ضربة جاوا حارة وفرفرة كبيرة لحيوان كبير

السودان تعود إلى “مناخ الحرب “



الخرطوم: البشير يرقص استهزاءا بقرار الجنائية ويسخر من أمريكا (رويترز)

الخرطوم – أحمد يونس
عاد مناخ الحرب وما يسمى بـ”الخطاب الجهادي” للظهور في السودان مجدداً، وعلت “شعارات” الجهاد والحرب التي كانت حكومة الرئيس البشير تخلت عنها في اعقاب توقيع اتفاقية السلام مع جنوب السودان ، وعادت لغة الحرب لتسود في الخرطوم مرة أخرى.
ووجه الرئيس عمر البشير، بفتح معسكرات الدفاع الشعبي، وتوعد
كثرة التكرار يعلم حمار المشير

متمردي الحركة الشعبية بما سماه “المعركة النهائية في منطقة كاودا”، وسخر من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه حكومته، بقوله: “لا نريد جزرتكم لأنها مسمومة ولا نخشى عصاكم”. وقال لحشد من قوات من “الدفاع الشعبي” شبه النظامية بالخرطوم إنهم مستعدون لتقديم (17) ألف شهيد، في الحرب مع الحركة الشعبية، وهدد بقطع “كل يد” تحاول النيل من السودان، وفقأ “كل عين” تنظر إليه بسوء.
Bashir let us count down!

ووجه حكام ولاياته بفتح معسكرات الدفاع الشعبي، وإنشاء ـ ما أطلق عليه ـ “قوة الردع”، لخوض المعركة النهائية في “كاودا” معقل التمرد بجنوب كردفان. وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير عزم حكومته تصعيد “القتال” مع متمردي الحركة الشعبية ومجموعة “الجبهة الثورية” في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المحادتين لدولة جنوب السودان.
وقال في خطابه لقوات “الدفاع الشعبي” التي حشدت لـ”رفع تمام الهيكل العسكري”، وهو تقليد تعبوي تقوم به القوات شبه النظامية “الدفاع الشعبي”، إن المعركة النهائية مع “الحركة الشعبية” ستكون في مدينة “كاودا” بولاية التي تتمركز فيها قوات الحركة الشعبية وتعد بمثابة عاصمة موازية للعاصمة الرسمية “كادقلي”.
ووصف البشير القوات المحتشدة بأنها “الابن البكر لثورة الإنقاذ الوطني”، وأنها ظلت تقدم “الغالي والنفيس ذوداً عن حياض الوطن”. وأمر البشير حكام الولايات بالإسراع في فتح معسكرات الدفاع الشعبي وكلف كل ولاية بتجنيد لواء كامل أطلق عليه “لواء الردع”، فيما أمر ولاية الخرطوم بتجنيد (7) ألوية ليبلغ عدد الألوية التي أمر بتجنيدها (21) لواءً، ووجه الدعوة للنساء، ويطلق عليهن “أخوات نسيبة” تجهيز “زاد المجاهد”، وهو تقليد لدعم الجيش والمقاتلين أثناء الحرب مع الجنوب ابتكرته حكومة الرئيس البشير.
وعزا البشير قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد وزير دفاعه عبدالرحيم محمد حسين إلى ما سماه “فشل مخططهم” في النيل الأزرق وجنوب كردفان، للنيل من “سيادة البلاد”، ووصفه بأنه محاولة لإحباط الروح المعنوية للجيش السوداني بعد سحقه للحركة الشعبية والمتمردين بالنيل الأزرق وجنوب كردفان.
وتوعد البشير بتحرير مدينة “كاودا” بقوله: “مثلما صلينا في الكرمك سنصلي قريباً في كاودا إن شاء الله”، في إشارة لاستعادة قواته لمدينة “الكرمك” وإقامته لصلاة عيد الأضحى في نوفمبر من العام الفائت وطرد قوات التمرد منها.
وقال البشير في خطابه الذي وصفه المراقبون بـ”التعبوي” عقب خسارة جيشه لمنطقة “وادي الأبيض” بولاية جنوب كردفان وسيطرة المتمردين عليها: “وقعنا على اتفاقية السلام وكنا منتصرين، ولم نكن منهزمين، بل امتثالا لأمر الله تعالى، وقدمنا الشهداء الذين بلغوا (17) ألف شهيدا، وأننا جاهزون الآن لتقديم نفس العدد دفاعا عن الوطن وعقيدته الإسلامية”.
من جهته قال منسق القوات شبه العسكرية “الدفاع الشعبي” عبدالله الجيلي محمد أنهم جاءوا لتوصيل “إشارات” بأنهم مازالوا على عهد تعزيز السلام في دارفور واستكمال النصر في جنوب كردفان. وتوعد الجيلي بـ”رد الصاع صاعين” لمن وصفهم بأنه يكيدون للبلاد، ودعا إلى “استنفار” الكبار والصغار للدفاع عن ما أسماه “العقيدة والوطن”.
وشارك في الاحتفال “التعبوي” عدد من قادة الصف الأول من العسكريين المدنيين أبرزهم: وزير الدفاع الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين، وزير شؤون الرئاسة الفريق ركن بكري حسن صالح، وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد، مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول ركن محمد عطا، مدير عام الشرطة، رئيس مجلس الولايات الفريق أول ركن آدم حامد موسى، والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر.
وفي وقت سابق تعهدت قوات الدفاع الشعبي بمساندة الحكومة والجيش بحشد “مليون مجاهد” للدفاع عن النظام، وحذرت بأنه لن تسمح لأي جهة المساس به. وقالت في بيان لها إنها ستقدم “بيعة الموت” ضد من اسمتهم “قوى الشر والعدوان المتمثلة في الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية ومخالب الاستعمار الحديث” وحذرتها من محاولة تسويق نجاحاتها في بعض البلدان بالقول: “إن الوضع في السودان سيكون مختلفاً جدا”. وطلب البيان من الحكومة “معاقبة” المنظمات المشبوهة وقصر تحركات بعثة الأمم المتحدة في السودان على ما تم الاتفاق عليه.
هذا ورقص الرئيس السوداني عمر البشير ووزير دفاعه عبدالرحيم محمد حسين بعد يومين من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق حسين، وذلك في تجمع لقوات شبه عسكرية في ملعب لكرة القدم بالعاصمة السودانية الخرطوم. وقال حسين وهو يخاطب التجمع: “إن الرئيس سيعلن الاستنفار لمواجهة أعداء الله والوطن” في إشارة خصوصا إلى التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

