ثروت قاسم [email protected] Facebook.com/TharwatGasimOfficial 1- مبادرة بومبيو ؟ في يوم الخميس 14 فبراير 2019 ، ومن وارسو عاصمة بولندة ، حيث يجاهد في طبخ عصيدة حلف الناتو العربي بملاح صفقة القرن … العصيدة التي تجعل من ايران العدو الحصري للاعراب ومن اسرائيل الحليف الاوثق لهم ، والملاح الذي يعني بالواضح الفاضح تصفية القضية الفلسطينية ، واقامة دولية فلسطين في قطاع غزة وبس ، كما يقول السودانة في سياق جد مختلف … من وارسو نطق وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو لاول مرة بعد حوالي شهرين من هبوب عاصفة الاربعاء 19 ديسمبر 2018 ، وقال نصاً : اليوم الامر جد صعب على السودانيين . نأمل ان تكون اصواتهم مسموعة ، وان يكون التغيير ، إن كان ثمة تغيير ، منهم وليس مدفوعاً بقوى خارجية . هل لاحظت ، يا حبيب ، عبارة ( إن كان ثمة تغيير ) ؟ وتعرف ، يا حبيب ، ان ادارة ترامب ، لا تحبذ تعديل الدستور لاستمرار الرئيس البشير رئيساً ، وطلب مساعد وزير الخارجية جون سوليفان ، عند زيارته الخرطوم في نوفمبر 2017 من وزير الخارجية ابراهيم غندور ، ان يطلب من الرئيس البشير عدم الترشح لولاية رئاسية اخرى في عام 2020 . ونقل البروف غندور الطلب الامريكي للرئيس البشير صرة في خيط . وتعرف ، يا حبيب ، ان الرئيس البشير غضب غضبة مضرية من المدعو جون سوليفان ، ومن وزير خارجيته ابراهيم غندور ، ببساطة لان عدم الترشح ، وبالتالي الفوز المضمون قبض ايد في انتخابات 2020، معناه ان يقع الرئيس البشير فريسة سهلة في الفك المفترس لمحكمة الجنايات الدولية ، بإنفاذ امر قبضها ضده ، ومحاكمته في لاهاي ، وسجنه بقية عمره ، في زنازين سجون لاهاي الساقتة . صار امر القبض المبتدأ والنهاية في الحراك السوداني ، والباقي تفاصيل . نختزل ادناه ، مثالاً وليس حصراً ، اتنين من تداعيات الغضبة الجعلوية : اولاً : + في يوم الخميس 19 ابريل 2018 ، فقد البروف غندور وظيفته كوزير خارجية بقشة قصمت ظهر بعيره ، ولكن السبب الحقيقي لاقالته كان تمرير وصية سوليفان للرئيس البشير بعدم ترشحه في انتخابات 2020 . وكانت القشة تصريح البروف غندور في المجلس الوطني بان بعض سفارات السودان في الخارج تعاني من عدم سيولة دولارية . اما السيف البتار الذي قصم ظهر البروف غندور ، فكان نقله وصية سوليفان بعدم ترشح الرئيس البشير في انتخابات 2020 . كانت تلك منطقة محرمة لا نعرف كيف تجاسر البروف غندور على اختراقها ، وهو ادرى . لم يشأ الرئيس البشير اقالة وزيره غندور في نوفمبر 2017 ، عندما نقل له الانذار الامريكاني ، حتى لاترتبط التنحية بشخص الرئيس البشير ، ورغبته في الانتقام ، وانتظر اول عثرة لحصان بروف غندور، بعيدة عن شخص الرئيس البشير ، للإطاحة به ، ذراً للرماد في عيون الشعب السوداني الجميل . وكان ان تعثر حصان البروف غندور في المجلس الوطني في يوم الخميس 19 ابريل 2018 ، فوقعت الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة . ثانياً : + في يوم خميس آخر ولكنه موافق ليوم 23 نوفمبر 2017 ، وحار حار ، شد الرئيس البشير الرحال الى سوتشي ، حيث انبرش امام الرئيس بوتين ، مولولاً : الحقني يا ابومروة بوتين من الامريكان الذين يريدون بي شراً ، بمنعي من تعديل الدستور ، لكي لا احوز على التابيدة الرئاسية ، فاقع في مصيدة لاهاي . هاك بورتسودان كلها جميعها لكي تقيم عليها قاعدة عسكرية ، لتحميني من العدوان الامريكي . انا في اياديك الكريمة … آمرني يا بوتين ، ستجدني من المنفذين العميانين . ابتسم بوتين ، وطمأن الرئيس البشير الجزع الخائف ، وقال له : لا تخف يا بشير ، فإنك باعيننا . سوف نرتب لك زيارة سرية لمقابلة الرئيس بشار الاسد في دمشق لكسر العزلة العربية حوله ، وبعدها لكل حدث حديث . وفي يوم الاحد 16 ديسمبر 2018 ، سافر الرئيس البشير الى دمشق على متن طائرة عسكرية روسية ، وقابل الرئيس بشار ، حسب الاوامر البوتينية . اول الاوامر البوتينية قطرة زيارة البشير لبشار ، وسوف يتبعها غيث منهمر . فقد صار الرئيس البشير ارجوزاً تحركه الاصابع الروسية … ويا للعجب ، الاصابع الامريكية في نفس الوقت . الم تحركه الاصابع القطرية والاصابع السعودية في نفس الوقت ؟ هذه البهلوانية ، واللعب على كل الحبال كككوية متمرسة ، صارت علامة مميزة من علامات الرئيس البشير . انتظروا … إنا معكم منتظرون . 2- تعديل الدستور ؟ نعود لمايك بومبيو في وارسو ، فالعود احمد . في نفس يوم الخميس 14 فبراير 2019 ، يوم تصريحه المذكور اعلاه ، طلب بومبيو من مساعده جون سوليفان ان ينقل للرئيس البشير ، عن طريق ستيفن كوتسيس القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم ، نصيحة واشنطون للرئيس البشير بان يروق المنقة شيئاً ، وان يجمد اجراءات تعديل الدستور في المجلس الوطني ، حتى تهدأ الاحوال ، وتسكت صرخات وهتافات المتظاهرين الشباب . اعتبر بومبيو ان المضي قدماً في اجراءات تعديل الدستور في المجلس الوطني ، سوف يكون امراً استفزازياً للشباب المتظاهر ، بل بمثابة اشعال القداحة في زيت المظاهرات ، فتولع نيران الحرايق . في يوم الجمعة 15 فبراير 2019 ، نقل ستيفن كوستيس للدكتور فضل عبدالله فضل بحر ، وزير شئون رئاسة الجمهورية ، توصية وزيره بومبيو بتجميد اجراءات تعديل الدستور في المجلس الوطني ، لحين هدؤ الاحوال ، وصمت هتافات المظاهرات . وافق الرئيس البشير على التوصية البومبيوية ، وإن كان على مضض ، ولزات من بعض المتنفذين ، وعلى راسهم البروف ابراهيم احمد عمر . في نفس يوم الجمعة ، تم اخطار الاستاذة بدرية سليمان ، رئيسة اللجنة الطارئة في المجلس الوطني لتعديل الدستور ، بتجميد اعمال اللجنة لحين اخطار آخر . في يوم السبت 16 فبراير 2019 ، اعلنت الاستاذة بدرية سليمان ، تاجيل اول اجتماع للجنة الطارئة لتعديل الدستور ، الذي كان مخططاً لعقده يوم الاحد 17 فبراير 2019 ، ليوم يتم الاعلان عنه لاحقاً . استراحة محارب ، او كما تدعي الاستاذة بدرية سليمان ، ترزية الرئيس البشير ، كما كانت ترزية الرئيس نميري في زمن غابر بئيس . ولان آفة حارتنا النسيان ، نذكر بان عضو المجلس الوطني عن حزب الأمة الوطني ، الاستاذ عبد الله على مسار، كان قد قدم في ديسمبر 2018 ، نيابة عن 295 نائباً في المجلس الوطني ، من حوالي 33 حزب من المؤلفة جيوبهم في المجلس الوطني ، مبادرة لتعديل المادتين (57 و187) من دستور السودان لعام 2005 ، لتكون الدورات الرئاسية مفتوحة بدلا عن قصرها على دورتين كما في الدستور الحالي ، الامر الذي يسمح للرئيس البشير بالترشح في انتخابات 2020 ، والانتخابات التالية ، وحتى ياخذ صاحب الوديعة وديعته . انتظروا … إنا معكم منتظرون . صار الرئيس البشير في ايادي الامريكان ، كما الميت بين ايادي غاسليه . والضحية ؟ بلاد السودان واهل بلاد السودان . قوموا لصلاتكم ، يرحمكم الله .
Related Posts
السلطة الإقليمية تناصب العداء لموظفيها الحلقة الرابعة
بسم الله الرحمن الرحيم وصلني عبر البريد الالكتروني عدد من رسائل القراء وهم يتابعون هذه الحلقات, والذين هم عندي محل…
هل هناك عملاء للموساد داخل النظام السوداني ؟
بسم الله الرحمن الرحيم.. هل هناك عملاء للموساد داخل النظام السوداني ؟ عبدالغني بريش اليمى … الولايات المتحدة الأمريكية… قامت…
خيارات الحكومة الانتقالية والزحف العسكري والجماهيري نحو الخرطوم
محجوب حسين AUGUST 31, 2014 ■ بطبيعة الحال كان لا بد جراء الازمة الوطنية السودانية التي بات يمثل عمودها الاساس…