كارتر: استفتاء السودان سيفي بالمعايير الدولية
جوبا (السودان) (رويترز) – قال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الذي يراقب الاستفتاء على انفصال جنوب السودان يوم الخميس ان الاستفتاء سيفي بالمعايير الدولية.
ويتوقع على نطاق واسع أن يختار أهل الجنوب الانفصال عن الشمال في الاستفتاء الذي دخل يومه الخامس يوم الخميس.
ونص اتفاق السلام الذي أبرم عام 2005 وأنهى حربا استمرت عقودا بين شمال السودان وجنوبه على اجراء الاستفتاء.
وقال كارتر للصحفيين انه يعتقد أن الدائنين الدوليين يجب أن يشطبوا معظم ان لم يكن كل الديون التي تعيق السودان لمنح الشمال والجنوب فرصة تلقي أموال جديدة بعد الاستفتاء.
وتأتي تصريحات كارتر التي تعد أول اقرار مهم لسير الاستفتاء بينما قالت جماعات اغاثة ان الالاف من الجنوبيين الذين حاولوا العودة الى الجنوب للمشاركة في الاستفتاء تقطعت بهم السبل في الشمال وانهم يعتمدون على المساعدات الغذائية بعدما أدت هجمات في المناطق الحدودية الى اغلاق طريقهم.
وقال كارتر الذي يدير مركز كارتر التابع له واحدا من أكبر فرق مراقبي استفتاء السودان “أعتقد أنه سيتماشى مع المعايير الدولية فيما يتعلق بسير العملية وأيضا الحرية التي يدلي الناس بأصواتهم في ظلها.. من الواضح أنه مازال أمامنا يومان لكنني لا أعتقد أن هناك أي شك في أن النتائج ستقبل دون اعتراضات خطيرة.”
وأشار الى أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير وهو رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال وعد بقبول نتيجة الاستفتاء.
وأضاف “اعتقادي هو أن جزءا كبيرا من الدين القائم يجب أن يشطب وربما كله لان كلا من الشمال والجنوب بحاجة لتلقي تدفق صاف من الاموال في المستقبل حتى يمكن أن يتقبلا الصدمة التي سيسفر عنها انفصال الدولتين.
“هناك الان ديون بحوالي 38 أو 39 مليار دولار ويقول لنا البنك الدولي ان نحو 30 مليار من هذا المبلغ متأخرات في الدفع. وهذا عبء كبير جدا من الديون. لدي قائمة بالدائنين ولا يمكنني أن أرى في القائمة من لا يمكنه التغاضي عن دينه.”
وكثير من أهل الشمال غاضبون من الاستفتاء الذي يرجح أن يحرمهم من ربع أراضي السودان ومعظم مخزوناته النفطية.
وقالت مصادر في الاغاثة ان قوات الامن السودانية أغلقت طرقا وخطوط سكك حديدية تمر شمالي وغربي منطقة شهدت اشتباكات في الاونة الاخيرة بين قبائل عربية وشرطة الجنوب ومدنيين في مناطق حدودية متنازع عليها. وذكرت تقارير من الجانبين ان 46 شخصا على الاقل قتلوا منذ يوم الجمعة.
ووقعت الاشتباكات بعد توترات متنامية حول وضع منطقة أبيي الخصبة والمنتجة للنفط والتي يزعم كل من بدو قبيلة المسيرية العربية ورجال قبيلة الدنكا نقوك المتحالفة مع الجنوب أحقيتهم فيها.
وصرح مسؤول في منظمة الهجرة الدولية بأن أكثر من 600 من الجنوبيين عالقون في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان التي تحيط بأبيي بعدما هاجم مسلحون قافلتهم يوم الاثنين.
وقال مسؤولو اغاثة ان أكثر من ثلاثة الاف شخص ثلثاهم من الاطفال تقطعت بهم السبل في كوستي وهي محطة مهمة في ولاية النيل الابيض الشمالية تستخدم في السفر الى الجنوب.
وقال برنامج الاغذية العالمي ان اجمالي عدد الجنوبيين الذين عادوا الى أبيي وصل الى 25 ألف شخص. وقال ماهاديفان راماتشاندران وهو مسؤول كبير في البرنامج “نتوقع مجيء أربعة الاف شخص اخرين في الايام القليلة المقبلة لكن انعدام الامان في الطريق يجعلنا غير متأكدين من مجيئهم.”
من جيرمي كلارك