في حوار حول قضايا الساعة مع ياسر عرمان
عرمان : يقيم عملية التفاوض وموقفهم من زيارة الخرطوم وحرب الجنوب ومشروع السودان الجديد ويدعو لحملة وطنية شاملة ضد قوات التدخل السريع
ظلت الشائعات وسهام الفبركة تنتاش الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان طوال الاسابيع الماضية في صحف الخرطوم في ظل صمت استمر طويلاً من عرمان, حملنا له بعض اسئلة الشارع السوداني عن هل صحيح مارددته صحف الخرطوم بانه طلب ضمانات لزيارة الخرطوم وهل فعلا ان 80% من القضايا في التفاوض تم حلها وماهو التقدم الذي احرز في التفاوض حاليا وامكانية الوصول الى سلام دائم في الظروف الحالية والقضايا التى تواجه الجولة القادمة , وسالناه عن الموقف من القوات المسماة بقوات التدخل السريع, ومدى تاثير حرب الجنوب على الوضع العسكري للحركة الشعبية في السودان كما تحدثنا عن حرب الجنوب الحالية وموقعها من مشروع السودان الجديد وقضية رفض تسجيل الحزب الجمهوري وقصف مستشفى الرحمة في جبال النوبة وموقع القضايا الانسانية في التفاوض الحالي والقادم ومتى ستجدد الحركة الشعبية قيادتها الحالية الى قيادة جديدة فالى مضابط الحوار..
لندن : عمار عوض
يقول المؤتمر الوطني ان 70% الى 80% من القضايا قد تم حلها في جولة التفاوض الماضية مامدى صحة هذا الحديث ؟ وماهو التقدم الذى احرز من وجهة نظركم ؟
المؤتمر الوظني يواجه وضع داخلي صعب يبدأ بالاقتصاد والحرب الدائرة في انحاء السودان المختلفة ويشعر بانه محاصر من كل الاتجاهات وان الاستمرار بالطريقة القديمة صار من رابعه المستحيلات ولابد من التغيير وهو يريد ان يوظف شعار التغيير نفسه للحفاظ على النظام القديم وفي ذلك يوظف المفاوضات نفسها ليس كاداة للتغيير والانتقال من الحرب الى السلام ومن الشمولية الى الديمقراطية بل كصفقات لاقتسام الوظائف واستدامة نظامه وقد واجه موقف واضح من الحركة الشعبية وان الحركة الشعبية لاترغب في حل ثنائي واقتسام للوظائف بل ان الحركة الشعبية تتحدث عن قضايا في صميم البناء الوطني وحل ازمة الحكم وبناء دولة وفق مشروع وطني جديد فنحن نتحدث عن دولة المواطنة بلا تمييز وعن الديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة حكم القانون وعن توازن العلاقات بين المركز والاقاليم وعن اعطاء وضع خاص لمعالجة قضايا المناطق التى تدور فيها الحرب وعن بناء دولة لاتقوم وفق المحددات الاثنية والدينية وان ياتي ذلك عبر اجماع وطني يشكله المجتمع المدني والسياسي , وقادة المؤتمر الوطني ظلوا يتحدثون باكثر من لسان مرة يقولون ان الحركة الشعبية تسعى لاتفاق ثنائي وتارة يشتكون من انها تطرح كل قضايا السودان وهذا ليس من حقها ومرة اخرى يقولون ان الجبهة الثورية تسيطر على الحركة الشعبية ولقد سمعت بالحديث عن ان 80% من القضايا تم حلها وسمعت ايضا بحديث اخر ان الحركة الشعبية تعرقل التفاوض وان جهات خارجية تسيطر عليها والصحيح ان القضايا الرئيسية لم تحل واننا في مرحلة التوصل لاتفاق اطاري ومرجعيات التفاوض وبعدها سيبدأ التفاوض الحقيقي ونحن الان فقط نسعى لتنظيف الميدان وساحة الملعب حتى تبدأ المباراة الحقيقية في التفاوض.
