طموحات الإنتفاضة و إنتكاسات القيادة في السودان(الجزء الاول)
بقلم: محمد حقار
[email protected]
بعيدا عن البرقماطية و الإعتباطية و المحاصصة يجب علينا ان نعي مايدور في أروقة التنظيمات السياسية و مايدور في الخفاء من إنتكاسة و نكبة في القيم و المبادي و المواقف المتزبزبة للقيادلت السياسية, أخصها التقليدية و التاريخية اي بصورة أخري حربائية التلوين ما بين حديث النهار و احاديث القصور في الليل البهيم, فلا اود زكر الاسماء لذا اكتفي بالإيحاء و اللبيب بالإشارة يفهم. فلنعد بالزاكرة قليلا إلي الوراء إنتفاضة أبريل و إكتوبر و ماتبعها من تغيير و تغييب آمال و تطلعات الشعب السوداني, فقيادات الامس من التابعين و تابعي التابعين ذوي العقلية الإعتباطية هم قيادات اليوم : ماذا فعلوا بأبريل و إكتوبر؟, هل صنعوا الاعجاز و الانجاز؟, هل ارضوا طموحات الشعب السوداني و الخفز بها الي رحاب الرفاهية الاقتصادية و الخدمية, ام سقطوا في غيبة الطمع و التظاهر و التشدق و تميزهم الباهر في الجمع و الاكتناز؟, هل غيروا الوجهة ام مازال أرضا للمحال و المستحيل؟, فكل الدلالات و المؤشرات أشارت الي ان لاجديد يزكر لكن القديم في ادمغة الشعب يعاد و رجع صدي الشعب كثيرة مثل: ضيعناك و ضعنا معاك, و حليل السكر و التموين و التعليم المجاني , ففيما يخص المواطنين البسطاء الحكومات العسكرية قدمت لهم اكثر من فترات الديمقراطية الاولي و الثانية و الثالثة إن وجد, فكلتاهما في الفعل و التطبيق سواء مع إختلاف في الاسماء, فسياسة النوم علي الحرير و إنتظار خروج الشعب و تقديم الارواح من ثم إستغلالهم و سرقة مجهوداتهم و تضحياتهم و العودة بنا الي العصور الوسطي و القول جئت لا أعلم من اين لكني اتيت و لقد ابصرت قدماي طريقا فمشيت و سأبقي سائرا شئت ام أبيت ,,,, كيف ابصرت طريقي لست ادري فهذا لن يجدي نفعا بعد الان فإما ان يستقيموا و يتقدموا الصفوف و إما الصمت و ترك الساحة للجيل الجديد برؤي و مفاهيم و إطروحات متقدمة. فإتضح لنا ان الحلول التقليدية قد ثبت فشلها علي مر القرون و لا تمثل المنطلق الصحيح للاصلاح مهما طال الزمن و تكررت التجربة , كما ان أزمة الامة ليست ازمة في الإمكانيات و الموارد إنما هي أزمة مبادي و قيم, أزمة فكر و منهج و قد بدات منذ امد بعيد تعود جزوره الي تغيير القاعدة السياسية و ما تبعها من إحلال و إبدال عقب الفترة الاستعمارية و عزلة القيادة الفكرية و كفها عن المسئولية الاجتماعية و الاخلاقية فأدت الي توقف خفقان الحركة الفكرية و العلمية المنهجية و الديمقراطية داخل اروقة المنظومات السياسية السودانية التقليدية الوراثية ذات التبعية العمياء فعجزت عن مواكبة التطورات و التحديات الحضارية المتعاظمة المتلاحقة, و من تبعياتها التشظي, و التحلل, و تفكيك السودان الي دويلات. و من المؤسف ان المفاهيم الاساسية لمنهجية القيادة قد علق بها قدر كبير من الشوائب و الغبش علي فلسفاتها و ممارساتها و شجع علي ذلك ضعف التزام الكثير من القيادات السياسية و إنتهازية فكرها وهي وسيلة هامة من وسائلها لاضعاف رؤية الشعب و السيطرة الغاشمة علي مقدراتها و يداومون في ممارساتهم المنحرفة و توصياتهم الخاطئة و تصريف شئونها. هذه النكبة لن تحل الا بتصحيح مسار عقل القيادة و تصحيح منطلقاته الفكرية و بناء منهجيته العلمية لتؤهله للتعامل المنضبط مع الحياة السودانية اليومية و كل مايتعلق بها من الوقائع و الاحداث و التحديات و الغلاء. لذا لابد من من التعرف علي وجوه النقص و القصور فيها حتي يمكننا رسم خطوط مبدئية عامة نحو إصلاحها و إرساء قواعدها.. فالتغيير مطلب جماعي و حتمي في آن واحد و لكنا نسعي الي غاية سامية في رحاب العدالة و الديمقراطية و المساواة و دولة القانون فهي صميم و جوهر الحضارة الانسانية و بها تتكامل الادوار مع واجبات الافراد تجاه بعضهم البعض. فالغائية اذا تم ادراك مدلولاته علي الوجه الصحيح فهو اساس متين لايقبل التواكل و السلبية او العجز و التقاعس, فلا يستقيم لنا امرا الا ان يكون ادؤنا اداءا خيرا و غايته غاية خيرة……ففي الجزء الثاني سأتناول مآلات الحكومة و افعاله ,, البطالة و الاسعار و ظاهرة الانتحار و سياسة اللعب بالنار,,,التطهير و الإنعتاق….
دمتم و لنا لقاء