بقلم : أحمد ويتشي
رويدا رويدا ستنخشع سكرة الفرحة الغير العقلانية التي صاحبت مسألة رفع العقوبات المفروضة على نظام البشير من قبل الإدارة الأمريكية جزئيا ،، العديد من المراقبين كتبوا ما بين متشائم باستمرار الحالة الماثلة وبين متفائل لتحسن الأوضاع ،، علي الرغم من أمنيتي لتحسن الأوضاع في بلادي
إلا أن حقائق الواقع تجافي تمنياتي ،، فستبقى مجرد مني مخملية لن تري النور ،، فالتشاؤم هو سيد الموقف ،، وهنا ابني فرضيتي من الواقع المقسم و الملبد بالغيوم ،،
فمن احتلفوا فرحا برفع العقوبات ليس كل السودانيين بل هم قلة ق
ليلة علي ظهر سياراتهم الفارهة وفي اعتقادهم بأن مشاكل السودان كلها في هذه العقوبات و حتي إن سلمنا جدلا بذلك ،، لماذا يحتلفون مع من تسبب بجلب هذه العقوبات علي السودان ككل؟ ولكن هولاء لا يتساءلون لأنهم حسب تقديرهم بأن النظام الحالي يحميهم من الحركات المسلحة ولعنات بقية مهمشي الأطراف فبالتالي يعتبرون السودان تجاوز مرحلة الحرب بخسارة الحركات المسلحة التي تمثل تهديدا مباشرا لنظام البشير بعض المعارك في السنتين الأخيرتين ،، ولكن هذه الحركات لديها الملايين من الجماهير الذين نكل بهم طوال فترة حكم البشير العنصري الذي ولدت فيها أجيال و أجيال جميعها تعيش علي الغبن العقلاني بأقل السقوفات التي لا تقبل الجدل وهي ذهاب النظام ومحاكمة القتلة و إعادة هيكلة الدولة جذريا ،، ولم يستفيد هولاء من النظام شيئا سوي التهجير الي الخارج و الداخل وتشريد شبابهم عبر البحار و الصحاري ،، فالقلة المحتلفين في بالهم أن يستمر نظام البشير ليحسن لهم الخدمات و لا يعنيهم بالضرورة ما يجري في أطراف السودان من حروب الناتجة عن تكريس المظالم و العنصرية
التي هي أساس الداء في السودان منذ استقلاله ،، و لكنهم لا يريدون النزول من ابراجهم العاجية الي أرض الواقع وطرح سؤال جوهري وهو من أين للاقتصاد أن يكون منتجا و قويا وأماكن الإنتاج مدمرة و المنتجين مشردين و مقدرات الإنتاج الاخري محطمة تماما ،، فبعد أن كانوا نائمين علي عسل عائدات النفط طوال العقد والنصف الماضي ولا يكرثون لمسألة العقوبات و يؤدون صلوات الغائب على أرواح الإرهابيين العتاة و يهاجمون السفارات في الخرطوم و لكن انفضح الحال بذهاب عائدات النفط الريعية فبالتالي استفاقوا من صدمة نضوب عائدات النفط التي ذهبت مع جنوب السودان،، ولم يكن امامهم من شي في السفينة الغارقة سوي الإمساك بطرف رفع العقوبات وهاهي رفعت جزئيا أو قل و احتلفوا بها الي حين ،، لكن لن تسعفهم هذه الاحتفالات من القادم الامر وهي سودانستان علي وزن أفغانستان الدولة الفاشلة المنتهية الصلاحية التي يعيش شعبها بين أحلام الود لأمريكا و معاداتها و حرق سفاراتها، أنه البرانويا ،،
السودان لن يقوم لها قائمة لأسباب موضوعية متعددة و حرب أشد بشاعة سيكون المصير ،،
فمصير الاقتصاد بعد رفع العقوبات لن تبارح مكانها القديم وهو اقتصاد قائم علي التسول لإطعام الكم الهائل من المليشيات القبلية المأجورة لحراسة ضيعة كرسي السلطة التي سيكون موضع الصراع في القريب العاجل،، كلها عام عاما عاماوعامين عام او عامين ستنكشف الأشياء الغير مرغوب فيها، وفي جانب آخر يتمحور الصراع في غرب السودان حول ترتيب الصفوف التي سيدخل معها المليشيات القبلية التي كانت تتعلق تقدم الحركات الي مركز السلطة ،، ومن الطبيعي أن يحصل ذلك، ولن استبعد حميدتي ولا موسي هلال في أن يكونو من المنضوين في جسم ثوري عسكري جديد التي سيزحف الي الخرطوم بنفس السلاح الذي استحوذوا عليه من النظام الحالي ،، وهذا لا يحتاج إلى التفكير ،، فقبل اليوم كان موسي هلال هو الملاك الذي أرسله الله لحماية كرسي الحكم ولكنه بين ليلة وضحاها بات إرهابيا و خائنا و عميلا و متمردا ضد الوطن ” أو السلطة الذي يسميه هولاء بالوطن كذبا” ولن تستمر الأوضاع كما هي ،، فرضية الانهيار الكامل قادمة في الطريق ،، وما يعيق أي محاولات لإنقاذ الوضع هي تلك الجرائم و مرتكبوها المطلوبين من العدالة، الذين مصيرهم سيكون الإمساك بحاداب السلطة والقتال و الموت حتي ان دعت الحاجة وهنالك الف حاجة تدعو إلى ذلك، أما النائمون المحتلفين برفع العقوبات فمصيرهم الحتمي لن أفضل من الذين عانوا في جنوب السودان و مامازالوا يعانون في الغرب و جنوب كردفان و النيل الأزرق وحتى الشرق، من يبقي على الأرض هو يقاتل بضراوة ولن ينفع التذاكي الذي ظل سائدا،
والقتال سيكون في قلب موضع السلطة ولن يكون في الاصقاع البعيدة ، وهذا هو طريقنا إلى سودانستان، و الواقع يساعد علي ذلك