التقدم الذي احرز بعبارة موجزة وواضحة هو ان وفد المؤتمر الوطني وافق مرة اخرى على اتفاق 28 يونيو 2011 بعد ان رفضه لمدة 3 سنوات حدث فيها ماحدث من تصعيد للحرب والعودة الى اتفاق 28 يونيو جعلنا نتفق على مقدمة الاتفاق الاطاري وعلى مرجعيات اللجنة السياسية ولجنة الترتيبات الامنية كما وردت في اتفاق 28 يونيو ولم نتفق على مرجعيات الشأن الانساني ووقف العدائيات ومتطلبات الحوار القومي الدستوري واذا ماتم الاتفاق في الجولة القادمة عليها نكون قد توصلنا لاتفاق اطاري على اساسه يبدأ التفاوض الحقيقي واود ان اؤكد الان اننا لن نوافق على اتفاق ثنائي ونسعى لاتفاق يفتح الباب لحل شامل للازمة السودانية المعقدة وذلك مع كل الشركاء الوطنيين ولو اردنا اتفاق ثنائي لحطت طائراتنا غدا في الخرطوم واناخت قوافلنا رحالها في الدمازين وكادقلي ولكننا نعلم ان اي اتفاق ثنائي لن يقدم حل للازمة الوطنية.
باعتقادك هل يمكن الوصول الى سلام دائم ينهي الحرب الدائرة الان في ربوع السودان المختلفة ؟
هذا سؤال مهم . نعم يمكن ذلك وسيجنب بلادنا شرور كثيرة والوصول الى انهاء الحرب عبر بوابة الحل الشامل من مصلحة السودان ومن مصلحة قوى المعارضة ومن مصلحة المؤتمر الوطني نفسه وهو افضل الخيارات ويخطئ المؤتمر الوطني اذا اوصد هذا الباب فالحركة الاسلامية بجميع تياراتها بعد ما اقترفته يداها الاثامات في حق الشعب السوداني هي صاحبة المصلحة الاولى في الانتقال السلمي والمصالحة القائمة على احقاق الحق وفق ترتيبات انتقالية حقيقية مرض عنها من شعب السودان وعلى راسها انهاء الحرب.
لكن دعنا نقارن وهذه قضية مهمة اطرحها لجميع الاسلاميين لاسيما الراغبين منهم في الحلول وطي صفحة ربع قرن من التخريب والفساد الذي لم يدمر السودان فحسب بل دمر الحركة الاسلامية نفسها فماهي القضايا والمطالب التي طرحت في نيفاشا مقابل انهاء الحرب الدائرة وقتها وماهي المطالب المطروحة لانهاء الحرب من النيل الازرق الى دارفور الان, ولنا جميعا ان نقارن في نيفاشا كانت المطالب هي:
1- حق تقرير المصير لجنوب السودان وهو الذي قاد الى انفصال الجنوب
2- وجود جيشين في بلد واحد
3- 50% من عائدات البترول
4- رئاسة دورية
5- وضع خاص للعاصمة الخرطوم
وماهوالمطلوب الان لانهاء الحرب:
1 _ تدعو الجبهة الثورية للحفاظ على وحدة السودان مقابل ترتيبات خاصة لمناطق الحرب وعلاقة متوازنة بين المركز والاقاليم هل هذا امر مكلف!؟.
2- جيش واحد للسودان مقابل اصلاحات جوهرية في القطاع الامني والجيش بعيدا عن التسييس وانتصاراً لمهنية القوات المسلحة ودمج المقاتلين من الحركات وبناء جيش قومي قوي يحتاجه السودان للدفاع عن نفسه ومصالحه ولا يستخدم في الحروب الداخلية او الاعتداء على الاخرين.
3- توزيع عادل للثروة واعادة هيكلة السلطة لمصلحة جميع السودانيين وبناء مستقبل مشترك.
ويمكن أن تلاحظ بوضوح أن مطالب اليوم لانهاء الحرب هي اقل بما لايقاس مقارنة بالقضايا الكبرى في نيفاشا وهي يمكن ان تساهم ايحاباً في اصطفاف وطني عريض لبناء دولة فاعلة وطنياً واقليمياً ودولياً.
