ضاع في حوار الرئيس
خالد تارس
في اللقآء التلفزيوني الخاص الذي اجراه الطاهر حسن التوم مع رئيس الجمهورية على قناة النيل الأزرق كان بالغ الاهتمام من قبل المتطلعين الي معرفة الحقائق التي لولاء هذة المساحة لما تكشفت ابداً.! استطاع الاستاذ الطاهر ان يلملم من خلال حوارة الرئاسي بعض القضايا الشائكة في الساحة السودانية هذة الايام .. إلا ان عدم موضوعية الطاهر في بعض الآحيايين تفسد على المتابع مقصد البحث عن اجابة شفافة لأجلها جلس الكثيرين على التلفزيون .! الأستاذ الطاهر حشر ثمانية محاور رئيسية في حلقة واحدة مما اعطى الرئيس فرصة للخروج عن مناقشة قضايا يحتاج شرحها الي حلقات او حلقتين على الأقل .! المحاور التلفزيوني الطاهر التوم اكتفى بطرح كل الاسئلة على الرئيس البشير بغرض الاجابة عليها في حدود مايسمح بة الرئيس من وقت ثم صرف النظر عن جملة اسئلة فرعية كان بامكانة الا يفوت فرص طرحها طالما ورت بتلقائية رد الرئيس على تسائلاتة الاخرى ولكن الطاهر اهدر هذة الفرصة واضاع شقف المشاهدين لة .! زميلنا الطاهر يتغمس شخص محاور الجزيرة احمد منصور (بلآحدود).. ويمارس طريقة احمد البلال في محاورة كبار المسئولين.! هذة الطريقة اللآمهنية منحت الرئيس حيلة لمناقشة مشاكل البلاد في محدودية برغم انتظار مواطنية للشرح الوافي للأوضاع.. لم يضع الرئيس نفسة في محك المواجهة مع قضايا الشعب بحكم التساؤلات المرنة التي يهديها محاور النيل الازرق لسيادتة في قضايا سياسية يصنفها المراقب على درجة من الاهمية.. و بالتالي قصد الرئيس كشف مما لاتسمح الظروف السابقة بكشفة ,, و يريد اتمام النقاش بهذة الصورة كيفما تلح تساؤلات يجدر ذكرها على سياق متغيرات الاحوال في البلاد برغم اصرار الطاهر التوم على تسليط مزيد من الاضواءة على حواره الخاص .. و مايعيب الطاهر انة اكتفى بادارة النقاش على طريقة احمد البلال في لقاءه مع رئيس الجمهورية.!
من اقوى الحقائق التي اوضحها الرئيس لشعبة هي صعوبة الاوضاع الاقتصادية لهذا العام , و احتمالات الحرب مع دولة الجنوب.! ويحصر الرئيس اخطاء الخرطوم في ازمة التعاملات البترولية مع الجنوب بضعف موقفها امام المفاوض الجنوبي لاشياء لم يراعيها الاخير .. ويحاول زميلنا الطاهر نبش حقائق الاشياء في سياق البحث عن المثالية الواردة في حديث الرئيس في تعاملات الخرطوم الاخيرة مع ملف ازمة البترول الجنوبي لم يجد المشاهد مايطابق العبارة الواردة في الحديث ..لان الرئيس يربط تعامل الخرطوم الراقي مع جوبا بمراعاة زوق الاجاويد في الوساطة الافريقية .. وهذا المظهر المتلاين من الخرطوم في رأية شجع الجنوبيين على تشديد موقفهم بدفع ملفات اخرى كشرط للتوقيع على اتفاق .! وفي سياق المبادرة عن تازيم المواقف اخرج رئيس الجمهورية تبريراً بتصرف حكومتة في مصادرة بترول الجنوب لاعتبار ان الجنوب تصرف بالمثل في عملية مصادرة ممتلكات شركة سودابيت في جوبا .! الحكمة الوحيد التي اظهرها الرئيس البشير في حواره انة صارح اهالي الشمال بعام يحمل مشاكل اقتصادية جمة .. وليس من الحكمة ان يصارحهم بمجاعة شعب جنوب السودان ورفع حكومة سلفا يدها عن دعم الخدمات الاساسية لمواطني الدولة الوليدة.! ماكان للرئيس ان يوبخ حكومة اضحت تدير دولة مستقلة لها منهج ومراد اقتصادية مختلفة عن الشمال في وقت يهتم مواطنة بشرح تحديات الوضع الاقتصادي في بلادة.!