الخرطوم تحتج على دخول أمريكيين أراضيها بلا تاشيرة
الخرطوم – ش
قدمت السفارة السودانية بواشنطن، احتجاجاً شديد اللهجة لوزارة الخارجية الأمريكية على دخول عضو بالكونجرس وصحفي أمريكي إلى جنوب كردفان قادمين من دولة جنوب السودان بدون تأشيرة، واتهمتهما بالقيام بمساندة الحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة بالمنطقة.
وعضو الكونجرس الأمريكي هو فرانك وولف عن دائرة فرجينيا والصحفي الأمريكي نيكولاس كريستوف. وقال سفير السودان بواشنطن، عماد التهامي، لوكالة السودان للأنباء (سونا) “إن هذا التصرف يعتبر انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولقوانين السودان”.
وأضاف أن الخطوة تنطوي على تعريض حياة النائب والصحفي الأمريكيين للخطر بدخولهما مناطق تقوم فيها حركات التمرد المسلحة بمواجهات مع الحكومة السودانية بدعم من دولة الجنوب. وذكر التهامي أن هذا الأمر يشجع ويحفِّز حركات التمرد المسلحة على جنوب كردفان بمواصلة الهجمات على القوات المسلحة السودانية وترويع المواطنين واستخدامهم دروعاً بشرية في انتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان. وتابع: “لولا هذه الحكومة وقيادتها لما كانت اتفاقية السلام الشامل واقعاً معاشاً”.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *