حول تقرير منظمة العفو الدولية (أمنستي انترناشونال) والذي اكد إستخدام حكومة المؤتمر الوطني للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين العزل في جبل مرة سالت الراكوبة الاستاذ عبد الواحد محمد أحمد النور عن رأيه في الموضوع فأجاب بشكل مطول قائلاً:-
احيي منظمة العفو الدولية لموقفهم الشجاع بطرحهم هذا الموضوع بشكل كامل بعد أن أجروا التحريات اللازمة بأنفسهم وكشفوا الحقائق وكانوا الجهة الوحيدة التي سعت لذلك ووثقوا ما تيسر لهم وهذا أكد صحة الوقائع التي نشرناها من قبل إلا أن بعض الجهات الإعلامية لم تعطيها حقها الكامل في النشر. وما أود قوله أن أمنستي توصلت إلى أقل من 10% من الضحايا لأن أعدادهم بالآلاف وهم من الأطفال والنساء والعجزة والمدنيين, وكما قالت مديرة أمنستي أن الوضع أسوأ بكثير من العام 2003 وهناك صمت دولي مطبق وعدم تغطية و هذا مرده إلى التواطؤ البائن من المجتمع الدولي والاقليمي. والإبادة لا زالت مستمرة حتى اليوم وأهالي جبل مرة لا زالوا يقاومون بشراسة الهجمات من قبل السلطة كما يقاوم بقية سكان مناطق السودان الآخرى وهم قد تمرسو
ا في إبتكار أشكال مقاومة مختلفة وأود أن يعرف العالم أن الحرية التي ينشدها المواطن السوداني مهرها الأرواح.
والحكومة ومرتزقتها ومن يدعمونها يقتلون أهلنا في السودان كما يقتلون الحشرات دونما ان يرمش لهم طرف او يرق لهم قلب, وبرنامج الحكومة هو تطهير جبل مرة بل وكل دارفور من سكانها الاصليين ليحل محلهم آخرين ويتواصل مسلسل الإبادة في جبال النوبة والنيل الأزرق حيث تنتشر أمراض فتاكة منها السرطان, والآن يرمونهم بالأسلحة الكيماوية, اريد أن اذكر العالم ان الوضع أسوأ بكثير مما يتصورون وهناك مئات الآلاف يتواجدون داخل الكهوف ولا يصلهم لا ماء ولا غذاء إنما يستنشقون سموم السلاح الكيماوي, وهذا هوديدن الدكتاتوريات عندما تبدأ شمسها في الغروب كما فعل صدام حسين بالشعب الكردي في حلبجه واليوم الشعب الكردي من أقوى الشعوب في الشرق الاوسط, وكما فعل هتلر الشئ نفسه ضد اليهود في اوربا والآن اليهود قوة لا يشق لها غبار.
أقول للحكومة القطرية لقد آن الاوان أن توقفوا دعم حكومة الإبادة في الخرطوم لأنه لا يوجد سلام يمكن أن يأتي به حزب المؤتمر الوطني لا في السودان ولا في دارفور وأن مناطق الحرب تتسع والحكومة السودانية توظف كل الاموال التي تقدمونها لها إما لهلاك شعبها أو لشراء الفلل السياحية في دولة الامارات واندونيسيا أو يتزوجون مثنىً وثلاث ورباع ويعيشون حياة الترف والمجون وينفقون هذه الاموال في ملذاتهم ولهوهم البرئ وأكثره غير برئ.
والحكومة القطرية وهي الداعم الأكبر لحكومة السودان إذا لم تعيد حساباتها فانها ستكون مشاركة مباشرة في كل الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني وبالتالي سيكونوا مطلوبين دولياً لأنهم السند والعضد لحكومة الإبادة في الخرطوم وعلى الحكومات العربية أن تسند الشعب السوداني وهو صاحب الارض وهو يواجه الصلف والغطرسة الحكومية.
سبق لصدام حسين والذي حاول تغيير الخارطة السكانية بإنتزاع الأراضي من الاكراد وتحويلهم لمناطق آخرى لكنه سجل فشلاً زريعاً وللتاريخ مجرى واحد.
