أشرف فتح الجليل البصري .
بعد الصراع الطويل مابين العقليه التقدمية والعقليه الرجعيه جاء الانتصار الذي حققه الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي نص في ميثاقه على ضرورة المساواة بين كافة البشر وحل مسألة التمييز العرقي والنوعي وضمان خقوق المواطنه التي أساسها الحقوق والواجبات ، لذلك يجب أن نحترم ثقافة الاخر ونحترم إنسانيته .
إن التيارات المتطرفه التي تنطلق من مفاهيم دينيه وأيدولجيه ومن ثم الثقافيه أو العرقيه كلاهما يقودان إلى الصراع وقد يصل الصراع حد الإحتراب لذلك علينا أن نعترف بالصراع .يقودنا ذلك إلى مركز تشخيص تلك الازمه التي تهدد حياة البشر ومن ثم وضع الحلول لها . فمسالة فرض اللغه والدين والمحمول والموروث الثقافي على أنها هي الافضل في مفهوم حامليها وماسواها دون ذلك ،هو صراع قائم لم ينتهي بعد ،
هذا أدى إلي شعور بعض القوميات بأن صراع ما يهدد هويتها ومحو ثقافتها لذلك ظهرت فكرة العوده إلى الجذور والاهتمام بالثقافات واللغات الافريقيه بعد أن أصبحت مهددة في بقائها وإستمراريتها حيث يتحدث أغلب الافارقه الانجليزيه والفرنسيه والعربيه تاركون لغاتهم الاصليه دون تطويرها وتأسيس مراكز ثقافيه للحفاظ عليها .
أما إذا تناولنا الحديث عن التبادل الثقافي فهو إنتقال الثقافات بين الامم عبر الوسائل المشروعه والاراده الحره لكل أمه في إختيار مايناسبها من ألوان الثقافات فالتبادل الثقافي يقوم على أساس مخاطبة العقل وإعطائه فرصه للنظر والحوار والنقد . أما القسر والالزام وفرض ثقافه معينه من طرف واحد فهو أمر مرفوض . فالثقافه هي عباره عن نمو تراكمي وهي ليست علوما أو معارف جاهزة يمكن للمجتمع الحصول عليها أوإستيعابها في زمن قصير فهي تنتقل من المجتمع إلي أفراده عبر التنشئه الاجتماعيه . فتمييز ثقافة شعب ما نمط حياته غير أنماط الشعوب الاخرى هذا لا يعزله ولا يقوده بالضروره إلى حالة خصام مع الثقافات الاخرى ، وقد يوجد فى كل ثقافه من يدعو إلى العزله والانقطاع عن الاخرين أو أسوأ من ذلك إلى التعالي وتفخيم الذات وإحتقار الاخرين ، لذلك فالحوار يخفف من حدة هذا العداء ويجعل أصحاب الثقافات يتعايشون ويفهم كل منهم الاخر .
نواصل
[email protected]