حسن اسحق
عندما تتوسد السلطة اقلية فاسدة يسود رجال بعقلية الجنجويد،هي عبارة تحكي عن واقع السودان السياسي المعاش،ليس واقعا تعزف عليه انغام التعايش السلمي،وانه الوطن الاكثر امنا واستقرارا بالنسبة الي الدول المجاورة له.قد لا يتوقع اي مواطن في منطقة من العالم الحر،ان تقوم قوات حكومية بطرد طالبات جامعة،واقتحام الداخلية كأنها منطقة حربية ومفروض عليها قانون الطوارئ،وتداهم بقوات خاصة وداعمة لاخلاءها من الطالبات،بحجة ان العمر الافتراضي للمبني انتهي،وانها آيلة للانهيار،والطريقة التي تمت بها المداهمة للطالبات فظيعة،ان السلطة الخرطومية استخدمت القوة لاخلاء داخلية البركس في الايام الاولي لعيد الاضحي،كما استخدمت في اقليم دارفور قبل اكثر من عقد نفس الاسلوب القديم ،عندما حشدت مليشياتها لطرد السكان،وجعلتهم موزعين ومقسمين بين اهة النزوح،والم اللجوء.
الوجع المؤلم علي ضمير الانسان الحر الذي يأبي ان تهان كرامة اي انسان حتي لو اختلفنا معه سياسيا وفكريا واثنيا وايدولوجيا،فهو له مطلق الحرية ان يعتنق مايراه مناسبا مع توجهه السياسي،لكن كيف تفكر السلطة القمعية في الخرطوم؟ ولماذا تنتهج هذا النهج ضد طالبات سودانيات يدرسن داخل الجامعات في العاصمة؟،والاسلوب الذي تمت به طريقة الاخلاء فيه استهتار واستهوان بالحق الانساني في العيش الكريم في بلده،ولكن البلد اصبح عبء علي المواطن،بدلا من يوفر له االامان،الان يطرده من مسكنه،ويعتقله،ولذا قامت القوة التي داهمت داخلية البركس،باعتقال العشرات من الطالبات من اقليم دارفور،وهو الاقليم الذي طردت منه الحكومة سكانها عبر المليشيات التابعة لها،
واعتقلهن جهاز الامن،كما جاء في بيان لا لقهر النساء،والذي وجد استنكارا ورفضا من كل المجموعات الحقوقية،واعتبر الاسلوب عنصريا،وتفوح منه رائحة الاستهداف لطالبات دارفور،وتعرض العديد منهن الي اساءات نفسية وعنصرية،وتعرضن للضرب والشتم،والتحرش الجنسي،من نفس السلطة التي قتلت الطالب علي ابكر موسي في شهر مارس الماضي في داخل جامعة الخرطوم،وجر موته اعتقال الكثيرين من طلاب دارفور وخريجي الجامعات السودانية لانهم طالبوا بفتح تحقيق،وتقديم الجناة الي المحاكمة،وكيف يقدم الجناة الي المحاكمة؟وهم يقومون بأمر العدالة في السودان،ويضعون المتاريس والمعوقات علي طريقها لينقذوا الجلاد ويحاكموا الضحية امام محاكمهم.ان تعرضهن للاعتقال من جهاز الامن والاساءة اليهن،وتأتي السلطة باجهزتها وتتهم اخرين، ان وراء ذلك مجموعات مسلحة،تأمر الطالبات بممارسة التعنت و(ركوب الرأس)،وتنفي اعتقال الطالبات من اقليم دارفور،وكأنهن لا يستحقن ان ينظر في قضيتهن التي عايشن الامها واحزانها في المعتقل من ضرب وشتم وسب،ان حكومة المؤتمر الوطني التي تساندها كل الاجهزة الامنية،تمارس الابارتايد الجهوي العنصري ضد الطالبات من دارفور،وهذا الموقف ليس (متجارة)،انها مأساة رأها الجميع،ولم تحدث في دارفور،حتي يكذبها النظام،ويقول ان وراءها اجندة خارجية،تريد للسودان الشر،ان العقل العنصري يلتف حول رقبة المؤتمر الوطني،ويفكر ما دام اننا طردنا السكان في تلك المنطقة من قراهم،ولما لا نهين من يسكن في الجوار العاصمي.