نعم وجد الرئيس مساحة كافية لتفسير المشاكل الاقتصادية في البلاد وافصح عن ثلاثة برامج تزيد الصادرات وتحل الواردات باعتماد نسبة الزيادة البترولية المتوقعة في الشمال بحسب الرئيس ان يصل انتاجها الي 75الف برميل في اليوم بقيمة 2,5 مليار وزيادة معقولة في معدلات تعدين الذهب ليتناسى الرئيس الطرق التقليدية في رفع معدلات انتاج الذهب .. وللمفارقة ان تتحدث الحكومة عن التاثير الايجابي للذهب والقطن في الموزانة الكلية مع تجاهل تطوير آليات مشروع الجزيرة وصرف النظر عن تشجيع الكم الهائل من المواطنين المنتشرين في مواقع البحث عن المعدن النفيث .. ومن بين هؤلاء الحيارى نفوس هلكت تحت انقاض البحث عن جرامات الذهب .. لايجد الرئيس طريقة لتقليل ضجيج البطون الجائعة في بلادة والازمة المعيشية التي يحاصر المواطن في بيتة ومتجرة إلا بمحاولة سعي الحكومة للإستدانة من دول صديقة لحل مشكل زيادات سعر الصرف والتزايد الرهيب في سعر الدولار .. ومن الأسئلة التي احرج بها زميلنا الطاهر سيادة الرئيس انة تعمق في جدية الدولة في محاربة الفساد والتعدي على المال العام حيث لن يجد رئيس الجمهورية مرافعة معقولة عن هذا السآئل الملّح إلا بتحرير طلب للصحافة والاجهزة الراقبية الاخرى بتقديم معلومات عن المفسدين في الدولة .. وبرغم عدم كفاية الطلب فان نفوذ روائح الفساد يذكم انف الكثيرين من مواطني هذة البلاد تظرش آذانهم بسماع في يوما من الايام بتقديم المفسدين الي محاسبة مع وجود قوانين واضحة في هذا الشأن .. يعني لم يعترف الرئيس بهذا الفساد على التلفزيون ولكنة طلب كشف بؤر الفساد وطلب بانشاء مفوضية غير حكومية لمحاربة الفساد بغير الالية التي تكونها الدولة .. لان مؤسسات الشفافية غير معترفة بآليات مكافحة الفساد التي تكونها الحكومة.! اكبر اعترافات قدمها الرئيس في مقابلتة التلفزيونية هي حجم المعالجات السياسية التي تعالج قضية دارفور معترفاً بتثبيت قاعدة زيادة التوظيف السياسي على ذلك الاقليم في وقت تحتاج الدولة ان تخفض انفاقها الحكومي لتجد الحكومة نفسها مضطرة على زيادة ولايات دارفور في وقت تتجة السياسات العامة عن تقليص حجم التوظيف ليبرر الرئيس توسعة الوظيفة السياسية في دارفور بغرض بخلق تراضي داخل المجتمع في الدارفوري لاعتبار ان الفور غير راضيين بالجنينة عاصمة لهم والمساليت يرفضون حكم الفور لديارهم .. لايوجد داعي لتبرير الرئيس , فالواقع الماثل في جنوب وغرب دارفور لايطابق التبرير.. فدارفور ظلت لعقود طويلة تحكم من الفاشر واهالها راضين بذلك مالجديد اذاً.؟ صحيح قد تكون ردود الرئيس على تساؤلات الطاهر حسن التوم تفتقر لجدوى زيادة ولايات دارفور في وقت تتحدث الحكومة عن تقليص حجم مصروفاتها الانفاقية .. فالحديث يكشف عن استثنائية القفز على هذة الضرورة في دارفور وحدها.!
[email protected]