حسن اسحق
السلطة المطلقة تفسد فسادا مطلقا،عندما تتركز السلطة علي اقلية ، يسود رجال بعقلية العصابات (اللورد اكتون). كما قال اكتون ان الحرية تتطلب الحماية من سيطرة الاخرين، الامر الذي يتطلب ضبط النفس، وبالتالي لها تأثير ديني وروحي بالتعليم والمعرفة وحسن الصحة الجسدية والعقلية. جون امريش ادوارد اكتون، ولد في 10كانون الثاني 1834 في نابولي. من اسرة انجليزية، وكان اشد المدافعين عن الحريات الدينية والسياسية، وقال اكتون ان الكنيسة رسالتها حين تشجع علي البحث عن الحقيقة العلمية والتاريخية والفلسفية، وتشجع الحرية الفردية في المجال السياسي،واظهر اكتون خلال 1870 -1880 قاد الا بحاث حول العلاقة بين الحرية، التاريخ والدين، خلا ل هذه الفترة بدأ التفكير في ملامح التاريخ العالمي الذي يبين بالتفصيل اهمية العلاقة الدينية والحرية الشخصية، قدم اكتون عمله مثل الدفاع عن خير ومحبة الله، في العناية الالهية. ان القادة المفكرين دائما يخدمون الامة التي ينتمون اليها، في الشؤون الانسانية والسياسية والاجتماعية، والحرية تشكلركيزة الزاوية الاساسية لخطوة المجتمعات الي الامام، واما الحكام الديكتاتوريين، فيرون الحرية شرا وشيطانا يجب القضاء عليه، وليس خوفا من الفكرة التي قد تكون طريقا جديدا، يستفيدون منها، لكن لان الحرية والديكتاتورية لا يسيران علي نفس الطريق، بوصفه طريقا منبوذا وشائكا، والحرية تعمل علي تعرية النظام القامع، وتحفر عميقا لكشف الزيف الذي تتبناه السلطة. وعندما قال اكتون ان السلطة المطلقة تفسد فسادا مطلقا، اوضح ان الحكومة التي لا تجد رقابة شعبية قوية من الجمهور، سوف تنحرف من مسارها في توفير الحريات السياسية والدينية والثقافية، وستتسلط علي شعوبها. واضاف اكتون في مقولته الشهيرة، عندما تتركز السلطة علي يد اقلية، يسود رجال بعقلية العصابات، وهذا القول ينطبق علي نظام الرئيس السوداني عمر البشير، فهي مجموعة اقلية هيمنة علي رقاب السلاح بقوة السلا ح، ولذا كانت العقلية تنتهج عقل العصابة المحمية بالدستور والقانون. ولا تتحدث وتدافع عن الحريات، إلا في حدود تضمن لها تمرير مصالحها في الدولة، واكثر تحريضا علي العنف الديني، والتحريض ضد الاختلاف العقائدي، وحتي ان كانت تبعد نفسها عن المشهد،بترك الحبل علي القارب لجماعات دينية تقوم بما تريده ان يكون ،وهذا ما حدث قبل عامين بحرق كنيسة الجريف الانجيلية، والتضييق علي المسيحيين، واعتبارهم اقلية، في دولة اوهام تطبيق الشريعة الاسلامية في السودان.
[email protected]