التحديات الراهنة …….. السلطة ……. والحرية
بقلم الدومة ادريس حنظل
صحيفة رأى الشعب
ان الاحداث التى تدور فى العالم الان وخاصة فى السودان هى احداثا مؤسفة ومحزنة ومخجلة ولا شك انها تؤثر على مسيرة حياتنا سلبا او ايجابا . والتعليق عليها ضرورة تاريخية واخلاقية تستدعيها واجبات الصدع بالحق والجهر بقول الحقيقة امرا لازما وتعد مشكل الصراع بين السلطة والحرية من اعقد المشكلات التى تواجه العالم عامة وبصفة خاصة السودان الذى ينتهك حقوق وحريات الناس لانة لا يعرف معنى الحرية لان الحرية هو عدم استبداد الحاكمين على المحكومين بكل انواع الاستبداد والطغيان وعلى سبيل المثال كبت جميع الحريات سوأء كانت حرية الرأى . حرية العقيدة وحق الملكية والحرية الشخصية المتمثلة فى حق التنقل وحق الامن وحرية السكن وتنظيم المظاهرات السلمية والحق فى اختيار الرأى والفعل الذى يترتب على الرأى كما فى قصة (ابونا ادم وذوجتة ) كيف نهاهم اللة عن اكل الشجرة من احدى شجيرات الجنة لذلك تاريخ البشرية لها الحق فى الاختيار. فالذلك يمارس الانسان حقه منذ ان وجدة على سطح الارض فكل المحلوقات سجدوا لله الا بنى ادم فان منهم الساجدين ومنهم الكافرين ومنهم المطيع ومنهم العاصى , وهذا كله اختيار محض للانسان كما قال الله تعالى ( فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فليكفر …) ليس ترقيبا بالمال او السلطة او غيرها ولا ترهيبا بالسجن والضرب والقتل وغيرها وانما من حق الانسان ان يمارس حريتة كاملة بدون نقص ليس لاحد كائنا من كان ان يمنعه اياها او تحرمه م ممارستها وكانت حياة الرسل كلها بيانا بالحجة والبرهان الذى يقبلة العقل ويخضع لة الفكر قبل ان يسلم به القلب ,وتستجيب لة عاطفة الايمان فهاهو نوح علية السلام بعد ان لبث فى قومة الف سنة الا خمسين عاما يقول له قومة ( يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا …) وها هو هود يقول لقومه ( اتجادلوننى فى اسماء سميتموها انتم وابائكم …) لن يسجنوا ويضربوا قومهم , لذلك يحق للناس ان يمارسوا حرياتهم التى منحهم الله لا سبيل لحجر حرية الناس وان الامر فى ذلك اليهم اختيار كل منهم لنفسه لذلك قال الله تعالى (ولو شاء ربك لأمن من فى الارضى جميعا فانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين …) والحرية سواء كانت مباحة او واجبة على الناس حين تضيق الارض بيهم ان يهاجروا منها الى غيرها توصلا الى حماية حريتهم والمثال على ذلك هجرة المسلمين الى الحبشة التى كان اهلها وملكها من النصارى لذلك قال الرسول (ص) الدولة الكافرة وعادلة احسن من الدولة المسلمة وظالمة ) انظروا الى ظلم وطغيان وجبروت حكومة السودان الى المحكومين ظلم حسن وحسين ومن الواجب ان ينتزع المحكومين حريتهم وسلطتهم ولا يكون امائين وذيال وعملاء للحكومة الدكتاتورية والتنظيمات السياسية الجهوية والعنصرية والحركات المؤبثرة كمال قال الرسول (ص)لاصحابه (لايكن احدكم امعة يقول انا مع الناس ان احسن احسنت وان اساءاوا اساءت) ونقول لشعب السودانى المغلوب على امره وطنوا انفسكم واعتصموا بحبل الله لتخلعوا النظام الشمولى وزمرته من جزورهم بحريتكم وارادتكم فكان على رضى الله عنه يفوت على نفسه الخلافة تمسكا بحقه فى حرية