ويأتي الصندوق القومي لرعاية الطلاب،وهو شبيه بهيئة علماء الواتساب السودانية،ويتهم جهات تقف وراء ذلك،ويرسم صورة اخلاقية لحزبه،كان عليه ان يدافع عنهن،ويملك الشجاعة،ويطالب بفتح تحقيق حول الانتهاكات التي تعرضن لها من اعتقال،وما اعقبه من اساءات عنصرية وتحرش جنسي،وضرب وسوء معاملة،وكل ما امتلكه ان يتهم ابناء دارفور الجبهة المعارضة بالتحريض،واما الاتحاد العام للطلاب السودانيين،صور طبق الاصل لهيئة علماء المؤتمر الوطني،واتحاد رعاية الطلاب،بحث عن مخارج لارضاء سدنته في المقعد الربع القرني،الذي تآكل من السوس،وفاحت عنصريته (مقرفة) تأذي منها الجميع.في القاهرة ظهر السيسي،ومن الدوحة الي الخرطوم حضر السيسي،لكن بمواصفات سكوتية بحتة،والسيسي المصري قام بعمل خلص مصر من ايبولا الحركة الاسلامية،نسبة الي المرض الذي انتشر في دول غرب افريقيا سيراليون وليبيريا،واودي بحياة المئات من المواطنين،ولولا الخطوة لكان الايبولا الاخواني انتشرت عدوته،وما يزال البحث عن المضادات جاريا،وهذا السيسي السوداني،التجاني سيسي رئيس السلطة الاقليمية بدارفور،هو صنيعة قطرية،جاء الي الخرطوم حاملا معهم الايبولا الاخوانية المسنودة،عندما تغتصب النازحات في دارفور،وتجدد الحكومة قصفها،لا يتفوه بشئ،ما يهم السياسي السوداني كيفية الحصول علي اموال صندوق اعمار دارفور من قطر،والقتل والقصف والاغتصاب،وقبل فترة في ولاية وسط دارفور،اثناء مؤتمر السلام والاجتماعي في مدينة زالنجي،اعتقل العشرات اثناء حضور التجاني سيسي،لرفضهم فكرة المؤتمر من اصلها،ومنذ قدومه لم تحقق اتفاقيته لا سلاما ولا استقرارا اجتماعيا.
رئيس السلطة الانتقالية لاقليم دارفور،يعلم ان الفتيات اعتقلهن جهاز الامن والشرطة،والسيسي يهوي الابتعاد عن المناطق الوعرة،ليحتفظ بالكرسي القطري،علي حساب قضية اقليم بأكمله،فالسيسي السوداني غائب عن كل حدث يهز الجميع وتستنكره ،والمنظمات الحقوقية تطالب الحكومة ان تطلق سراح الطالبات،وفتح تحقيق حول الاساءات التي تعرضن لها في فترة الاعتقال،وهو يدعم الجماعة المتهاونة بكل الحقوق،اذا فالدوحة لم تكن الا بضاعة رخيصة بيعت، واشتراها هو ليخدر الجميع هنا.
ان السلوك تجاه طالبات داخلية البركس الاخير،هو سلسلة متواصلة من النهج العنصري والاقليمي ،وجريمة في حق النساء السودانيات في بقاع البلاد،فالنساء في دولة الوهم الاسلامي اما جلدن امام جمع الغوغاء المناقفين،ويهينهن قانون النظام العام في ولايات السودان،وفي مناطق الحروب يغتصبن ويترملن وينزحن،والجريمة الكبري يقتلن،لا بواكي عليهن.وما مصير الطالبات المعتقلات؟وكيف تتصور اماتهن البعيدات في مناطق الموت المستشري حالهن ؟،فرحن عندما دخلن الجامعات ،وذهبن للدراسة في الخرطوم،باعتبارها امنة،وليس بها جنجويد قتلة ومغتصبين،وتأكدن بعد المداهمة والاعتقال الاخير لهن،ان الجنجويد ليست محصورة في الاقليم في الغربي فقط،قد تجدهم في الخرطوم،والولايات الاخري بثياب السلطة يرتدونها باناقة القاتل المأجور. ان الروائح الكريهة لا تصدرالا من منابع تنتج العفن،لذا تأمل في دولة تحكم بالاسلوب العنصري،ان تتنازل عن طريقتها بسهولة،لانها مريضة بالتسلط،واهانة الاخرين،فهي تريدهم نازحين ولاجئين،بهذه الطريقة يسهل اذلالهم كل يوم،ويكون الاذلال اسلوب حياة،فالارباتايد الانقاذي (الفصل العنصري) وصل الي الداخليات،انه الاستهداف المناطقي في نسخته الربع قرنية للاسلاميين..
[email protected]