جميع بني وطني في هذا السودان الواسع. إن الذي يجمعنا بكم في البدء كان فكرة قبل أن يكون حركة أو حزباً أو حكومة. فكرة قوامها العدل والحرية ونظافة اليد وعفة اللسان ونقاء السريرة وسمو المقصد ونصاعة الحجة والثبات على الحق والوفاء بالعهد وحب الخير للناس والتفاني في خدمتهم والسهر على أداء الواجب. فكرة تحثنا على إغاثة الملهوف ونصرة الضعيف وستر المعيب ولين الجانب وطيب المعشر وسماحة النفس والتسامي فوق الدنايا ورد الظالم ومقارعة الباطل والصدع بالحق والإقدام عند الفزع والتقهقر عند الطمع. فإن رأيتم من يتصف بغير صفاتنا هذه فوالله ثم تالله إنه ليس منا وإن أطال الجلباب وتلفع بالشال وحمل العصا وأرسل اللحية وأفتى في الدين وتصدر المجالس. فلا تؤاخذونا بما فعل ويفعل السفهاء منا. ولكم العهد أن تنظف صفوفنا منهم دون أن نطالبكم بدليل ولا برهان على سوء عملهم، فتلك مسؤولية الحكومة وحزبها وإن عجزنا عنها فليذهب الله بنا اليوم قبل الغد. فما على غير هذا اجتمعنا. • رسالة رابعة: إلى القوى السياسية السودانية كافة. لقد اتسمت تجربتنا السياسية منذ الاستقلال بالكثير من الأخطاء. ولكل منا فيها نصيب. دعونا نطوي تلك الصفحة ولا نسمح لتاريخنا وواقعنا أن يصادرا مستقبل أجيالنا القادمة، عبر نزاعات تافهة لا طائل من ورائها. فنحن شعب نابه متميز يستحق أفضل من هذا بكثير. وأمامنا الآن فرصة تاريخية. إن أضعناها أضعنا السودان. وإن أحسنا توظيفها قفزنا بالسودان فوق الحفر. وأرسينا دعائم نهضة شاملة نمتلك كل مقوماتها. ولتكن وسيلتنا إلى ذلك أن نتداعى إلى حوار حر وشامل ومتكافئ وعميق يخرج منه الجميع كاسبون. نقدم فيه التنازلات ليس لحزب ولا لفئة ولا لجهة أو فرد ولا إلى أنفسنا. ولكننا نقدمها تنازلات للوطن وللمواطن صاحب الحق الأصيل. ولننتهي بالحوار إلى الإجماع حول قضايا نتخذها ثوابت للأمة. نرسي بها ركائز الأمن القومي، حيث تنتفي من بعد ذلك مبررات الصراع حولها. فمن واقع مقاربتي لما يدور في الساحة لا استشعر ما يمنع التوافق حول ستة ركائز أساسية وهي دون ترتيب: ـ الوحدة الوطنية، حصنا من التفتت. ـ الهوية الثقافية والدينية، سياجاً للمجتمع ـ حرية الاقتصاد، أداة للتنمية ـ الديمقراطية الشفافة، وسيلة لتبادل السلطة ـ نبذ العنف، إرساء للأمن والاستقرار ـ حسن الجوار والانفتاح، منهجاً للتواصل مع الآخر لماذا لا نسمو بكل هذه المسلمات فوق حلبة الصراع. ومن بعد ذلك فليعذر بعضناً بعضاً في التفاصيل. وكيفية التطبيق. ولنجعلها مادة للتنافس السياسي بيننا دونما صراع، سعيا نحو تطوير وتقوية تجربتنا الوطنية عامة والسياسية على وجه الخصوص. • رسالة خامسة: الى الذين يَدَّعون الدفاع عن الشريعة.أقول والله الذي لا اله غيره، لا خطر يتهدد الشريعة اليوم أكثر من سلوك أدعيائها ولا أقول دعاتها. ولئن كان مبدأ تحكيم الشريعة قضية صراع بالأمس فما من قضية تحوز إجماعا بين السودانيين اليوم أكثر من الشريعة. فلا تفرغوا شعارات الإسلاميين من محتواها وتتخذونها وسيلة للتكسب السياسي. ولنغادر هذه المحطة لنجعل من أحكام الشريعة منهجاً يمشي بين الناس ويمشون به. يرونه ويحسونه في تفاصيل حياتهم اليومية. وأخيرا وليس آخرا… • رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية السودان اليوم يتلمس طريقه فرارا من أن يرتكس في مستنقع الأوحال. ومن حسن أقدار الله ولطفه بالسودانيين انك الآن على دفة القيادة. فلا تترك الوطن للرياح الهوج تعصف بمستقبله، وأنت من حزت من الرضا والقبول العام ما لم ينله زعيم سوداني من قبلك. لن تنقصك اليوم الرؤية. ولا القدرة. ولا الإرادة التي تضع الوطن بها على الطريق القويم الآمن. وجميع السودانيين تواقون لإعانتك على ذلك.. فافعل وأجرك من بعد ذلك على الله. وإلى لقاء آخر في مجموعة أخرى من الرسائل إن اقتضى الحال وأذن صاحب الإذن.. (بقلم: اللواء حسب الله)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *