قبل اعتقاله بساعات: حوار مع المتحدث بإسم حركة شراراةخالد سعد
مجدي عكاشة أثناء حواره
قررت حركة جديدة من الشباب السودانيين تطلق على نفسها اسم \”شباب من اجل التغيير\” الخروج يوم 21 مارس في تظاهرة هدفها اسقاط حكومة الرئيس عمر البشير. وتهدف الحركة التي تسمى اختصارا بـ \”شرارة\”، إلى تجاهل كافة القوى السياسية التقليدية في البلاد وتقديم خطاب سياسي جديد ينأى بالبلاد عن المكايدات الحزبية، وإقامة نظام دولة المؤسسات والكفاءات ومحاربة عطالة الشباب والفساد وإتاحة الحريات العامة.
والحركة الجديدة نظمها شباب داخل وخارج السودان على صفحات الفيسبوك، وبلغ عدد عضويتها حسب المتحدثين بها حتى الآن أكثر من 15 مليون عضو، ويزور موقعها أكثر من ثمانية ملايين شخص يوميا.
وتاليا مقتطفات من مقابلة أجريت مع المتحدث الرسمي للحركة مجدي عكاشة عشية انطلاقة التظاهرة. ملحوظة: بعد الحوار بساعات أعلن الموقع الخاص بالحركة عن اعتقال عكاشة، وتم الإفراج عنه لاحقا
كيف تكونت هذه الحركة؟
الحركة تسمى شباب من اجل التغيير، وأطلقنا عليها كلمة \”شرارة\” كبداية للثورة التي تقود إلى التغيير، والحركة لم تنشأ من أجل إسقاط حزب المؤتمر الوطني (يتزعمه الرئيس عمر البشير) فقط، وإنما من أجل إحلال نظام جديد يقوم على المؤسسات والكفاءات ويحارب العطالة والفساد .. نحن نريد دولة جديدة وليست دولة مكايدات سياسية.
من هو صاحب الفكرة؟
لمزيد من المعلومات إقرأ : يوم المرأة العالمي… نساء خلف القضبان
تكونت الحركة في 16 نوفمبر عام 2010م .. بواسطة مجموعة من الشباب على الفيسبوك .. وكانت غالبية النقاشات حول أوضاع الشباب ومستقبلهم وبدأنا نتساءل كيف نغير هذا الوضع .. الفكرة كانت التغيير لصالح للشباب ولكن رأينا أن يكون التغيير من اجل الوطن وذلك بإسقاط النظام وليس بالتفاوض أو رفع مطالب.
ما مدى قبول فكرة إسقاط النظام لدى الشباب؟
التغيير وجد قبول كبير جدا من الداخل والخارج .. نحن واعين للمرحلة وكان بالضرورة أن لا نصطنع خطاب \”هلامي\” .. لذلك قدمنا خطاب حقيقي وملموس يشعر به الجميع، كذلك فإن من أهم مكونات الحركة هو عدم الانتماء لأي حزب أو أي خط أو لغة سياسية.
لماذا؟
لأننا نعلم تماما أن الأحزاب السياسية بما فيها الحزب الحاكم تعيش حالة اغتراب عن الواقع .. وكل الخطابات التي أمامنا لا تعبر عن طموحاتنا بأي حال من الأحوال.
إذن الحركة لا تضم الشباب المنضوين تحت لواء الأحزاب السياسية؟
فكرتنا لكل الشباب في الأحزاب ولكن دون انتماءاتهم .. الحركة أشبه بالكيان المحايد ولكن بفكرة مستقبلية.
هل تستطيعون التأثير في الشباب السوداني وأكثرهم لا علاقة له بالفيسبوك؟
الفيسبوك أصبح متاح للجميع في السودان .. صحيح أن هنالك اعداد كبيرة من الشباب بعيدة عن هذا النشاط ولكننا نؤمن بأن مشكلاتهم هي مشكلاتنا، ورغم ذلك نقوم بالتفاعل معهم عبر لقاءات شخصية.
متى بدأت فكرة الخروج للشارع؟
بدأنا بتوزيع بيانات ولكن وجدنا صعوبة كبيرة بسبب القبضة الأمنية والقمع الذي تعرضنا له .. قمنا بحملة كبيرة في 30 يناير الماضي ولكن تم حسمها باعتقالات طالت أي مجموعة من الناس كانت في هذا اليوم بمكان التجمعات، وعدنا وفتحنا حوار من جديد على الفيس بوك لتقييم التجربة، وقررنا أن نعلن عن أنفسنا عبر الإعلام لأننا لسنا مجموعة خفية أو ممولة من الخارج أو من حزب.. نحن مجموعة شبابا تريد التغيير .. وهذه الخطوة ساعدتنا في جمع عضويتنا في الولايات والعاصمة الخرطوم .. نحن لدينا في الفيسبوك أكثر من 15 الف عضو وبلغ عدد الزوار لحائط الحركة نحو ثمانية ملايين شخص.
هل لديكم أعضاء معتقلين الآن؟
لدينا معلومات أن هنالك معتقلين ولا ندري إن كانوا من مجموعة \”شرارة\” أو هم من حركات معارضة أخرى.
هل انتم مستعدون للخروج إلى الشارع من جديد؟
لقد قمنا بجمع كافة المجموعات في الفيس بوك وناقشنا القيام بخطوة في يوم 21 مارس عبر حملة كبيرة شملت خطابات في الجامعات وحوارات مع شباب الأحزاب بمعزل عن أحزابهم.
ألا تخشون من المواجهة مع السلطة؟
نحن درسنا كافة التجارب المتعلقة بالخروج إلى الشارع واعددنا أنفسنا جيدا هذه المرة.
هل جرى حوار بينكم وشباب الحزب الحاكم؟
لم نجد من يستمع إلينا منهم .. بل بعضهم أراد أن يطلقوا مسيرة لتأييد الرئيس ضد تظاهرتنا، نحن نعتقد أن غالبية انتماءات شبابا المؤتمر الوطني هي انتماءات نفعية وليست حزبية أو وطنية، وقد قاموا بإنشاء مجموعة على الفيس بوك بعنوان \”شرارة للإصلاح\” ولكن نحن ليست لدينا ثقة فيهم، ونعتقد أن دعوتهم بلا منطق لأنها جاءت متأخرة.
هل تعتقدون أن المناخ مناسب لثورة تغيير في ظل تعقيدات البلاد السياسية سواء في الجنوب أو دارفور؟
مزيد من المعلومات إقرأ : من بوعزيزي إلي الفيس بوك تتعدد الأسباب والهدف واحد
الثورة ليس لها توقيت محدد ولا علاقة لها بالمناخ السياسي السائد، ناقشنا موضوع انفصال الجنوب والوضع في دارفور ولكنه منطق خاص بحزب المؤتمر الوطني، ونحن نعتقد أنه ليس لدينا صبر لحل هذه المشكلات التي ظلت تسيطر على الوضع السياسي منذ وقت طويل .. نحن لا ندعو للدمار نحن نريد التغيير ولإصلاح.
هل لديكم تصور لما بعد إسقاط النظام؟
لدينا مسودة مبدئية لرؤية تتعلق بالحريات ومحاربة الفساد وتوفير فرص العمل وبناء مؤسسات تقوم على الكفاءات وليست على انتماءات حزبية ضيقة .. نحن نريد معالجة قضية كيف يحكم السودان وليس من يحكم.
الآراء الواردة في هذا التقرير لا تعبر بالضرورة عن رأي الناشر أو عن رأي الموقع www.sudanvotes.com