إن شعبنا لايستحق ماحدث له منذ الاستقلال وحتى الان فشعبنا جدير بمستقبل أفضل وهو يستحق ذلك والمؤتمر الوطني لديه فرصة اذا ربط بوضوح بين الحوار الذي ينادي به وانهاء الحرب وحل الازمة السياسية الشاملة, فوقف الحرب يصب في مصلحة الميزانية السنوية المضطربة واصلاح الاقتصاد مستقبلاً والتوافق الوطني داخلياً واصلاح العلاقات الخارجية أقليمياً ودولياً, وهو سيخسر حتماً اذا استمرت الحرب وتعمقت الازمة السياسية وعلينا جميعاً أن نعلم ان استمرار الحروب في الهامش بعد ان كادت القوات المسلحة ان تنهار بفعل حروب المؤتمر الوطني لاسيما ان مايحدث الان من تجنيد 29 الف من قوات الجنجويد من قبائل سودانية ومن المعارضة التشادية ومن مالي سيؤدي الى تمزيق السودان وهو الامر الذي أدى الى نزوح 90 الف من المدنيين في مناطق رشاد والعباسية والكواليب واكثر من 200 الف في دارفور باستهداف مباشر للمدنيين والاهداف المدنية ومن المؤكد ان هذه القوات ستنقلب على النظام نفسه في يوم من الايام مهما تفنن محمد عطا واجهزة أمن المؤتمر الوطني بزرع قيادة فوقية من الضباط من وسط السودان فهذه لعبة ماكرة منذ حروب الاسكندر الاكبر وسيطرة (الاثينين) على قيادة الجيش واستخدام البندقجية من أطراف الامبراطورية, ان استيعاب قوات الجنجويد المتمرسة على جرائم الحرب في داخل القوات المسلحة هو تطور نوعي وخطير ومخطط اجرامي سيؤدي الى تمزيق السودان ويجب عدم السكوت عليه او تغافله وندعو الى حملة وطنية شاملة ضد مجرمي الحرب الذين يطلق عليهم قوات التدخل السريع والذين هم عبارة عن مجرمي حرب وجنود (أًجرة) تدفع لهم الاموال مقابل القيام بالعمليات العسكرية وتنفيذ جرائم الحرب وهم بطبيعتهم معادين للسكان المدنيين وماحدث في الابيض وجبال النوبة ودارفور كشف طبيعة هذه القوات المستاجرة من قبل المؤتمر الوطني والتي تدمر النسيج الوطني السوداني ونحن ندعو السودانيين في الداخل والخارج لتكون من ضمن اجندتهم الثابته التعبئة المستمرة ضد قوات مجرمي الحرب المسماة بقوات التدخل السريع هذه قضية لاتقبل الصمت او المجاملة فهذه القوات تعمل على اشعال الحرائق لتدمير النسيج الوطني السوداني وهم مرتزقة وجنود (انكشاريا) ومجرمي حرب.
ماهي أهم القضايا التى تواجه الجولة القادمة ؟
أولاً: مواصلة العمل للخروج باتفاق أطاري وهنالك بون شاسع في موقف الطرفين من الحوار الوطني كما يطلق عليه المؤتمر الوطني والحوار القومي الدستوري كما نطلق عليه نحن في الحركة الشعبية وكذلك الموقف المتباعد في المبادئ والمرجعيات اللازمة للعملية الانسانية ووقف العدائيات وهذا كله لمجرد الوصول لاتفاق أطاري. والاتفاق الاطاري يعني البداية الحقيقية للتفاوض ولذلك نحن نقول للشعب السوداني واعضاء وحلفاء واصدقاء الحركة الشعبية اننا لانزال بعيدين عن أتفاق لانهاء الحرب وهذه الحرب مفروضة علينا ونحن نريد أن نتحول الى حركة مدنية سياسية وفق رؤية السودان الجديد ونسعى للوصول الى السلطة وتغيير السودان عبر العمل السلمي الديمقراطي . والكفاح المسلح الحالي خضناه لان المؤتمر الوطني هو من فرض هذه الحرب, وفرصنا في العمل السلمي واسعه ونحن قوى من قوى المستقبل في السودان,وسنبني حركة عابرة للاديان والاثنيات وسنصل الى دولة المواطنة بلا تمييز.
