حسن اسحق
هل سيقدم النظام علي تقديم تنازلات في هذه الفترة بالذات؟،وبدأ
يشعر بالزلزال تجاه حكمه ،وما المغزي من الحوار القادم مع قطاع
الشمال،وفي السابق صرح النظام لا حوار مع الجماعات المسلحة،وانه سيعفو
عنهم ،اذا تركوا السلاح. ان فكرة الحوار في ذاتها ،مفتاح لدخول الضو من
اجل مناقشة القضايا حول الحريات وكيف يحكم السودان،وصياغة الدستور الدائم
،والتمهيد لديمقراطية الاغلبية في السودان،وليست الديمقراطية الطائفية
التي تمثل نسبة ضئيلة من السودانيين.وهل الحركة الشعبية قطاع الشمال علي
قناعة ان التفاوض مع المؤتمر الوطني؟ ذا جدوي،وقبل ذلك وقعت اتفاق اديس
ابابا بين مالك عقار والقيادي السابق في المؤتمر الوطني نافع علي
نافع،والغاه البشير قبل تنفيذه، بعد هجوم اعلامي من الصحف الرافضة
للاتفاق.وهل الحركة الشعبية امتلكت قناعة الجلوس والحوار مع منظومة،تعلم
بتكتيكاتها،وعجزها علي تنفيذه، ونقض ما توقعه .الحكومة من هذا التفاوض
تريد ان تكسب الوقت حتي موعد الانتخابات المقبلة،وإرسال تشفيرات انها
جاهزة للجلوس مع الجميع،وان نتائج خطاب الرئيس الاخير،قبولها الحوار
كمنهج مع الاطراف،كما صرح غندور .لا نتائج من التفاوض او الحوار إلا في
سبيل تضييع الوقت .وان الحكومة تترتعد من الهزائم التي لحقت بها اخيرا
،والتقدم العسكري للجبهة الثورية،ونقل عملياتها العسكرية الي اراضي قرب
العاصمة ،وتفاوض اديس ابابا برعاية الاتحاد الافريقي ،حتي لو فتح طريقا
لدخول الادوية الي المنطقتين،لن يكون نجاحا، انها فرصة لا جدوي
منها،والمجتمع الدولي ومعه واشنطن،لا يريد من الشعوب السودانية ان تنهي
النظام بطريقتها ،تريد من الحكومة ان ترسم التغيير بطريقة الاملاء
الامريكي،حتي تضمن استمرار مصالحها الامنية والعسكرية في شرق
افريقيا،وتراه النظام الوحيد الذي ينتقدها علنا ،ويتعامل مع السياسات
الامنية الامريكية سرا .ان التفاوض المنتظر سوا مع الحركة العشبية
والمجموعات الاخري،يشبه الوثبة التي جمع فيها من يريدون العودة الي
الحكم،بالتنازل عن فكرة إسقاط النظام الي الحوار معه . والفخ موضوع علي
ارض رملية ،يمكن رؤيتة من كل الابعاد ،يحبذ ان لا تطأته الارجل .في
المرات الفائتة تجرعوا من كوب السم،في حوارات وتفاوض ثمرتها لم تنضج
وقطفت من الشجرة . والتفاوض تقوده الجماهير السودانية وحدها،وستختار من
يحكمها،وادركت ان قلب الطاولة هو حل امثل ،ولا امل ننتظره من حكومة
البشير،والتفاوض مضيعة للوقت ..