سعد مدني
الاجتماع الاول لقادة النظام بعد اندلاع المظاهرات في ١٩ ديسمبر ، حوى خطة قصيرة الأجل لتوفير الوقود والخبز لمدة شهر باي شكل كان، من خلال تبرعات من رجال اعمال المؤتمر الوطني، ومن خلال استيراد الوقود والخبز بالعملات الصعبة التي يملكها النظام خارج السودان، وذلك حتى يتم اسكات عدد كبير من المواطنيين الذين احتجوا على تفاقم أزمات الخبز والوقود. ايضاً تم التخطيط لضرب وحشي للمظاهرات والمواكب، وقتل اكبر عدد من المتظاهرين لنشر الرعب داخل كل بيت سوداني، بأن من يخرج مصيره الموت او الاعتقال الذي يصاحبه الضرب الذي لا رحمة فيه، وذلك كله حتى تموت الثورة في خلال هذا الشهر.
الامور لم تذهب كما خطط النظام ، واستمرت الثورة اكثر من الشهر الذي خططوا فيه لقتل الثورة، وبدأت مواردهم المالية في النفاد، خاصة من العملات الصعبة التي يتم بها استيراد الوقود والدقيق، هذا غير الصرف غير المحدود على مليشيات النظام خلال هذه الفترة، والصرف المبالغ فيه لجلب المواطنين لحضور خطابات البشير في مختلف انحاء السودان..
من المؤكد انه خلال الأيام القادمة سوف تعود أزمات الخبز والوقود اكثر قوة، والنظام ليس لديه اي حلول لها في الوقت الراهن. فمن المتوقع ازدياد حدة التظاهرات والمواكب، مع دخول البلاد من جديد في هذه الأزمات، مصحوبة معها أزمة السيولة التي لم يجد لها النظام اي حل حتى الان. طباعة العملة السودانية التي ظهرت مؤخراً، كمحاولة لحل أزمة السيولة، هي عملية انتحارية مارسها النظام، ويعلم انها سوف تزيد من فقدان قيمة الجنيه السوداني وزيادة التضخم، مما يزيد الطين بلة، لكنه سار في هذا الطريق المليء بالأشواك، لانه لا يملك اي خيارات اخرى.
كل هذا يمثل أخباراً مفرحة تصب في صالح استمرارية الثورة السودانية حتى سقوط النظام.
سعد مدني