لماذا في رايكم يسعى المؤتمر الوطني لحصر الحركة الشعبية في المنطقتين ؟
لان المؤتمر الوطني يخشى قيام حركة وطنية وديمقراطية تنطلق من الهامش نحو المدن وتربط بين القوى الديمقراطية والثورية في الريف والمدينة ونحن لا نناضل باذن من المؤتمر الوطني وسنكون يوماً مانريد دون اذن من أحد والعالم ملئ بالحركات السياسية التى بدأت من مناطق جغرافية بعينها واثنيات بعينها ثم مضت للامام, فالجبهة الثورية لشعوب اثيوبيا بدأت كحركة لتحرير أقليم التقراي ثم تحولت الى مظلة سياسية قومية, وحزب المؤتمر الوطني الافريقي في جنوب أفريقيا شكل (الخوسا) نصيب وافر من قيادته, لكنه كان لكل بنات وابناء جنوب افريقيا من السود والبيض, وفي ارتريا أمتد العمل السياسي في أطار الجبهة الشعبية وجبهة التحرير من السهول الى المرتفعات ومن المرتفعات الى السهول, وقامت حركات ثورية عديدة في مناطق زراعية ومن الريف انتقلت الى المدن, وتشكلت حركة (الساندنستا ) في نيكارغوا في مرحلتها الثانية من ثلاث مجموعات على الاقل متباينة الاساليب, وهذه النمازج لايمكن اخذها حرفياً او انها تشكل نموزجاً لنا بقدر ماهي للتدليل والتوضيح, ونحن نسعى لبناء حركة ديمقراطية حقيقية ملتزمة بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وعلى استعداد لمراجعة تجاربنا وٍإحداث قطيعة مع بعض التجارب السلبية السابقة وتجاوز اخطاء الماضي.
هل انتم على استعداد لمراجعة وضع قيادة الحركة في المستقبل ؟
اقول بصدق اننا نفكر جدياً, رئيس الحركة الشعبية, ونائب الرئيس, والامين العام لتقديم قيادة جديدة تاخذ على عاتقها وضع الحركة الشعبية بقوة في مستقبل السودان, وتعطي الفرصة على نحو اخص للنساء والشباب, والقيادة الحالية للحركة الشعبية رغم المصاعب ستنهي هذه الحرب بشكل مشرف لكل اعضاء الحركة الشعبية لاسيما الذين جادوا بارواحهم والذين خرجوا من المعتقلات مرفوعي الرؤس, اننا ندرك اننا محتاجين للتجديد والانفتاح بما في ذلك تجديد القيادة في وقت من الاوقات ليس ببعيد, ونحن زاهدين ولانبحث عن الغنائم.
ماهو موقف الحركة الشعبية من القضايا الانسانية في المفاوضات الحالية ؟
هذا السؤال مهم والقضايا الانسانية ووقف العدائيات قضية مبدئية لانربطها بالاجندة السياسية, فحق المدنيين في وصول المساعدات الانسانية يجب أن لايرتبط باي أجندة سياسية مهما كانت اهميتها,وهذا ماينص عليه القانون الدولي الانساني والتجربة الانسانية. ومتى ما امكن الوصول لاتفاق لوقف الحرب وتقديم المساعدات الانسانية فنحن جاهزون منذ الامس وليس اليوم فقط وهذا لايعني على الاطلاق اننا نريد ان نتحصل على عون انساني لنواصل الحرب كما يدعي النظام, فنحن على استعداد للوصول الى أتفاق سياسي شامل وأنهاء الحرب اليوم وليس غداً وهذه الحرب ليست حربنا بل فرضت علينا.
بالنظر الى محور أخر هل صحيح أنك قلت أن حرب الجنوب الحالية سببها المؤتمر الوطني ؟
لم اقل ذلك, بل قلت أن أنفصال الجنوب يتحمل وزره الاكبر المؤتمر الوطني مع الاخذ في الحسبان أخطاء التجربة السياسية منذ الاستقلال . والحرب الحالية تكمن عواملها الرئيسية في الوضع الداخلي في الجنوب مع اهمية العوامل الخارجية دولياً واقليمياً وانهاء هذه الحرب من مسؤلية شعب الجنوب وقادته والجنوب لديه تجارب طويلة وتراث وحكمة يجب توظيفها للخروج من هذه الحرب اللعينة التى تضر بحاضر ومستقبل الجنوب, أن الجنوب يحتاج للاستفادة من اخطاء الدولة السودانية القديمة والاجابة على سؤال كيف يحكم الجنوب وفق مشروع وطني وديمقراطي قائم على العدالة الاجتماعية ويبتعد عن المحددات الاثنية ولتمت القبليية ولتحيا (أمة الجنوب) وهذا هو جوهر مشروع الحركة الشعبية.
