أكد مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين ان النزاع في دارفور يقترب من نهايته ويدعو زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد احمد نور المقيم في المنفى في فرنسا الى اغتنام “الفرصة التاريخية” المتاحة للسلام.
وقال صلاح الدين ان “النزاع دخل مرحلته النهائية وارى بوادر سلام ترتسم، السلام ليس عند منعطف الطريق لكن يمكنني ان أراه”.
وبدأ صلاح الدين الخميس جولة في اقليم دارفور “غرب السودان” الذي يشهد حربا اهلية منذ 2003.
وادى النزاع بين حركات التمرد والقوات الحكومية الى سقوط 300 الف قتيل بحسب ارقام الامم المتحدة و10 الاف وفقا للسلطات السودانية، والى تشريد 2،7 ملايين شخص يعتمدون على مساعدة انسانية.
وتضاف الى هذه المعارك، مواجهات دامية بين القبائل للوصول الى الموارد الطبيعية وانتشار قطاع الطرق في هذه المنطقة شبه الصحراوية التي يقيم فيها ثمانية ملايين شخص.
وهناك مفاوضات سلام تمهيدية جارية في قطر بين حركة العدل والمساواة، كبرى حركات التمرد في اقليم دارفور، والحكومة السودانية.
واضاف صلاح الدين “اذا تركزت المفاوضات على اطار سياسي واتفاق لوقف اطلاق النار سيسمح لنا ذلك باحراز تقدم” لارساء السلام.
لكن متمردي حركة العدل والمساواة يفضلون في الوقت الراهن تركيز المباحثات على تبادل الاسرى، ويرفض زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد احمد نور المقيم في المنفى في فرنسا والمنتمي الى قبيلة فور، المشاركة في المفاوضات.
واوضح صلاح الدين “ان قبيلة فور عنصر مهم في عملية السلام، علينا ايجاد وسيلة لاقناعهم بالانضمام الى عملية السلام، على عبد الواحد الا يفوت فرصة تاريخية وان يشارك جديا في هذه المفاوضات”.
وقال “من مصلحته ومصلحة انصاره ابداء مرونة”.
ومضى يقول “في نهاية المطاف على الشعب ان يستفيد من السلام، علينا الا نركز فقط على الزعماء، للزعماء اهمية لكنهم يخسرون صفتهم اذا عجزوا عن نفخ روح جديدة”.
وقبل اسبوعين اسندت الحكومة ملف دارفور الى صلاح الدين خلفا لنافع علي نافع معاون البشير الذي قال ان عليه التركيز على الانتخابات العامة المقررة في 2010 “على مدار الساعة”.
وصرح شون اوفاهي المؤرخ المتخصص في قضايا دارفور في جامعة بيرغن بالنروج ان تعيينه “ممثلا للخرطوم لدارفور علامة مهمة على تغيير السياسة” المعتمدة.
ورأى ان “نافع كان من انصار النهج المتشدد في حين سيسعى صلاح الدين الى التوصل لتسوية ومصالحة، انه مختلف، انه شخصية مصالحة”.
ورغم انه وسيط معروف، ينتقد صلاح الدين بشدة المحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور.
وقال “انها احمق خطوة اقدمت عليها المحكمة الجنائية الدولية من خلال المدعي العام والدول الداعمة لها، عليها ان تدرك بانها نسفت عملية السلام ليس فقط في دارفور بل ايضا في جنوب السودان”.