الراى اذ بايعه عبدالرحمن بن عوف عقب مشاورات الستة التى عينهم امير المؤمنين عمربن الخطاب للشورى فكيف رد امير الامؤمنين وقال (لا أامركم ولا انهاكم وانتم ابصر) ولكن الان وللاسف الشديد الظلم غرق النظام الشمولى لذلك قلب الموازين تتم التعينات فى المرافق الحكومة عبر التلفونات(وهى قريبى وقريب فلان وصاحبى وصاحب فلان وفرتكان) لاينظروا للكفاءة والامانة والصدق ولاحتى الرجولة السودانية هذا كله لعدم وجود الحرية التى اباحها القران للناس وان يكونوا احرارا فيما يعتقدون ويقولون والجهر بالراى واجب ليس مجرد حق اورخصة كما قال رسول(ص)(قول الحق عند امام جائرهو جهاد فى سبيل الله) اين موقف علماء السلطان من قول الحق؟ هل يريدون ان يلجموا يوم القيامة بلجام حديد من نار؟ ام يخافون الاعتقالات والتعذيب فى بيوت الاشباح و كوبر ودبك ام يخافون الفقر ولا يتذكرون ان الارزاق بيد الله؟ ام يخافون الضرب بكرابيج من حديد والنار؟ ام يخافون القيل جهرا ام خفية؟ ام اصبحوا يحبون المال حوبا جما؟انظروا كيف كان موقف العلماء الذين لا يخشون لومة لائم فى الجهر بارائهم الفقهية والسياسية فى مواجهة الحاكمين الظالمين الطاغين غير مبالين بما وراء ذالك من عواقب وخيمة من الطغاة ولم يكن الا متيقنين بالله وسنة رسول الله(ص) كما ذكرته أنفا وكانوا لايكتمون حقا ولاينصرون باطلا ولا يحللون حراما ولا يحرمون حلالا ولا يدفنون رؤوسهم فى الرمال ولا يبيعون ذممهم بحفنة من الدنانير والمناصب الهلامية ولا يهابون ذا سلطان قاتل استبدادى جائر بل يجهرون بارائهم فى الشئون السياسية الشرعية التى لا يظلم احد ويخرجون بارائهم محاربين كل حاكم ظالم يميل ادنى ميل عن احكام شرعية الله ولا يخشون الحق والقصة المشهورة فى حرية المبايعة امتناع سعيد بن المسيب رضي الله عنه واضاه رفض المبايعة وصمم حتى ضرب (60) سوطا وما بايعه ,وحتى اغرى بثلاثين الف هدية من الوالى , فقال سعيد : لاحاجة لى فيها ولا فى بنى مروان حتى القى الله فيحكم بينى وبينكم ,ولكن للأسف الشديد علماءنا الان لا حول ولا قوة الا بالله , يهرولونا وراء شهوات السلطة وملزاتها بحلالها وحرامها حتى يسيل لعابهم بالبيعات الرخيصة واصبحوا شياطين خرس ويطأطأون رؤوسهم ومنكبين وجوههم امام الجبروت والطغاة يا عملاء السلطان لماذا لا تكونوا مثل عمر بن الخطاب وسعيد بن المسيب . فانظروا ماذا قال الحسن البصرى لعمر بن هبيرة . لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق فما وافق كتاب الله من اقوال وافعال الحكومة فانفذه وما خالفه فلا ننفذه . يا علماء الطغاه هل حكومة الخرطوم الفاشله افعالها واقواليها موافقة لما يرضاه الله ورسوله والمؤمنين . فانظروا لقصة بين طاؤؤس اليمانى وهاشم عندما قال له لما لم تسلم علي بأ مرة المؤمنين فاجابه طأؤؤس اسعوا يا علماء السلطان ماذا قال الرجل الامين الشجاع فى الحق , ليس كل الناس راضين بامرتك فكرهت ان اكذب ,واين انتم من سفيان الثورى عندما قال له ثانى خلفاء بنى عباس وهو ابو جعفر المنصور عظنى ابا عبدالله فكيف اجابة سفيان وما علمت يا امير المؤمنين فيما علمت حتى اعظك فيما جهلت ؟ فقال المنصور ما يمنعك ان تاتينا ؟ فيقول سفيان : قال اله تعالى ( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ) فهو يقول لة رأيه فيه بجراءة وحرية كاملة ويعلن انة من الذين ظلموا ومن الذين لا يعلمون بما عملوا ولذلك يأبى ان ياتى الية ويخاطبه . اين موقفكم الان يا علماء السلطان من الذين ظلموا وطغوا وعاثوا الفساد فى الارض, انظروا يا طغاه , ماذا قال الفضيل بن عياض لهارون الرشيد : اياك ان تصبح وتمسى وفى قلبك غش لأحد من رعيتك فان الرسول (ص) قال ( من اصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة) وايضا حين سأل هارون الرشيد ابا يوسف ان يكتب لة دستور الدولة المتعلقة بالجباية وتوليه الولاية والقضاء والجهاد , اغتنمة ابا يوسف هذه الفرصة اولا : كتبة لة واجبات الحكم وما يحل لة فى مباشرته لامور رعيته . ولكن للأسف الشديد الان علماء السلطان يحللون ما يوافق هوى السلطان ويحرموا ما لا يوافق هواه ,ولا ينظروا الى ان الله سيسألهم عن عملهم وعن اعمارهم فيما افنوه وعن مالهم من اين اكتسبوه وفيما انفقوه , لماذا يا حكومة الشمولية لا تقولوا مثلما يقول عمر بن الخطاب عن النصح الرعية وحاكمهم وصراحتهم معه بالحرية , فقال امير المؤمنين لا خير فيهم ان لم يقولها ولا خير فينا ان لم نقبلها او نسمعها, وقال ايضا اذا رايتمونى على الحق فعينونى واذا رايتمونى على باطل فقومونى , لماذا يا علماء السلطان لا تقولوا الحق مع غلبة الظلم وتفشى الجور ,والبعد عن الحق انظروا الى تاريخ العلماء فى العصور الاولى وقد كانو يلاقون ما يلاقونفى سبيل الحق من التعذيب والقتل والسجن, وهم لا يراهنون ولا يشترون رضاء المخلوقين بسخط الخالق وما هذا لا نقول كل العلماء علماء السلطان وانما نقول كما قال الرسول (ص) لا تزال طائفة من امتى قائمين بامر الله لا يضرهم من خزلهم ولا من خالفهم حتى ياتى امر الله وهم ظاهرون . ان الحكم العادل لا يقهر الرأى الحر والنصيحة المخلصة ولكن يطالب باذدهار الحرية الكاملة لمحكوميه , فان جور وظلم الحاكم يقترن باختفاء الرأى الحر والكلمة الصادقة فى المجتمع الذى يسودة الظلم والقهر ومن واجب الدولة كفالة حرية الفرد والمجتمع لذلك حق لكل انسان فى الحرية كحقه فى الحياة , ومقدار ما عنده من حياة هو مقدار ما عندة من الحرية والمعتدى علية فى شى من حريته كمعتدى علية فى شئ من حياته . وما ارسل الله رسل وما شرع لهم الشرع الا ليحيوا احرارا وليعرفو ا كيف ياخذوا باسباب الحياة والحرية وحتى يستثمروا تلك الحياة وتلك الحرية الى اقصى الحدود لاستثمار النافع , وما ان انتشر الاسلام بكل جوانبه السياسية والا قتصادية والادارية والخلقية فى الامم الا بالحرية والمحافظة عليها والتسوية بين الناس فيها وحرية الانسان مقدمة للدين او الشريعة الاسلامية . وكما قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى والى مصر عمرو بن العاص ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارار ) ولا بد من ان يجب على الحكومة الشمولية الدكتاتورية البربرية توفير الضمانات الكافية لحماية حرية الفرد ولا يجوز تقيدها .
يا شعب السودان المظلوم والمغلوب على امره نقول لكم من حق كل مضطهد او مظلوم يلجأ الى حيث يأمن وينتزع حريتة لان الحرية لا تمنح وانما تتنزع انتزاعا لذلك نقول لكم الثورة الثورة الثورة واجبة واجبة لا محال.