ان الحركة الشعبية في الجنوب استشهد تحت راياتها الالاف من الشباب الجنوبيين من كافة القبائل وقد صنعت وجداناً مشتركاً لجميع الجنوبيين وقدمت قيادات من جميع القبائل ومايليق بها هو العودة والوقوف عند هذه التضحيات وأن تستمد منها أجندة جديدة لمستقبل الجنوب.
اين تقع حرب الجنوب الحالية من مشروع السودان الجديد ؟
العكس هو الصحيح انه لايمكن انهاء جذور الازمة الحالية الا بالرجوع الى مشروع السودان الجديد القائم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمواطنة بلا تمييز, أن العودة لمشروع السودان الجديد هو بوابة الخروج من الازمة الحالية, نحن نحب شعب الجنوب ونرى في اذدهار الجنوب وتقدمه, اذدهار للسودان وتقدمه ولافريقيا كذلك والحركة الشعبية في السودان بذلت مجهودات كبيرة في الدعوة للمصالحة والسلام ونحن ندعم بقوة أتفاق أديس ابابا ونتمنى ان يصمد امام جميع التحديات.
ما أثر حرب الجنوب على عملكم العسكري وامكانية أن يضغط عليكم النظام لتوقيع أتفاق سلام مع المؤتمر الوطني ؟
الذي يشك في عزائمنا عليه أن يقوم بزيارة قبر أخانا الكبير يوسف كوه مكي فحتماً سيجد الاجابة, نحن خلفنا تجربة يوسف كوه مكي وأمامنا تجارب حركات تحرر وطني كثيرة, ونحن ايضاً لدينا تجارب في التعامل مع الرمال الاقليمية المتحركة, فنحن عملنا مع الدكتور جون قرنق وتعلمنا معه المشي فوق الرمال الاقليمية المتحركة, ومايحدث في الجنوب يؤثر علينا وعلى غيرنا وعلى الاقليم كذلك وتهتم به واشنطون وبكين, ولكن نحن سنغير النظام واعتمدنا دوما على انفسنا وسنلتقي مع شعبنا في الخرطوم واستراتجيتنا ثابتة وتكتيكاتنا متغيرة, واذا كان المؤتمر الوطني لايدرك ذلك فعليه ان يدرك ذلك قبل فوات الاوان وقد ناقشت هذا الامر بشكل تفصيلي مع الدكتور ابراهيم غندور في اديس ابابا.
بالعودة للوضع السياسي في السودان هل توافق على أن الانقسام الحالي في السودان على اساس يمين ويسار ؟
لا بل هو بين من يرغبون في التغيير الحقيقي ومن يرضون باصلاحات شكلية وفوقية, وعلى هذا الاساس يجري الاصطفاف الحالي وهنالك قيادات من الاحزاب التقليدية تقف بصلابة في مواجهة النظام وهنالك بعض الاسلاميين يرغبون في التغيير ويدركون أن النظام الحالي منسد الافق, ولذلك بدلاً من تصنيف (يمين ويسار) نفضل تصنيف المشهد السياسي الحالي بين قوى التغيير والقوى التي تقف في الضفة الاخرى غض النظر عن نواياها والشعارات التي ترفعها.
إن الواجب اليوم هو توحيد قوى المعارضة والاتفاق على خارطة للحل الشامل والضغط من أجل اسقاط النظام واخراج الحركة الجماهيرية من التكتيكات الدفاعية الى رحابة الهجوم على النظام وتصعيد المقاومة من اجل اسقاطه.
