وقال شاهد عيان من رويترز ان مجموعات صغيرة من المحتجين تجمعت في ميدان أبو جنزير بالخرطوم بعد الظهر في حين تجمع ما يزيد على 500 من افراد الشرطة والامن في الشوارع المحيطة.
وما أن بدأوا يرددون هتافات حتى تحركت قوات الامن الى الميدان واعتقلت أغلب المتظاهرين ومن بينهم الزعيم الشيوعي المخضرم محمد ابراهيم نقد.
وكان حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير قد حذر في وقت سابق من ان التظاهر سيكون غير قانوني. ونقلت وسائل اعلام حكومية عن نزار محجوب العضو البارز بالحزب الحاكم اتهامه لمنظمي الاحتجاجات بمحاولة اشاعة الفوضى في البلاد.
وقال فاروق أبو عيسى رئيس تجمع قوى الاجماع الوطني وهو ائتلاف فضفاض من أحزاب المعارضة نظم الاحتجاج ان المحتجين يطالبون يتنخي البشير.
وقال لرويترز قبل الاحتجاجات “الرسالة هي أن شعب السودان سيواصل النضال بالطريقة نفسها التي اتبعها الشعبين المصري والتونسي لاعادة الديمقراطية.”
ولم تصل شخصيات معارضة أخرى الى حد الدعوة لتغيير النظام وأقرت بأنها فشلت حتى الان في حشد تاييد شعبي ضخم لقضيتها.
وقالت مريم المهدي من حزب الامة المعارض قبيل الاحتجاج ان هناك حاجة لتعبئة الناس بشكل أكثر جدية وان المعارضة في الوقت الراهن تمضي الكثير من الوقت في الحديث الى الاعلام وعقد الاجتماعات المغلقة والمؤتمرات الصحفية.
واضافت مريم وهي ابنة رئيس الوزراء الاسبق الصادق المهدي ان هناك فوضى كاملة وفشل كامل في السودان وان الشعب فقير وليس له صوت مسموع والحياة صعبة على غير أعضاء الحزب الحاكم.
وقالت مريم وعيسى ان الشرطة اعتقلت ثلاثة من منظمي الاحتجاج من الحزب الشيوعي وحزب البعث في الساعات الاولى من صباح الاربعاء.
وبحسب مراسل الجزيرة نت فإن المعتقلين نقلوا إلى أماكن متعددة في العاصمة لفتح بلاغات بشأن مواجهتهم قرارا للشرطة قبل يومين بمنع هذه المظاهرة.
يذكر أن تحالف قوى المعارضة -الذي أعلن الاثنين الماضي رفضه عرضا للحوار مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم- يضم حزب الأمة والحزب الديمقراطي الوحدوي وحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي المعتقل حاليا والحزب الشيوعي وحزب البعث العربي وكذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان فرع الشمال.
وفي ذات المنحى كانت السلطات قد اعتقلت أمس الثلاثاء أكثر من خمسين امرأة بعد دقائق من بدئهن احتجاجا في منطقة أم درمان بالعاصمة ضد الانتهاكات الحقوقية واحتفالا بيوم المرأة العالمي، وقد أُعلن –بحسب مراسل الجزيرة نت- عن تقديمهن للمحاكمة خلال الساعات المقبلة.
وشهد السودان منذ يناير/كانون الثاني الماضي العديد من الاحتجاجات المتفرقة المطالبة بتغيير النظام والحريات المدنية والحد من ارتفاع الأسعار، بعضها دعا إليها طلبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
المصدر: الجزيرة+وكالات