تعهد المبعوث الرئاسي الاميركي الخاص الى السودان اسكوت غرايشن بتكثيف التعاون مع الخرطوم والمتمردين على حد سواء للمساعدة في تحقيق السلام في دارفور . مؤكداً انه يعارض تخفيف العقوبات على الحكومة السودانية، الأمر الذي اعتبرته الخرطوم تراجعاً عن موقفه السابق استجابة لضغوط من مجموعات متشددة.
وقال في حوار مع رويترز من مقر الامم المتحدة في نيويورك، ان حديثه امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاسبوع الماضي حول دعوته الى «استرخاء» في العقوبات الاميركية على السودان أسييء فهمه.
واضاف، انه يعارض تخفيف العقوبات على الحكومة السودانية، وزاد» بعض أنواع العقوبات التي ينبغي تعديلها هي تلك التي تمنع الولايات المتحدة من ارسال المعدات الثقيلة وغيرها من المعدات لتطوير جنوب السودان، الذي يستعد لاستفتاء على تقرير مصيره في عام2011 ، حول ما اذا كان سينفصل عن الشمال ام يبقى على حاله». كما رأى غرايشن ان تخفيف العقوبات الاميركية على السودان «سيساعد كثيرا في عملية السلام في دارفور»،وتعزيز اتفاق السلام الشامل.
واكد غرايشن، انه لا يعارض قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الرئيس عمر البشير، لكنه بحاجة لزيارة الخرطوم للمساعدة في إحلال السلام في السودان ،ولانقاذ الارواح في دارفور، وتطبيق السلام الشامل مما يتطلب حوارا مع الحكومة،
وتابع» وهذا ما نقوم به الان، لكن ذلك لا يقلل بأي شكل من الأشكال من التزامنا بضمان تحقيق العدالة».
وقال غرايشن ان سياسة الادارة الاميركية تجاه السودان ، من المنتظر أن تصدر في وقت لاحق من اغسطس الجاري، موضحا ان من ابرز العناصر الرئيسية في السياسة هي كيفية تسريع السلام في دارفور، وإنهاء الأزمة الإنسانية في الاقليم، وتطبيق اتفاق السلام في جنوب البلاد بصورة سلسة ، ووضع حد لما اسماه «حرب بالوكالة» بين السودان تشاد .
واوضح غرايشن، انه سيعمل جاهدا لتوحيد حركات دارفور واللاجئين في الشتات حتى يستطيعوا لعب دور في عملية السلام،ورأى انه من الضروري اجراء حوار مع مليشيات «الجنجويد» وغيرها من المجموعات المسلحة لتخفيف التوتر بين الخرطوم وانجمينا،مشيرا الى ان الحوار مع المتمردين حقق نتائج ايجابية.
لكن مسؤولا رئاسيا في الخرطوم، ابدى دهشته من موقف غرايشن، واعتبره تراجعا عن افاداته امام الكونغرس.
وقال لـ «الصحافة»، ان غرايشن حاول استرضاء «الصقور» في ادارة بارك اوباما الذين هاجموه، موضحا ان المبعوث سعى الى توضيح موقفه بصورة جعلته كأنه يتنصل عن رأيه، لافتا الى ان بعض مجموعات الضغط تقود حملة للتأثير على سياسة اوباما تجاه السودان لفرض خط متشدد في التعامل مع الخرطوم.
الصحافة