عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء
أسماء الحسينى
لابد للرئيس القادم أيا كان -الفريق أحمد شفيق أو الدكتور محمد مرسى – أن يعلم أن مصر أكبر من أن تصبح لقمة سائغة يلتهمها أى فصيل منفرد أو مجموعة مصالح أو تيار دينى ،نعم ما يجب أن يعلمه الجميع أن مصر أكبر من العسكر والإخوان ومن فلول الحزب الوطنى المنحل أو أى مجموعة أخرى محدودة مهما كبرت ، والدرس الذى يجب أن يستوعبه الرئيس المقبل ومعه جموع المصريين أن بقاء وإستقرار وتقدم مصر بات مرتبطا اليوم بقدرتها على تحقيق المصالحة الوطنية المبنية على العدالة .
ولن يستطيع حاكم كائنا ماكان أن يعيد مصر إلى الأوضاع الخاطئة التى كانت عليها فى السابق ،فأساليب الظلم والقهر والطغيان أيا كان مصدرها لن تكون مقبولة بعد اليوم ،فالشعب المصرى الذى وثق فى قدراته وإمكاناته لن يقبل مرة أخرى بطاغية أو مستبد ،عسكريا كان أو رافعا لشعارات الإسلام ،وسيجبر أى قادم إلى القصر الجمهورى على إحترام إرادته ودماء شهدائه .
والحالمون بالعودة إلى نفوذهم القديم لن يكون لهم مايرغبون ،والإسلاميون مطالبون مثل غيرهم بمراجعة نهجهم…وإذا انتهج الفريق شفيق فى حال فوزه سياسة إقصائية أو عقابية أو ظن أنه مسنودا من النظام القديم وحوارييه ورجال أعماله فسيواجه بثورة أخرى ،ومثله الإخوان إذا قاموا بتصفية الحسابات وإذا لم يعالجوا أخطاءهم وتوجههم للإنفراد بالسلطة والهيمنة .
…فهل يمتلك الرئيس القادم الشجاعة ويرتفع فوق انتماءاته الضيقة نحو أفق المصالحة الوطنية المرجوة ،ويقدم خطابا وسياسة توافقية عنوانها العريض أن مصر للجميع ،لايستثنى منها أحد ،ولاتهمش فيها منطقة أو تعاقب طائفة أو مجموعة ،أو يتم فيها السكوت على ظلم أوفساد…ورغم كل التخوفات والهواجس التى تحيط بالإنتخابات الرئاسية ،ورغم كل الإحباط والتشاؤم من الحال الذى آلت إليه الأوضاع بعد الثورة ،إلا أنه ومهما كانت النتيجة فمصر تكسب وتخطو للأمام،صحيح أن ذلك يتم ببطء ،لكن المؤكد أن وعى الناس يتشكل ،وأن خبرتهم تزداد ،وأن لامبالاتهم تقل ،وأنهم لن يقبلوا بحاكم ديكتاتور بعد اليوم .