عادل الباز : الرياح العاتية تصرصر في الآذان حتى تنفتح
(حريات)
هناك دلائل تشير الى خلافات وسط الاسلاميين ، استطلعت (حريات) عدداً من الاسلاميين المعروفين باستقلال الرأي ، وتنشر شهاداتهم تباعا .
وبدأت بنشر افادة البروفسير الطيب زين العابدين ، ثم افادة الاستاذ عثمان ميرغني ، واليوم تنشر افادة الاستاذ عادل الباز رئيس تحرير صحيفة (الاحداث) .
افادة الأستاذ عادل البازـ رئيس تحرير صحيفة الأحداث:
( بالنسبة لدعوة التغيير داخل المؤتمر الوطني وداخل الحركة الإسلامية هي دعوة قديمة جداً، فمنذ العام 1997م كانت هناك دعوات شبيهة، وكان هناك مذكرات وشاهدنا بعض نتائجها في مذكرة العشرة، التي كان موضوعها أن يكون هناك إصلاح داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وعدة أسئلة من بينها من يهيمن على الدولة الحزب أم مؤسسات الحكومة، فالدعوة للإصلاح داخل المؤتمر الوطني ظلت كلما مرة تتبلور في أشكال مختلفة.
وبدأ الحديث عن الدور الذي تقوم به الحركة الإسلامية،وكان هناك رواد لدعوة الإصلاح كمجموعة مذكرة العشرة، وكان هناك دعوات شهيرة من الطيب زين العابدين والتجاني عبد القادر،وظلت هذه الدعوات مستمرة ولم تتوقف الدعوة للمؤتمر الوطني للحوار والتجديد والتغيير لكن كل ذلك كان يجد آذانا صماء، وكان يتم وصف كل من يدعو للإصلاح أو التغيير بأنه خارج عن الحركة الإسلامية أو فاته قطار المصالح، أو تمّ وصفهم بالتمرد، لذلك لم يكن هناك من يستمع إليهم بطريقة جادة، كأن الأمور كلها مستقرة وليس هنالك مشكلة، لا في الدولة ولا في الحزب.
وهذه الأصوات بدأت تخفت، بإعتبار أن كل من يدعو للإصلاح فهو ضد المشروع الإسلامي ،وضد الحزب الحاكم .
بعد الأحداث الأخيرة في كل من تونس ومصر،بدأت الآذان تسمع ،وبدأت الآذان الرافضة فيما سبق تبادر فى دعوة الآخرين لقول ما يريدونه ويتم الإصغاء إليهم، وهذه عادة الرياح العاتية التي تصرصر في الأذن حتى تنفتح، فالكلام الذي يدور الآن كان لا يسمع داخل الحزب ولا يسمع خارجه، وأول ما إنفتحت الآذان بدأ الحديث منهم حول أننا نريد الإصلاح ونريد التغيير، وهذا جاء نتيجة الرياح الخارجية التي من حولنا، وبدأت قطاعات كبيرة تتحدث وتقدم مذكرات وتطالب بالقضاء على الفساد وتغيير القيادات والسياسات.
وعلى ذلك لن يستطيع الحزب الحاكم إغلاق أذنيه لأن النتائج تمضي أمامه، فكل هذه الدعوات دعوات جادة وليست متآمرة لا على الحكومة ولا على المشروع الإسلامي بل هي دعوات لإصلاح المؤتمر الوطني وإصلاح الحركة الإسلامية.
فمن المؤكد أن هذه الدعوات ستغير لكن السؤال متى ستغير، لأنه ليس من الكافي أن نقول: نريد أن نغير.. لكن السؤال:ماذا نريد أن نغير؟ وهذا ما يجب أن يحدده الفاعلون في الحزب الحاكم، ففي الدولة نحن نعرف ما الذي نريد أن نغيره، فهناك أسئلة يجب أن تتغير وهناك أجندة سياسية يجب الحوارحولها، من ضمنها الحريات وشكل الدولة نفسها، هذه هي أجندة الدولة..على الحزب الحاكم مناقشة قضاياه وأن يغير ما يريد تغييره.
الذي يهمنا نحن أن هناك سياسات مطلوبة على المستوى الإقتصادي و السياسي والإجتماعي ، هذا ما يهمنا وهذا ما نريد نقاشه عبر كتاباتنا لهم، لكن يظل السؤال المهم هل سيستجيبون لهذه المطالب؟
فتجارب الثورات الأخيرة تؤكد أنه لم تحدث الإستجابة إلا بعد أن (دقت) رياح التغيير أبوابها، وكانت تلك الأنظمة ذات إستجابات بطيئة ومحدودة وخارج الزمن، لذلك أُقتلعت ، لأن للزمن فعله في التاريخ، ولا ينتظرك لتخطط وتجتمع وتعمل خطوات التغيير الملموسة، فالإصلاحات المطلوبة حسب أمين حسن عمر مطلوبة الساعة.