من جانبنا نطالب اللجنة الدولية بتفكيك الاسلحة الكيماوية والجرثومية التي تمتلكها حكومة الخرطوم حتى لا تستخدمها في مناطق الإبادة داخل أو خارج السودان كما حدث في العراق وليبيا وسوريا والدول الاخرة.
ونقول للامريكان والغربيين انه من العار إذا أرادوا حماية شعوبهم أن يكون الثمن إبادة شعوب اخرى وأقول للرئيس اوباما وميركل والاتحاد الاوربي ان التطبيع مع هذا النظام الذي يبيد شعبه بالاسلحة الكيماوية يعني انهم شركاء في التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تجري في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور وفي كل المناطق الملتهبة.
وأقول للذين يفاوضون النظام سعياً وراء السلام ورغم احترامنا لوجهة نظرهم تماماً فانه لو كانوا يمثلون الشعب السوداني فلا يجوز اخلاقياً أن يتفاوضوا مع نظام يبيد شعبه الأعزل وهم سكان في مناطقهم منذ قرابة الاربعة آلاف عام ساهموا مساهمة حقيقيةفي الحضارة السودانية النوبية والفرعونية, كيف لمن تكشف له كل هذه الجرائم وعن طريق منظمات دولية محايدة أن يقبل بالجلوس مع المجرمين والقتله وكلهم يعلمون بأن هناك قصف جوي للأسلحة الكيماوية واليوم 29 سبتمبر هناك قصف جوي بالاسلحة الكيماوية ورعم انني جلست مع الرفيق مني والدكتور جبريل ابراهيم والرفيق التوم هجو جلسات مطوله وحوارات عميقة ورغم انهم جميعاً أكدوا انه لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون توفير الامن الشامل وقد كانت حوارات ممتازة جداً بيننا في بداية هذا الاسبوع لكن هذه هي الحصيلة واي شخص يجلس مع هذا النظام يضيف له عمراً جديداً إذا كان يدري أو لا يدري وبالتالي يساعده في إرتكاب المزيد من المجازر والتطهير العرقي في حق الأبرياء العزل.
اناشد كل الحريصين في السودان للتغيير لالقوة العسكرية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والطلاب اصحاب المصالح الحقيقية والذين يبحثون عن مستقبل السودان أن يتوحدوا الآن ليقتلعوا هذا النظام ويحاكموا كل المجرمين ويلقوا مصيرهم المحتوم وقد جاء الوقت ليتنسم الشعب السوداني عبير الحرية والديمقراطية بعد أن إستشهد الآلاف عن طريق الرصاص والسلاح الكيماوي والمواد المسرطنة داخل الخبر مياه الشرب.
أنبه الشعوب العربية التي تساند هذا النظام أن تتذكر أن الشعب السوداني لن ينسى لها هذه المواقف البائسة وإذا كانت قطر والسعودية تعتبران ان البترول و الغاز هو كل شئ فانها إلى زوال ويجب عليهم أن يمتنوا علاقاتهم مع الشعب السوداني لا مع جلاديه وللرئيس اوباما اقول لا يمكن ان تناصر عمر البشير لانه يقدم لك بعض المعلومات عن داعش وغيرها وأن يكون الثمن إبادة الشعب السوداني كل الاسباب التي دعت المجتمع الدولي يعجل برحيل صدام حسين متوافرة الآن لتعجل برحيل عمر البشير وانني اندهش من موقف الاتحاد الاوربي الذي يعتمد على البشير في إيقاف تدفق المهاجرين والبشيرنفسه هو الذي يهجر شعبه ويبيده بدم بارد وآلاف الضحايا ممن كانوا يعتمدون على أنفسهم في الزراعه أو الرعي حيث يمتلكون مئات الالاف من الهكتارات الان يتواجدون في أمتار بسيطة في معسكرات النزوح واللجؤ ويتلقون المعاملة المذلة من عصابة المجرمين والقتلة في الخرطوم.
والدماء التي روت أراضي السودان والارواح التي أزهقت هي مهر فداء الشعب والوطن وساعة الخلاص قادمة.