صدرت العديد من الادانات لقصف الخرطوم لمستشفى الرحمة بجبال النوبة كيف تنظرون أنتم لهذا القصف ؟
هي جريمة حرب دون ادنى شك وقبلها اجبار 90الف من المدنيين على النزوح واذا استمرت هذه الاعمال الاجرامية مع صمت المجتمع الدولي والاقليمي فاننا سنلجأ لوسائل سياسية جديدة للرد, ونقوم الان بالاتصال بقوى التضامن العالمي ويمكن أن نقاطع المفاوضات احتجاجاً على استهداف المدنيين اذا استمر هذا الوضع وقد طرحنا هذا الامر في الجولة الماضية وطلبنا من امبيكي زيارة المنطقتين ورفض الوفد الحكومي في البداية ثم وافق مؤخراً, وشكلنا لجنة وتعمل الان على استقبال امبيكي في كاودا ويابوس,ونتمنى ان تجري الزيارة في مواعيدها, أن استهداف المدنيين في المنطقتين ودارفور يجب أن يواجه بموقف قوي من منظمات المجتمع المدني السوداني قبل غيرها.
رفض المؤتمر الوطني ممثلاً في مجلس الاحزاب تسجيل الحزب الجمهوري كيف تنظرون لهذه القضية ؟
اولاً طلب تسجيل الحزب الجمهوري من الاستاذه اسماء محمود محمد طه وزملائها هو شجاعة في زمن القهر وتحدي لهذا النظام الفاسد فكرياً ومادياً واثبت من جديد كذب الشعارات التى يتشدق بها النظام وانه غير راغب في الحوار والمصالحة والحركة الشعبية تقف في خندق واحد مع الجمهوريين وانتزاع حقهم في الوجود والعمل وهم موجودين بالفعل دون اذن من احد, وهم أضافة حقيقية للحياة الفكرية والسياسية, وهم انتاج سوداني بامتياز ونتطلع لمساهماتهم في مستقبل الحياة السياسية والفكرية ونظام الانقاذ ذاهب ويبقى الجمهوريين وماينفع الناس ونحن ندعم حق الحزب الجمهوري في التواجد فهو أقدم من الحركة الاسلامية نفسها.
اما مجلس الاحزاب فهو مجلس تابع للمؤتمر الوطني ويكفي ان رئيسه السابق (دوسة) انتقل بعد أن ادى القسم على انه محايد ولا انتماء له, انتقل في الليلة التي تلت ذلك الى عضو في قيادة المؤتمر الوطني ووزيراً للعدل, وقد ذكرت ذلك للدكتور ابراهيم غندور في جولة المفاوضات الاخيرة وانه لافرق بين اجهزة ومؤسسات الدولة التى يفترض فيها الحياد والمهنية ومؤسسات المؤتمر الوطني و(الجيب واحد) ولذا فان معركة الجمهوريين هي معركة لكل قوى التغيير ومرتبطة بالتحول الديمقراطي وانتزاع الحقوق وسنخوضها جميعاً معهم.
سؤال اخير هل صحيح انك طلبت ضمانات لزيارة الخرطوم وفق ما اوردت صحف الخرطوم قبل اسبوع؟
هذه كذبة سمجة وتلفيق وفبركة, اولاً اذا كان الموضوع شخصي فانا على استعداد للذهاب غدا للخرطوم ولا اخشى أحكام الاعدام السياسية التي أصدرها النظام فنحن الذين نحاكم هذا النظام ولا نخشى محاكماته ونحن لسنا أفضل من الذين ازهق النظام ارواحهم أمثال الشهيد احمد بحر هجانه ولكن المطروح في هذه القضية هل طلبت الحركة الشعبية من الوساطة ضمانات لذهاب وفد منها الى الخرطوم ؟ والاجابة هي لم يحدث ذلك لاننا نعلم أن مايسمى بالحوار الوطني كل المؤشرات تدل على انه مشروع لاعادة انتاج المؤتمر الوطني ويكفي ان تهئية المناخ كانت تصعيد الحرب وشاهدنا بام اعيننا ماتم في (سوق ام دفسو) يوم الاحد 6 ابريل في قاعة الصداقة ونحن لن نقبل باستخدامنا لتمرير أجندة النظام ولكننا سنشارك في أجندة تخدم الشعب السوداني على نحو متكافي بعيداً عن سيطرة المؤتمر الوطني.
إن المؤتمر الوطني يدرك الان انه دون وقف الحرب والمشاركة المتكافئة فان حواره المزعوم على وشك الموت.