الخرطوم (رويترز)- قال شهود عيان ان عشرات من أنصار المعارضة تعرضوا للاعتقال والضرب على أيدي أفراد الامن يوم الاربعاء بعد دقائق من بدء مظاهرة مناهضة لحكم الرئيس عمر حسن البشير المستمر منذ 21 عاما.
وكان الاحتجاج الذي نظم في وسط الخرطوم احدث حلقة في سلسلة محاولات من جانب مجموعات الشبان وأحزاب المعارضة لاتباع خطى انتفاضات مناهضة للحكومات في مختلف ارجاء العالم العربي. لكن الحركة لم تنجح حتى الان في جذب تأييد واسع النطاق.
وقمعت الشرطة الاحتجاجات بسرعة وعنف متزايدين منذ الانتفاضتين في مصر وليبيا.
وجاءت الاضطرابات في المنطقة في لحظة حرجة بالنسبة لحكومة الخرطوم التي تواجه أزمة اقتصادية وتستعد لانفصال الجنوب المنتج للنفط وتواصل قتال المتمردين في دارفور في غرب البلاد.
وقال شاهد عيان من رويترز ان مجموعات صغيرة من المحتجين تجمعت في ميدان أبو جنزير بالخرطوم بعد الظهر في حين تجمع ما يزيد على 500 من افراد الشرطة والامن في الشوارع المحيطة.
وما أن بدأوا يرددون هتافات حتى تحركت قوات الامن الى الميدان واعتقلت أغلب المتظاهرين ومن بينهم الزعيم الشيوعي المخضرم محمد ابراهيم نقد.
وكان حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير قد حذر في وقت سابق من ان التظاهر سيكون غير قانوني. ونقلت وسائل اعلام حكومية عن نزار محجوب العضو البارز بالحزب الحاكم اتهامه لمنظمي الاحتجاجات بمحاولة اشاعة الفوضى في البلاد.
وقال فاروق أبو عيسى رئيس تجمع قوى الاجماع الوطني وهو ائتلاف فضفاض من أحزاب المعارضة نظم الاحتجاج ان المحتجين يطالبون يتنخي البشير.
وقال لرويترز قبل الاحتجاجات “الرسالة هي أن شعب السودان سيواصل النضال بالطريقة نفسها التي اتبعها الشعبين المصري والتونسي لاعادة الديمقراطية.”
ولم تصل شخصيات معارضة أخرى الى حد الدعوة لتغيير النظام وأقرت بأنها فشلت حتى الان في حشد تاييد شعبي ضخم لقضيتها.
وقالت مريم المهدي من حزب الامة المعارض قبيل الاحتجاج ان هناك حاجة لتعبئة الناس بشكل أكثر جدية وان المعارضة في الوقت الراهن تمضي الكثير من الوقت في الحديث الى الاعلام وعقد الاجتماعات المغلقة والمؤتمرات الصحفية.
واضافت مريم وهي ابنة رئيس الوزراء الاسبق الصادق المهدي ان هناك فوضى كاملة وفشل كامل في السودان وان الشعب فقير وليس له صوت مسموع والحياة صعبة على غير أعضاء الحزب الحاكم.
وقالت مريم وعيسى ان الشرطة اعتقلت ثلاثة من منظمي الاحتجاج من الحزب الشيوعي وحزب البعث في الساعات الاولى من صباح الاربعاء.
ومن المقرر أن يعلن جنوب السودان المنتج للنفط استقلاله في التاسع من يوليو تموز بعد استفتاء في يناير كانون الثاني ايد فيه ما يقرب من 99 في المئة من الناخبين المسجلين انفصاله عن الشمال.