في قضية المدعي العام ضد ابو قردة بلاهاي، الادعاء: ابو قردة خطط ونفذ الهجوم علي حسكنيتة
الدفاع: موكلي بريء وليس امام الدائرة التمهيدية سوي شطب القضية
سودانايل: عرض وتلخيص : تاج الدين عبدالله آدم
اختتمت امس الجمعة الموافق 31 اكتوبر جلسات الدائرة التمهيدية التي تنظر في اعتماد التهم الموجهة لبحر ادريس ابو قردة بالهجوم علي قوات الاتحاد الافريقي بحسكنيتة، بعد ان قدم الادعاء والدفاع بالاضافة لممثلي الضحايا مرافعاتهم وبياناتهم الختامية. وسيحدد القضاة في مهلة ستين يوماً، ما إذا كانت هناك أدلة كافية لاثبات وجود اسباب جوهرية للاعتقاد بان المشتبه به قد ارتكب كلا من الجرائم المنسوبة اليه. واكد الادعاء في مرافعاته الختامية علي قناعته بتورط ابو قردة في الهجوم علي قاعدة الاتحاد الافريقي وانه خطط بالتنسيق مع قائدين من حركة تحرير السودان فصيل الوحدة، هما كوموكي وسونكي، في اجتماع عقد بمنطقة دار السلام التي تبعد بضع كيلومترات من حسكنيتة للتحضير للهجوم. واضاف الادعاء بان ابو قردة شوهد بعد يومين من الهجوم في منطقة دليل بابكر التي توجهه اليها المتمردون الذين يعتقد بانهم نفذوا الهجوم الامر الذي يؤكد علاقته بمنفذي الهجوم.
. اما ممثل هيئة الدفاع عن بحر ادريس ابوقردة، المحامي كريم خان البريطاني من اصل باكستاني، اكد علي براءة موكله من التهم المنسوبة اليه، وقال ليس هناك خيار امام قضاة الدائرة التمهيدية سوي شطب القضية نظرا لان جميع شهود الادعاء الثلاثة الذين مثلوا امام المحكمة- وكلهم خدموا في بعثة الاتحاد الافريقي- نفوا رؤية ابو قردة بحسكنيتة قبل وبعد الهجوم ، او سماع شيء عن دوره من طرف ثالث، ولكنهم تحدثوا عن اشخاص آخرين وذكروا للمحكمة اسماء قادة آخرين من الحركات المسلحة. وقال خان في دفوعاته، ان الادلة التي قدمها الادعاء للدائرة التمهيدية ضد موكله لا يمكن الاخذ بها ولا يمكن اعتبارها اكثر من ادلة ثانوية في احسن الاحوال لانها عبارة عن ملخصات جمعها الادعاء من اشخاص لم يتم الكشف عن هويتهم للمحكمة، وهو امر قال بانه يتناقض مع بنود ميثاق روما الخاص بالمحكمة.
تواجد عناصر من الحكومة السودانية بقاعدة حسكنيتة يضع حيادية الاتحاد الافريقي في المحك
لقد اختلف كل من الادعاء والدفاع ايما اختلاف، وذهب كل في اتجاهه حول حقيقة وجود افراد من الحكومة السودانية بمعسكر الاتحاد الافريقي كممثلين في لجنة مراقبة وقف اطلاق النار التي تشكلت بعد توقيع اتفاقية ابوجا بين الحكومة ومناوي في مايو 2005، وحول ما اذا كان ذلك مبررا كافيا للمتمردين بمهاجمة المعسكر باعتباره هدفا عسكريا مشروعا. لقد ركز الادعاء في مرافعاته طيلة فترات جلسة اعتماد التهم التي امتدت من الاثنين 19 حتي الجمعة 30 اكتوبر، بان بعثة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام كانت تتمتع بوضع قانوني مشمول بالحماية الدولية وفقا للقانون الدولي وعلي هذا الاساس فان الاعتداء عليها وقتل افرادها يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون الدولي لانها ليست طرفا في الصراع القائم بين الحكومةالسودانية والمتمردين، وان وجود هؤلاء الافراد اقتضته ضرورة عملهم في لجنة مراقبة وقف اطلاق النار. وقال الادعاء حتي لو تم التسليم بمخاوف المتمردين من ان هؤلاء الاشخاص استغلوا وجودهم في القاعدة (المحمية بالقانون الدولي) لتمرير معلومات استخباراتية للجيش الحكومي لضربهم –حسب ما نقله بعض الشهود عن المتمردين الذين ابلغوا البعثة بضرورة اخلاء منسوبي الحكومة من المعسكر لهذه الاسباب- فان تلك الاسباب والمبررات زالت بعد استجابة البعثة لطلب المتمردين وقيامها باخلائهم نزولا لرغبتهم. لكن الدفاع قال في المقابل ان بعثة الاتحاد الافريقي فقدت الوضع القانوني المشمول بالحماية منذ ان سمحت بوجود ممثلي الحكومة السودانية في مواقعها والتواطؤ معها لتسهييل عملاياتها العسكرية ضد المتمردين فضلا علي ما سماه بالاستفادة الوقحة من الحكومة السودانية لالوان قوة الاتحاد الافريقي واستغلال مواقعها. واضاف محامي الدفاع كريم خان، بان الادلة التي قدمها للقضاة تؤكد بان بعثة الاتحاد الافريقي تجاهلت علي مدي اربعة اشهر التحذيرات التي ارسلها المتمردين بضرورة اخلاء الموقع من منسوبي الحكومة السودانية. واشار خان استنادا علي اقوال عقيد نيجيري يسمي اداكا كان متواجدا بالقاعدة ، بان عناصر الحكومة السودانية كانوا يستخدمون هواتف الثريا الخاصة بافراد البعثة لاجراء المكالمات الهاتفية وكانوا ا يستخدمون ايضا مركز الاتصال الخاص بالبعثة دون ان يمنعهم احد. واضاف قائلا: ّان الادلة التي بحوزتي كلها تبين بان هذا الموقع (معسكر الاتحاد الافريقي) اصبح هدفا عسكريا مشروعا للمتمردين، ان مجموعة من النوايا الطيبة وغياب الافعال ادي الي انهيار الموقعّّّ ّّ ّ. واورد خان مثالا بهذا الشأن مفاده ان لجنة قانونية دولية مكلفة من مجلس الامن برأت حلف الناتو من المسؤولية بعيد حرب البلقان بسبب قصفه وتدميره مباني التلفزيون الصربي لان اللجنة اخذت بتبرير الناتو القائل بان التلفزيون الصربي كان يبث الدعاية لصالح العدو.
المصدر: سودانايل